أصوات نسائية في الرواية الإسبانية المعاصرة العزلة والاغتراب النفسي في (لا شئ )

هديل عادل كمال

تعتبر الحرب الاهلية الاسبانية التي نشبت نيرانها من عام 1963 حتى عام 1939 بين الجمهوريين والوطنيين بزعامة الجنرال فرانكو من اهم الاحداث التاريخية التي اثرت في تاريخ اسبانيا المعاصر وقد استمرت تلك الحرب قرابة ثلاثة اعوام متتالية وانتهت بدكتاتورية تعد الاطول على الاطلاق في تاريخ اوربا خلال القرن العشرين وتسببت في سقوط مئات الالف من القتلى والجرحى في كلا الجانبين وقد ادت هذه الحرب الى تدهور اسبانيا اقتصاديا اجتماعيا وثقافيا ولعل هذا التدهور الثقافي يعزا اللى العديد من الاسباب من اهمها  الرقابة الصارمة التي فرضها نظام فرانكو على شتى انواع النتاج الادبي والتي منعت اي نقد صريح موجه الى الديكتاتورية الجديدة ونفي الكثير من رواد الادب والثقافة الاسبانية خارج البلاد بالاضافة الى العزلة الدولية التي عاشت فيها اسبانية حترى مشارف الخمسينات.

اعمال ادبية

وعلى الرغم من تلك الظروف الصعبة في فترة مابعد الحرب الاهلية فقد ظهرت مجموعة من الاعمال الادبية التي تناولت معاناة الشعب الاسباني كمحور اساس لها ومن اهم هذه الاعمال رواية ( لاجديد ) للكاتبة كارمن لافوريت التي ظهرت بعد انتهاء الحرب الاهلية بثلاثة اعوام حيث تعد هذه الرواية واحدة من العلامات البارزة للقصة الاسبانية فهي تحمل في مضمونها نقدا صريحا للحياة الاجتماعية في ظل اليكتاتورية حيث كانت معاناةالشعب الاسباني البائس الذي عانى ويلات الحرب هو محور اهتمامها تكشف هذه الرواية  عن اثر الحرب الاهلية على المجمتمع الاسباني كما ترسمها الكاتبة من خلال تحليل رواية لاجديد تعكس الرواية فترة مابعد الحرب الاهلية وعللى الرغم من ان الكاتبة لم تسرد لنا احداث الحرب الاهلية ولا المعارك الضاربة التي دارت بين الجانبين الاانها نحجت في تصوير فضائع تلك الحرب و ويلاتها التي عانى منها جزء كبير من الشعب الاسباني في تلك الحقبة التاريخية الهامة من تاريخ اسبانيا عن طريق تصوير ماساة عائلة بسيطة تقطن في احدى المنازل القديمة في حي اريباو في مدينه برشلونه وهذا المنزل المدمر الذي يسوده موجه من العنف والفوضى انما يرمز في النهاية الى حقيقة اشمل وهي اسبانيا المدمرة ماديا ومعنويا بعد الحرب كذلك الرواية تتناول الشخصيات النسائية التي تستحوذ على النصيب الاكبر في هذا العمل ثم بعد ذلك ياتي المكان وقد اكتسب هذ العنصر قدرا كبيرا من الاهمية في الرواية لانه ساهم بشكل كبير في ابراز فكرة الكاتبة فمدينه برشلونه هي مسقط راس الكاتبة وان كانت قد قضت طفولتها في جزر الكناريا وعند عودتها الى برشلونه اصطدمت بالواقع المرير للمدينه المدمرة بعد الحرب مما اثار مشاعرها ودفعها للتعبير عن مرارة الواقع الاليم من خلال احداث الروائية اما عن الزمان فنجد ان الاحداث تدور في عام تقريبا وعللى الرغم من عدم وجود تارخ محدد لهذا العام الا اننا نتستيط ان نستنتج ان احداث الرواية تدور بين عام 1939 منذ نهاية الحرب الاهلية وعام 1944 حين ان الرواية نشرت عام 1945 وعند الحديث عن اللغة فمن الجدير بالذكر منذ لحظة ظهور الرواية وحتى الان وهي محط اهتمام الكثير من الدراسات النقدية ولعل  هذا يرجع الى سهولة الاسلوب والبعد عن الغرابة وهذا ما اعطاها قيمة تاريخية كانعــــكاس لفــــــترة مابعد الحرب الاهلية على المجتــــمع الاسباني.