55 فناناً يشاركون في المعرض السنوي للنحت العراقي
مبدعون يطوّعون موادهم الصلدة إلى تكوينات معبّرة
بغداد - فائز جواد
اختتمت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين نشاطها الفني والثقافي من معارض وندوات لعام2023 بالمعرض السنوي للنحت العراقي الذي افتتحه على قاعة الجمعية وكيل وزارة الثقافة والاثار عماد جاسم و عام دائرة الفنون علي عويد مدير عام دائرة الفنون ورئيس الهيئة الادارية للجمعية قاسم النحت سبتي واعضاء الهيئة وجمع من الشخصيات الثقافية والفنية والمهتمين والمتابعين للمشهد الثقافي والفني ، ويعد هذا المعرض حدثاً نوعياً مميزاً شارك فيه نخبة من نحاتي العراق ولاجيال مختلفة .وعرض في هذا المعرض مايقرب اكثر من 70 عملا فنيا ولاكثر من خمسين فنانا وفنانة وامتازت الاعمال باختلاف الأساليب وطرائق العمل والتنفيذ.
واكد اغلب الحاضرين اعجابهم بالافكار والتقنيات والابداع المميز للفنان العراقي وماقدمه من نتاج جمالي مهم ويستمر العرض لغاية 15 من شهر كانون الثاني المقبل . وقال المشرف العام الفنان قاسم سبتي قال بكلمته (على مر العصور ابدع النحات العراقي ومنذ اول الحضارات القديمة مثل سومر وبابل واشور ومنذ ذلك الحين يشهد النحت في العراق تطورا مستمرا وتنوعا في الاساليب واستخدام الخامات المختلفة بفضل موهبة النحات وشغفه الدائم في البحث والتجديد وخاصة خلال القرن العشرين حيث شهد فن النحت في العراق طفرات كبيرة وظهور اسماء لامعة تركت اثرا بارزا في تاريخ الحركة التشكيلية العراقية) .متابعا ( لقد تاثر الفنان العراقي بالتوجهات والمدارس الفنية العالمية المعاصرة وعمل على مزجها بالموروثات العراقية الغنية بالرموز مما اضفى على اعمال الصبغة المحلية الغنية بالرموز والعناصر الثرية بالالوان والاشكال المدهشة وبرز بذلك الفنان الكبير جواد سليم الذي كان بارعا في المزج بين المعاصرة والرموز العراقية مما اضفى على الاعمال الصبغة المحلية رغم معاصرتها وحداثتها اللافتة والرائدة والملهمة انذاك لقد استخدم المعادن والحجارة المحلية لخلق قطع فنية مذهلة تعكس مدى عراقة النحات ) وختم ( في هذا المعرض يؤكد النحات انه سليل ذلك الفنان القادم من اغوار التاريخ واعماقة ويؤكد انه دائم البحث والتجديد وانه ليس ببعيد عن المتغيرات الحداثوية في العالم لكنه يصر على اضفاء سحر الثقافة العراقية وهويتها التي نشاهدها في اعمال هذا المعرض الذي استخدم فيه المشاركون مختلف الخامات ببراعة واتقان لافتين وبرزت براعتهم في استخدام خامتي الخشبة الى مواد اخرى تعاملوا فيها بحرفية عالية في هذا المعرض والمعارض السابقة مما يثبت ان فن النحت بخير وان النحات العراقي لايبرح ازميله ابدا ويبقى رائدا في البحث والتطور الدائم ويستحق بلا شك الاهتمام والتقدير). وضم فريق تنظيم المعرض :المدير الفني والتصوير سمير مرزة وتنظيم مراد ابراهيم وجمعة شمران وسارة زكي والمتابعة والتصوير حسن المليجي.النحاتون المشاركون ابراهيم الدليمي ، ابراهيم ربيع ، امير حنون النقاش ، باسم التكريتي ، طلال محمود ، صادق ربيع ، طه وهيب ، ثائر الكركوشي ، ظافر العزاوي علوان العلواني ، رعد المندلاوي ، زهراء رحيم . رفاه المعموري ،هدى العزاوي ، يوسف علوان ، ناطق الالوسي مازن منذر ، هادي عباس ، هادي كاظم واخرون. وضمت لجنة اختيار الاعمال : طه وهيب سمير مرزة وهادي عباس. وعن المعرض كتب وكيل الوزارة عماد جاسم في صفحته(في قاعة جمعية التشكيلين اشتركنا في افتتاح المعرض السنوي للنحت العراقي ، حيث توزعت الاعمال بين الخشب والبرونز والحجر والحديد ، لكن الملفت هي تلك البراعة في استنطاق الهموم اليومية بطروحات وافكار جريئة تستدرج المتلقي الى منطقة الدهشة من قدرات اغلب المشاركين تطويع موادهم الصلدة الى تكوينات معبرة تمنح المشاهد فرصة للابحار والتأمل والاكتشاف ،بعد ان توقف النحت العراقي من الواقعية المجردة ليخرج من التقليدية الى فضاء التجريب متعديا بذلك سكونية فنون العالم العربي! لتضعنا بعض الأعمال عند واحة القراءات المتعددة في قصائد بصرية تشكيلية تناقش مشاكل العنف الموجه للنساء وتحاكي رغبات مكبوتة للعاشيقين وتحفز الجياع والمظلومين على الثورة برمزية شاعرية استهوت الكثير من الفنانيين على اقتناص فرصة التنافس لتمرير شفـــــرات الادانة للواقع معربين عن ميل مضاعف لاستعادة البراءة والطفولة والتـــذكير ايضا بمحنة الاهوار مع تجديد ابداعي في تصوير لحظات الحب وتصوير شجــــون وامنيات العائلة لتجتمع هذه الايقونات الجمالية في مرمى تجاوز المألوف وتحديد هوية تطويرية للنحت العراقي الجديد).