الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إلى خونة الأمة (المحترمين)

بواسطة azzaman

إلى خونة الأمة (المحترمين)

احمد جبار غرب

 

انقضى شهران ونيف ولازال الجرح الفلسطيني في غزة واجزاء من الضفة الغربية  ينزف بغزارة امام أعداء فقدوا كل قيم الإنسانية والرجولة يمتلكون اسلحة فتاكة تنال من الحجر والبشر اوجدتها الماكنة الاستثمارية ممثلة بالعلاقات المتحدة الأمريكية ليعبث كيفما يشاء دون حسيب او رقيب  فلو كان الصراع بين جيشين متكافئين  لهان الأمر لكن هي حرب يودها خامس اقوى جيش في العالم يساعده القطب الأوحد امريكا بتقنية لامثيل لها امام فصائل مسلحة لاتملك من السلاح سوى الدفاع عن نفسها 'ولو سقط آلاف منهم لهان الأمر لكن القتل والتدمير الذي يفوق الوصف أتى على البنى التحتية  المدنية والاجتماعية وهناك ارقام تتصاعد كل ساعة من القتلى الأطفال والنساء والشيوخ امام هذا

المد الهمجي من العدوانية المتغطرسة التي تكالبت على أضعف خلق الله من الأطفال والنساء وأمة العرب والاسلام لازالت راقدة سوى ما تقوم به من جولات مكوكية بين عواصم القرار لاستنفاذ قرار بوقف اطلاق النار  ينقذ الأبرياء من آلة الدمار الإسرائيلية لكن دون طائل يستخدم الامريكان في كل مرة  حق النقض لمواصلة الاعتداء مخترفا بذلك كل المباديء و القيم الاخلاقية لمباديء القانون الدولي الذي ركلته امريكا وتابعها الذليل حكومة التاج البريطاني   بالحذاء ..صحيح نحن ضد انفعالات حماس وطيشها والتي لاتحسب جدوى المواجهة والاشتباك وبالتالي تكون الخسائر كارثية لكن العدو الصهيوني تجاوز المدى في النسبة والتناسب حول مايسمى الدفاع عن النفس واصبحت القضية هي إبادة جماعية على مرئى الكون مع سبق الاصرار والتصميم ونحن لانريد من القادة العرب دون استثناء ان يدخلوا حربا يخرجوا منها بانكسارات جديدة نندم جرالها لعقود بلا طائل انما استخدام أوراق الضغط وهي كثيرة اذا استلت في وجه الكيان الغاصب وقائدة الشر امريكا وتستطيع هذه الأوراق ان تركع امريكا وأوروبا ومن لف لفهم ومنها سلاح النفط ومعروف تاثيره المدمر الذي استخدمه العرب عام 73 إبان حرب أكتوبر وجعل أوربا وامريكا تعيش في ظلام حضاري دامس ومنها أيضا قطع العلاقات الاقتصادية وسحب الأرصدة والاسهم التي تعشعش في امريكا وأوروبا مادمنا لانقوى عليهم عسكريا لما لاتستخدم سلاح الاقتصاد والعلاقات السياسية عندها سيظهر حجم هؤلاء المتجبرين قاتلي الأطفال والنساء لكن قومنا مجبولين بضعف الارادة السياسية والخوف على المواقع والمناصب التي لم يجددها لو الأمر على شعوبهم  بل الانكى من ذلك.

فرصة ذهبية

فقد اتيحت فرصة ذهبية للاختبار وحسب مقررات قمة جدة بأن يكسر الحصارعن طريق معبر رفح من قبل ناشطين دوليين  ولم يفعلوها خاذلين شعب فلسطين الصامد الأبي بالصميم وقد حاول بعض الناشطين تحمل المسؤولية الاخلاقية في كسر الحصار عن غزة لكن مصر رفضت ذلك بحجة انه يقوض سيادتها وهذا يتعارض مع أولوياتها القومية وبقت فقط الظاهرة الصوتية والاعلامية ملازمة للفعل السياسي العربي  وحدها في المعركة وتلك لاتلبي اي طموح في إخراج الوضع الى حيث الانفراج ويقينا ان الفصائل الفلسطينية لو اتيح لها الدعم الكافي  لهزمت اسرائيل شر هزيمة ولازال حتى الان في كل المقاييس ان الكيان الصهيوني مهزوما ويتكبد خسائر فادحة لايقوى عليها  ويستطيع القادة العرب تغيير موازين القوى في العالم لثقلهم البشري والاقتصادي من خلال التحالف مع روسيا والتي اثبت التاريخ  دعمها دائما للقضايا العربية وعلى راسها قضية فلسطين ليكونوا لوبي ضاغط على امريكا التي من أهم نقاط ضعفها هو  الخوف من التقوقع الاقتصادي والعزلة السياسية بعد أن تكشف وجهها القبيح في المحفل الدولي باصرارها على القتل والدمار مقوضة بذلك السلم العالمي باستخدامها حق النقض مرتين ومن هنا ينبغي أن يتحرك العرب والمسلمين لإنشاء نظام بديل يلبي كل الاحتياجات الإنسانية وان يكون عادلا واتصرف ان التحالف الروسي الصيني مع العرب وجنوب شرقي اسيا سيكون ندا لامريكا التي تتحكم في مصالح العالم من خلال حق النقض وتستخدمه كدعامة لمصالحها واجندتها السياسية ان تاسيس قطب موازي للولايات المتحدة سيحظى بدعم اممي كبير لان النظام العالمي الحالي والتي اوجدته تداعيات الحرب العالمية الثانية وفرض شروط المنتصرين قد انتهى ولم يعد بالإمكان المضي فيه كونه غير فاعل ومجدي وان خمس دول تتحكم في مصير العالم والعشر الباقين تتلاشى أصواتهم  امر لابد من الوقوف عنده ومناقشة سيما هناك الكثير من دول العالم متضررة من هذا النظام ذو المعايير المزدوجة ..لدينا قوة اقتصادية كبيرة ذات تاثير كبير نستطيع من خلالها لي الاذرع  التي تحاول لينا ..ماتبوح به غزة من فضاعات تخجل الإنسانية برمتها وتقشعر لها الأبدان تجعل من المحتم ان تكون لدى العرب ارادة سياسية وعزيمة لبناء مستقبلهم دون حماية او وصاية فقط المسألة تتعلق بصحوتهم من السبات والنوم في العسل .

لنكون فعلا خير أمة أخرجت للناس


مشاهدات 452
الكاتب احمد جبار غرب
أضيف 2023/12/16 - 10:41 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 4:15 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 190 الشهر 190 الكلي 9362262
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير