المرأة العراقية في المهجر
نهلة الدراجي
واقع المرأة العراقية في المهجر هو موضوع مهم يثير الاهتمام فهناك أسباب واحداث اقتصادية وسياسة واجتماعية صعبة قد شهدها العراق على مر العقود الماضية، حيث لجأ العديد من الأفراد بما في ذلك شريحة أساسية ومهمة في المجتمع وهن النساء إلى الهجرة إلى بلدان أخرى بحثا» عن فرص أفضل وحياة أكثر أمناً واستقراراً ..لكن رغم كل هذا نرى أن المرأة العراقية تواجه الكثير من التحديات والصعوبات في البلد المضيف الجديد، وأحد هذه التحديات الرئيسية هي اللغة حيث يكون من الصعب على المرأة العراقية التواصل بشكل فعال وهذا يؤثر بشكل واضح على قدرتها على التفاعل الاجتماعي مع الحكومة والمؤسسات العامة وبالتالي حرمانها من الخدمات الأساسية، ومن تحدي اللغة الى تحديات ثقافية واجتماعية قد يكون هناك اختلافات كبيرة في القيم والتقاليد بين العراق والبلد المضيف، وهذا يؤدي إلى عزلة اجتماعية وعدم التكييف والاندماج في المجتمع الجديد.
ومن التحديات أيضاً هو تحدي العمل والتعليم حيث ممكن أن تواجه عراقيل قانونية أو ثقافية تمنعهن من الوصول إلى فرص متساوية. بالإضافة إلى ذلك قد تعاني المرأة العراقية في المهجر من مشاكل نفسية واجتماعية، قد تعاني من آثار الصراعات والتهجير على الصعيد النفسي، وتحمل ذكريات العنف والفقدان، وتجد نفسها بين مطرقة القيم والمبادئ التي تربت عليها وسندان التغييرات الثقافية في المجتمع الجديد. ورغم كل هذه التحديات وجب علينا ان نذكر الجوانب الايجابية للمرأة العراقية في المهجر، حيث نجد ان العديد من النساء العراقيات ابدينا ارادة قوية وقدرة على التكييف وإثبات أنفسهن والتحقن بالتعليم وعملن من أجل تحسين أوضاعهن الاجتماعية والاقتصادية وشاركن في العمل التطوعي والمجتمعي وعملن على خلق شبكات اجتماعية جديدة وتوسيع دوائر التواصل الاجتماعي والمحافظة على التراث الثقافي العراقي وتوصيله الى الأجيال القادمة.
ومن أجل تحسين واقع المرأة العراقية في المهجر يجب توفير بيئة داعمة وموارد مناسبة لها، ينبغي أن تتضمن هذه الموارد خلق فرص للتعليم والتدريب المهني وتقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي وخلق فرص للعمل وزجها في المجتمعات المحلية. يجب تعزيز الوعي بحقوق المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين في المجتمعات التي يعيشن فيها.
في النهاية يجب أن ندرك أن المرأة العراقية في المهجر هي شخص فريد ومتنوع وتواجه تحديات وفرص مختلفة. يجب أن نسعى جميعاً لتعزيز المساواة وتوفير الدعم اللازم لها لتحقيق تمكينها الكامل والاستفادة من امكاناتها في بلد الاستقبال وفي العراق أيضاً..