أول أطروحة دكتوراه مثيرة للجدل.. التأثيرات الدوائية للمصابين بكوفيد 19 في العراق
هاشم حسن التميمي
نوقشت الاسبوع الماضي في كلية الصيدلة في الجامعة المستنصرية اطروحة دكتوراه وصفت بالمهمة ومثيرة للجدل تناولت التاثيرات الدوائية التي حدثت في العراق خلال اجتياح فايروس كوفيد 19 وتعدد اساليب العلاج وظهور العديد من التاثيرات.
عنوان اطروحة الدكتوراه التي تقدم بها الصيدلاني المعروف ياسر عز الدين الخشاب ( تحليل التاثيرات السلبية للعلاجات الدوائية للمرضى المصابين بفايروس كوفيد 19 المبلغ عنها الى مركز اليقظة الدوائية العراقي مقارنة بالاردن والمملكة العربية السعودية ).
اهمية البحث
واشرف عليها أ.د انعام سامح والدكتورة منال محمد وترأس لجنة المناقشة أ.د باهر عبد الرزاق وعضوية أ.د وسن عبد الكريم ، ا.م د ياسر مصطفى وأ م د مهند عادل وأ م د علي عزيز. يصف الدكتور ياسر عز الدين اهمية بحثه انطلاقا من اهمية الدواء في حياة الانسان عامة وخلال انتشار الفايروسات المدمرة خاصة وضرورة التدقيق في مركبات هذه الادوية واحتمالات الاضرار الناتجة من استخداماتها فرديا وعلى نطاق واسع وتسعى المختبرات العالمية ان تراقب تاثيرات الدواء على المرضى على امتداد سنوات استخدامه بل تجري تقيمات وتوصيف للمخاطر المرتبطة بالمنتج الطبي بشكل مستمر طوال دورة حياته ، مع التركيز على تقييم بيانات السلامة ، ويخضع فهم ملف تعريف سلامة المنتج الطبي الى تطوير مستمر حيث يتم جمع المزيد من بيانات السلامة . .... ولهذا وفي ضوء بعض المؤشرات الميدانية والرصد العلمي وضعنا فرضية وجود سلبيات واضرار ناتجة من استخدام البعض من الادوية في العراق خلال مواجهة كوفيد 19 الذي اجتاح اغلب بلدان العالم اخضعناها لدراسات مختبرية وخرجنا بنتائج وتوصيات تسهم وتساعد في تجنب الوقوع باخطاء مستقبلا.... ووجدنا من المناسب ان نقارن هذه الظاهرة العراقية مع الاردن والمملكة العربية السعودية .
وماذا عن هدف الدراسة...؟
- دراسة الاشارات المحتملة ( الكشف ، التحقق من الصحة ، التقييم ) للتفاعلات الدوائية الضارة المبلغ عنها في العراق ومقارنة النتائج مع بعض الدول العربية ومنها ىمصر والاردن والسعودية .
وما طرق ومنهجية البحث ..؟
-استخدمنا المنهج الوصفي المسحي المقارن لدراسة عينات واقعية ... هذا البحث جماعي رصدي استعادي تم اجراؤه باستخدام بيانات لتقارير سلامة الحالات الفردية التي تم الحصول عليها من قاعدة بيانات مركز اليقظة الدوائي العراقي وفيجيبيز والتي تم تقديمها من القطاع الحكومي واجريت الدراسة في المدة الزمنية مابين ( 1 يناير 2020 حتى 31 ديسمبر 2020) وقد تم الاستعانة ايضا في تحديد وتقييم المعلومات بخبراء ومراكز دولية في مقدمتها مركز مراقبة او بسالا وهو مركز متعاون مع منظمة الصحة العالمية للتفاعلات الدوائية الضارة عبر المؤسسات الاقليمية المختلفة المعنية بتحديث التقيمات الدوائية . في الدراسة الحالية قمنا بتقييم مجموعة الاحداث الضارة للادوية المستخدمة لعلاج كوفيد في عام 2020 وتم اجراء هذا التحليل في ثلاث دول مختلفة وهي العراق ومصر والمملكة العربية السعودية في ذات المدة وتم اجراءالتقييم باستخدام كل من الاساليب الاحصائية باعتماد مؤشرات عدم التناسب وتقييم كل حالة على حدة للاشارات الجديدة المحتملة باستخدام الاساليب التي حددتها معايير اوستن برادفورد ...
وماذا عن اهم النتائج ...؟
- توصلت الدراسة الى ثلاث مؤشرات جديدة لاثار ثلاث عقاقير مختلفة استخدمت في العراق ( خفقان القلب الناجم عن هيدروكسي كلوروكين ، وتسارع القلب الناجم عن فافيبير افير ، وعدم انتظام ضربات القلب الناجم عن اوسيلتاميفير اثناء وجودنا في مصر ، ولم نعثر على اي اشارة جديدة وكان ملف تركيب الاحداث الضارة للادوية مختلفا عن العراق . اما فيما يتعلق بالسعودية فان جميع تقارير سلامة الحالات الفردية خلال عام 2020 في السعودية ذات جودة منخفضة لاستخلاص تحليل غير متناسب مما يجعلها غير قادرة على اكتشاف الاشارات الجديدة ،،،
وما الخلاصة بعد كل هذه المقارنات والتقيمات ... ؟
- لقد سجل ورصد علميا ورسميا الاعراض الضارة التي اشرنا اليها لاستخدام بعض الادوية في العراق لمعالجة كوفيد ... واظهرت اجراءات البحث ان العراق خلال عام 2020 معدلات اعلى من التفاعلات الدوائية الضارة مقارنة بدول الجوار الاردن والسعودية اضافة لمصر مما يمكن ان يعزى الى ارتفاع معدلات الاصابة خلال المدة نفسها .
وماذا بعد ..؟
- اسال الله ان اكون قد انجزت وقدمت ما ينفع مجتمعنا العراقي والانسانية لضمان صحتهم وتصحيح مسارات استخدام الادوية بعلمية وخلو من الاضرار فحياة الانسان لاتخضع للتجارب ... فدقة الطبيب في تشخيص المرض وانقاذ حياة الانسان وايقاف انتشار الفايروسات القاتلة يتطلب ذات الدقة في وصف الدواء ليكون وسيلة للنجاة بعيدا عن المخاطر .
واخير لابد من الاشادة بالخلق الرفيع للباحث وقدرته على توظيف خبرته وطولها في التعامل مع الدواء وتوظيفها في هذا البحث العلمي الذي اتصف بالاصالة والموضوعية .
وما احوجنا لمثل هذه الابحاث الميدانية التي تخدم الانسان والمجتمع ولا تحلق بعيدا في سرديات التوصيف النظري وجدل النظريات العقيمة .