حديثو الثراء بين القبول والرفض

حاكم الربيعي

الثراء ,هو بتعريف بسيط كثرة المال , لكن الامر الاهم هو كيف اصبح زيد او عمر مثلا ثريا  وبسرعة , اذ ان الثراء التدريجي والسليم  ليس موضع شك او اتهام او ملامة , بمعنى انه  ثراء بطرق مشروعة  ومباحة شرعا وقانونا , واصحاب هذا النوع من الثراء موضع احترام وتقدير الناس لان ثرائهم اتيا من جهود بذلت وبأساليب مشروعة دون أن يكون في ذلك الحاق ضرر في المال العام او الخاص  وبالتالي ان هذا الثراء سليم شرعا وقانونا كما اسلفنا. وهذا النوع من الثراء  تأثيره على سلوكيات أصحابه في غالب الاحيان ايجابي , بمعنى  تعامل هؤلاء الناس بشكل اعتيادي , يحترمون الاخر ويساهمون في تقديم العون والمساعدة كلما تطلب الامر ذلك , وهذا النوع من حديثي الثراء يحظون بالقبول الاجتماعي لتوفر القناعة المجتمعية بصحة وسلامة مصادر الثراء لهؤلاء الناس  ,لكن  المشكل بأصحاب الثراء الحديث والسريع , و علة ذلك في وسائل وطرق الثراء التي اوصلت البعض الى الثراء والثراء الفاحش احيانا ,  وهي طرق واساليب اضرت وتضر بالمال العام والخاص معا , لان المال العام ليس لاحد وانما للجميع وبالتالي الاضرار فيه هو اضرار بحقوق الاخرين وهو ما حصل في كثير من البلدان  ومنها العراق, حيث كان الفساد احد اهم اسباب الثراء والثراء الفاحش للبعض والذي ادى الى تأخر وعرقلة تنفيذ المشروعات الاستثمارية والخدمية على مدى يزيد على عشرين عاما والحبل كما يقال على الجرار, وهذا النوع من الاثرياء لا يحظون بالقبول الاجتماعي الا من نظراؤهم  , فمتى يحين الحين وتستقر الحياة وتعكس استقرارها على الاقتصاد العراقي لتعمل على تنمية قطاعاته المهملة تماما, وهذا يرتبط بالتأكيد بالاستقرار السياسي وهذا الاستقرار يحتاج الى رجال سياسة والى رجال دولة , والعراق ولاد , فهل نسمح للمؤهلين من ذوي الخبرات للمساهمة في الانتقال بالبلد الى الحال الافضل .