الشعر الحر في العصر الحديث

دومارا خننيا

من الرائع أن نتحدث عن (الشعر الحر في العصر الحديث) في هذا المقال.

كان العرب قديمًا بارعين في الشعر واستخدموا الشعر للتعبير عن مشاعرهم المختلفة مثل الثناء والافتراء والغزل والسخرية وحتى كوسيلة لكسب المال. والشعر في العصر الحديث مثير للاهتمام لأنه يعكس التغيرات الاجتماعية والثقافية التي تحدث في المجتمعات العربية. يتميز الشعر الحديث بأسلوبه الجديد والمبتكر، ويتضمن مواضيع مختلفة مثل الحب والحرية والعدالة الاجتماعية.

يتعامل الشعراء العرب الحديثون مع الأساليب الأدبية التقليدية بوجه مختلف، ويستخدمون تقنيات جديدة للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم. ويجمعون بين (الأساليب الأدبية التقليدية والأساليب الحديثة).

يمكن القول إن الشعر الحديث يلهم الشباب ويشجعهم على التعبير عن أفكارهم وما في خواطرهم. كما يعد وسيلة لتعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي في المجتمعات العربية.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للشعراء العرب المعاصرين أن يلعبوا دورًا مهمًا في مجتمعنا.

والشعر يختلف كثيرًا من شخص لآخر ويمكن أن يتناول موضوعات مختلفة.

يُعد الشعر الحر في هذا العصر تيار شعري حُر ومفتوح، ويشمل أيضًا الشعر النثري، الذي يتبع شكل النثر ولا يلتزم بالأبيات والقافية ويعتمد أسلوب حر ومفتوح.

والنقاش فيه يعد موضوعًا شائكًا ومثيرًا للجدل. يمكن للنقاش أن يدور حول العديد من الجوانب المختلفة، بما في ذلك التأثيرات الثقافية والاجتماعية والسياسية على الشعر، والتحولات في الأساليب والأصوات والمواضيع، والتحولات في اللغة والتعبير الشعري، والعلاقة بين الشعر الحديث والتقاليد الأدبية السابقة، ويعكس الحياة العصرية وغيرها من الجوانب الأخرى.

وشعر التفعيلة أو الشعر الحر هما مسميات لأحد ألوان الشعر الحديث.

(الشعر الحر) بدأ يأخذ شكله منذ نهاية العقد الثاني من القرن التاسع عشر  وفي الثلاثينيات من القرن الماضي في الوطن العربي. سمي بـ«الشعر المرسل» أو «النظم المرسل المنطلق» أو «الشعر الجديد» أو «شعر التفعيلة» في بداياته، أما بعد الخمسينيات فقد أطلق عليه مسمى «الشعر الحر».

وهو نوع من الشعر الذي يتميز بعدم الالتزام بالقواعد الشعرية التقليدية، يتميز بالحرية التامة في الأفكار والتعبير، وعدم التقيد بالوزن والقافية والتناغم المتعارف عليها في الشعر التقليدي ويتيح للشاعر التعبير عن أفكاره ومشاعره بطريقة حرة ومبتكرة. يعتمد الشعر الحر على الإبداع والتجديد، يُعد هذا النوع من الشعر تعبيرًا عن الحرية الفردية والابتكار والتجديد.

ويعتبر الشعر الحر أحد التيارات الشعرية الحديثة، وقد ظهر في القرن العشرين كردّ فعل على القواعد الصارمة للشعر التقليدي. ويسعى الشعراء الذين يكتبون بالشعر الحر إلى التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بطريقة فريدة وإبداعية، دون الالتزام بأي تقييدات.

ويتيح للشاعر الفرصة للتعبير عن أفكاره ومشاعره بشكل حر وجريء، ويمكنه استخدام أساليب شعرية جديدة لإيصال رسالته. ويتميز الشعر الحر بالتنوع والاختلاف في الأساليب والتقنيات المستخدمة، مما يجعله أكثر جاذبية وإثارة للاهتمام.

ويعد مصدر إلهام للكثير من الشعراء والكتاب، حيث يمنحهم الحرية التامة في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بصورة فنية وجمالية أكثر. وقد أثر الشعر الحر على الأدب العالمي عمومًا، حيث أصبحت القصائد الحرة جزءًا من الأدب الحديث والمعاصر، مما يجعله يتمتع بشعبية كبيرة بين القراء والمتابعين.

ومن رواد الشعر الحر: (نازك الملائكة، وبدر شاكر السياب، وصلاح عبد الصبور، وأدونيس وخليل حاوي…).

«نازك الملائكة – جزيرة الوحي» 

خذني إلى العالم البعيد

يا زورق السحر والخلود

وسر بقلبي إلى ضفاف

توحي إلى القلب بالقصيد

جزيرة الوحي من بعيد

تلوح كالمأمل البعيد

الرمل في شطّها نديّ

يرشف من دجلة البرود

والقمر الحلو في سماها

أمنيّة الشاعر الوحيد

فلتسر يا زورقي بروحي

قد آن أن يستفيق عودي

وآن للشعر أن يغنّي

بالحلم الضاحك الشرود…

•الهدف من القصيدة: تحقيق لحظات الإبداع الشعري.

تحليل: هي قصيدة رومانسية وجدانية، الشاعرة هنا هي المتكلم وكشفت عن حضورها عبر ضمير (ياء المتكلم) في (خذني..، وسر بقلبي..). حيث تتمنى الشاعرة الوصول إلى جزيرة توحي إليها بالإبداع الشعري وتحقق لحظات حلوة.

وسيلتها زورق خيالي ليوصلها إلى تلك الجزيرة الواسعة، التي رملها نديٌّ والقمر في كبد السماء حتى ينقلب يأسها ونكدها بشريات وأمنيات.

تحليل دلالي: الكلمة التي كررتها الشاعرة في القصيدة أكثر من مرة هي (البعيد) مرة “نكرة” والأخرى “معرفة” تضاده (القريب) وهي صفة مشبهة على وزن “فعيل”.