الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فنانون وأدباء يوثّقون حجم الماساة  في قاعة أعراس الحمدانية

بواسطة azzaman

أصوات الألم وأنين الأحزان ينطلق مع الحان الكلمات المضمخة بفقدان الأحباء

فنانون وأدباء يوثّقون حجم الماساة  في قاعة أعراس الحمدانية

 

الموصل - سامر الياس سعيد

منذ اليوم الاول  لحادثة احتراق قاعة الاعراس  في بلدة الحمدانية بمحافظة نينوى  والحان الفنانين وانغامهم تتمازج مع تلك الفاجعة الاليمة ليتسابق الفنانين في انتاج اغاني يكسوها اللون الاسود ويحيط بها الالم واوجاع المصابين  ولوعة الاخرين بفقدان احبائهم  وهذا ليس بالامر الغريب على  فنانين وادباء ارادوا لادبهم وابداعهم الفني من ان يكون متزامنا مع اي حدث  حيث يعيد للذاكرة ما قام به ادباء عاصروا فاجعة كنيسة سيدة النجاة  تلك الحادثة التي فجع بها المسيحيين حينما اقتحكمت جماعة ارهابية احدى كنائس العاصمة العراقية بغداد في 31 تشرين الاول (2010 ليحاولوا اختطاف مجموعة من المصلين الذين اجتمعوا في ذلك اليوم الموافق الاحد لاداء صلواتهم ولم يكن يخطر ببالهم انهم يحضرون قداسهم الاخير  فقام الارهابيين باطلاق النار عشوائيا  ليغتالوا اثنين من كهنة الكنيسة الى جانب نساء واطفال  وشيوخ  لتعدوا تلك الحادثة اقسى ما مر به المسيحيين حتى حلت يوم 26 ايلول الماضي  حادثة اقسى تمثلت باحتراق احدى قاعات الاعراس  في بلدة الحمدانية  لتسفر تلك الحادثة عن سقوط نحو 130 شهيدا  بينما طالت الحرائق اجساد اكثر من مئتي مدعو لحفلة العرس  .

انتاج ابداعي

وقبل ان نخوض بالنتاج الابـداعي والفنـــــي الذي اسهــم به فنانون ورجال دين نعود لحادثة ســــــيدة النجاة التي اصدى لها عدد من الادباء واسهموا  ســـــواء بالاغاني الحزينة او بالمجاميع الشــعرية بتوثيق تلك الحادثة ومنهم الشاعر الراحل شاكر مجيد سيفو  حيث اصدركتاب شعري حمل عنوان »اليوم الثامن من أيام ادم « وتوسطت الغلاف لوحة للفنان الراحل لوثر ايشو عن ماساة سيدة النجاة وبالاخص احد ضحاياها من الأطفال ويدعي ادم فيما أهدي الشاعر مجموعته الشعرية الي سيدة النجــاة وكل شهدائها القديسيين، بينما تضمن الكتاب قصيدة طويلة استوحي الشاعر كلماتها من مذبحة كنيسة سيدة النجاة التي جرت نهاية شهر تشرين الأول من عام 2010 حيث صور الشاعر بلغة عميقة الالام الضحايا وصراخهم وعمل الشاعر علي النص حتي اكتمل في 7 اب من العام 2011 ليتزامن مع إحياء ذكري الشهداء الذين سقطوا في

مذبحة سميل مطلع ثلاثينيات القرن المنصرم ليكون نص الشـــــاعر موجها للشهداء وكل من كلل نهاية حيــــاته بإكليل الشهادة لذلك فقد برزت العديــــــــــــد من الصور الشعرية التي تنحني لقيمة الشهيـــد والشـــــهادة التي نالها في سبيل الوطن حيث تكررت هذه المفردة عبر العديد من الرموز التي اتخذها الشاعر ممتثلا لقيمة الحضارة وعمقها حيث برز في اكثر من موقع استشـــــهاداته بحضـارة بابل واشور حيث حاول الشاعر ان يــــــــؤرخ لجريمــــــــــة الكنيسة بعين شعرية انطلقت فيها الكلمات بدلا عن الاف برقيات التعزية ليضمد الشعر جراح المصابين ولينثر بكلمات الشعر حفنة من تراب الوطن علي أرواح الذين سقطوا وهي محاولة مهمة لنص يحاول ان يستقريء دلالات الجريمة ومضامين العمل الذي طال عدد من المصلين الابرياء في قداس مساء الأحد والذي تحول الي قداس اخير مضي بأرواح من كانوا في الكنيسة الي علياء السماء ترفعهم أجنحة الملائكة بصلواتهم وتشفاعاتهم كما حاول الشاعر ان يضخ نزيف روحه لفقده فنانا مهما كقيمة الفنان لوثر ايشو حيث يورد نصا أخر ينعي فيه الفنان الذي توفي في منتصف حزيران عام 2011 ويقول فيه :

لنا فرشاة هاربة من يد الرياح/ نحن أرسلنا له ريشته في بريد الريح/ وجدول الدروس الأسبوعي لحبيبته-ديري- ولأحبائه وقيامة الفرشاة والرغيف/ طردنا الدخان من رقائق الشتاء هناك/ فاصطادنا الصيف وابتلعنا نون حزيران

الله الله الله…!!! مات صديقي لوثر الفنان.

قاعة الاعراس

وفي السياق ذاته وبعيدا عن تلك الحادثة التي مضى عليها نحو 18 عاما لتعقبها حادثة اقسى منها وهي حادثة قاعة الاعراس  حيث تداولت مواقع التواصل اضافة لمواقع بعض الفضائيات اعمالا فنية اسهم بها عدد من الفنانين  ومنهم الفنان هيثم يوسف الذي كان من اوائل من صدح صوته حول الماساة الى جانب الفنان العراقي قاسم السلطان الذي قدم موالا حزينا استذكر فيه عرس الحمدانية الى جانب كلا من الفنانين سعاد الياس التي قدمت  بعض التراتيل المستوحاة من عمق الماساة الى جانب المرتلة بيرلس اما الفنان مايكل يوسف فقدم في هذا الخصوص اغنية  هاور بغديدا الى جانب الفنان جيمس كبريل الذي قدم اغنية من انتاج فضائية عشتار عنونها بالايام السوداء او  يوماني  كومي  وفي هذا السياق ايضا قدم الفنانين  مارسيل ابراهيم الى جانب يونس الجبوري اغنية حزينة  من كلمات الاخير حيث عنونها  بعرس الموت  اما الشاعر يوسب  ميناشي  فقدم كلماته التي لحنها له الفنان  جوزيف كيتا  واداها  الفنان زيا جندو لتفصح عن اغنية بعنوان بغديدا تنزف كما اسهم بعض رجال الدين باداء بعض الصلوات مرتلة ومنهم الاب بولص عطا الله الذي قدم ترتيلة من الموروث الديني بينما قدن الاب زكريا عيواص قصيدة مؤثرة عنونها بعنوان الحفلة الاخيرة  وقدمت الطفلة الموهوبة  نينوى نهرويو  مرثية لبغديدا الحبيبة  اهدتها  للاطفال الذين سقطوا ضحايا الفساد حيث نظم المرثية الشماس المعروف بشير الطورلي منظما اياها على  بحر ما ر انطون البـــــليغ .

كما قدم الفنان ايفان خضر  اغنية باللهجة السوريث عنونها  بغديدي  روخا  بشلا  وكتب كلماتها  الاب افرام الجزراوي  فيما لحنها موزعا موسيقاها الفنان  يوسف عزيز  وفي هذا السياق ايضا قدم الفنانين  سلام باباوي وساندي ريكاني عملا مشتركا حمل عنوان  بغديدي  لوشلة  كوما ومعناها  بغديدا لبست اسود.


مشاهدات 703
أضيف 2023/10/15 - 5:08 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 1:16 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 401 الشهر 11525 الكلي 9362062
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير