الشعر والنقد الإجتماعي
حسين الصدر
-1-
لا يستطيع أحدٌ إنكار الظواهر السلبية التي تلوح في أوساط المجتمع وفي بعضها اختراقات كبيرة للموازين والمعايير الدينية والاخلاقية والانسانية.
-2-
واذا كان المصلحون من رجال الأمة معنيين بالتصدي لتلك الظواهر السلبية بُغية الخلاص منها وانقاذ المجتمع من براثنها فانّ هناك مِنَ الشعراء مَنْ يسلط الأضواء على العديد من المفارقات في منحى بالغ الدلالة على وعيهم وحرصهم على سلامة المجتمع من الآفات .
-3 –
اسمع ما قاله احد الشعراء في هذا الباب :
ما الناس الاّ مع الدنيا وصاحِبِها
فانْ هي انقلبتْ يوماً بِهِ انقلبوا
يعظمون أخا الدنيا فانْ وثبت
يوماً عليهِ بما لا يشتهي وَثَبُوا
حين تقبل الدنيا عليك يقبل عليك الكثيرون ويظهرون لك الجميل من مشاعر الود والمحبة وليست تلك العواطف والمشاعر صادقة على الاطلاق .
انها الانتهازية
وانه الرياء الاجتماعي ،
وانها المراوغة الممقوته .
-4-
إنّ تعظيم العلماء وإجلالهم ، واحترام الكبار وتوقيرهم مثلاً من الثوابت الأخلاقية التي لا يصح ان ترتبط باقبال الدنيا او ادبارها،
فالملق والتزلف لذوي الزيغ والانحراف مرفوضان قطعا وبالمقابل فانَّ الإعراض عن رجال الفكر والأدب والثقافة والوطنية مسلك لا يحمد .
ان الكثير من الأفذاذ وعلى امتداد الزمان والمكان عاشوا الفاقة والفقر والحرمان ولم يُعنَ بشأنهم القادرون على نقلهم من خنادق الضيق الى الفضاء الرحب .
-5-
ويشتط بعض الشعراء في النقد فيقول :
رأيت الناس خَدّاعاً
الى جانب خدّاعِ
يعيثون مع الذئب
ويبكون مع الراعي
وقد اشتط لانه أصدر حكمه القاسي على الناس أجمعين ولم يستثنِ الأبرار والصالحين ..
-6-
قال أحد الشعراء :
بغداد دارٌ لاهل المال طيّبة
وللمفاليس دار الضَنْكِ والضيقِ
أصبحت فيها مضاعاً بين أظهرهم
كأنني مِصَحَفٌ في بيتِ زنديقِ
-7-
ومن نافلة الكلام التأكيد :
على أنَّ الانسان بفكره وعقيدته واخلاقه ومواقفه ومنجزاته لا بما يملك من الأرصدة الوفيرة في المصارف .
-8-
أليس من الظلم الاجتماعي أنْ يعاني الكثير من المبدعين ألوانا من الضيق والحرمان دون ان يهتم بشؤونهم أحد ؟
-9-
ومما يؤسف له ان الكثيرين منهم يعانون أشد حالات الضيق في حياتهم ولكنهم يكرّمون بعد الرحيل ..!!
Husseinalsadr2011@yahoo.com