الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حمندي وسام على صدر الشعر العربي

بواسطة azzaman

حمندي وسام على صدر الشعر العربي

محمد المشايخ

 

تشكل دواوين الشاعر العربي الكبير عبد المنعم حمندي وساما على صدر الشعر العربي، وترفع من مكانته إلى الصف الأول بين عمالقة الشعر العربي المعاصر، إذ أن فيها انحياز هائل لما يؤرق الجماهير العربية ولهموم وأوجاع وآهات المعذبين في الأرض والإنسانية، وتطوير ودفع للعناصر الفنية المتقدمة للقصيدة العربية إلى الأمام، حيث ابتدأ غير مُجرب، بل من حيث انتهى التطوير،محققا قفزات في الصورة الشعرية ذات الخيال المحلقImagination وفي موسيقى الشعر الداخلية والخارجية، هذا عدا عما في قاموسه الشعري من ألفاظ منتقاة تتلاءم وحدها دون غيرها مع المضمون الذي تعبر عنه بصدق وجمال،

 في قصائده صنف آخر من الشعر يمشي بخيلاء، تتهادى معه عرائس القصيد في حفل بهيج يعيد البناء، ويعيد للروح سلامتها وسكينتها واطمئنانها..شعر يسير على الورق، ويسير معه العراق بمجده وكبريائه، بعد أن لملم جراحاته وداواها وهدهد عليها بقصائده المزنرة بالفخر والمكحلة بالنصر

 يلوي الشاعر عبد المنعم حمندي عنق اللغة لتستقيم مع إيقاع نبضه المتدفق بالحياة والمتلألئ بالأزهار، ولتستوعب ما استرجعه من أحداث وأشخاص ورموز ودلالات وايماءات من التاريخ والجغرافيا والتراث والفولكلور موضحة ثقافته الموسوعية، قبل أن تطبع على وجنته قبلة التهنئة بهذه الفتوحات الشعرية غير المسبوقة والمتميزة.

 امتلأت قصائده بالرشاقة والحيوية والحركة المتنقلة بين الأفعال الماضية والمضارعة ذات الدلالات المستقبلية..لاحداث النقلة التي يبتغيها لشعبه الذي التزم بهمومه الوطنية والقومية، وها هو في قصائده يترك على خرائط العراق والشعر بسرعة الطلقة الموجهة إلى نحور الأعداء بتصويب دقيق ليعيش العراقيون من جديد كل لحظات الهناء التي عاشوها وعاشها عشاقهم الشعراء ما بين الرصافة والجسر.

أعاد الشاعر الكبيرعبد المنعم حمندي، للشعر العربي شبابه، وقفز به إلى مرحلة ما بعد الحداثة، وأحدث فيه انزياحات مسّت روح القصيدة العربية، وأحدثت فيها تجديدا وابتكارا، بعد أن مثـّل، نبض الشارع العربي، وكان من أوائل الذين ساهموا في تسييس فن الشعر، ومن أوائل الذين ارتقوا إلى مرحلة النضال الشعري، كما تضمن شعره عبر جمالياته المتقدمة، تأريخا وتسجيلا صادقا لكل ما يجري في هذه المرحلة باعتباره من أهم شهودها، وقد تداخل البعد الأيديولوجي مع البعدين الاجتماعي والسياسي في قصائده، حتى غدت مسألة توحده مع الأرض والحوار معها هاجسا ملحا فيها، وهذا سر إبرازه « شعر المجابهة» بكل ما فيه من جرأة وتحدٍ ومواجهة.

كانت كلمات قصائد شاعرنا الكبير، وما زالت، رصاصات مبصرة، ترسم لأحرار العرب سبل الخلاص ، وتستشرف معالم المستقبل الوضاء للأجيال المقبلة، كيف لا؟ وقد شارك أهم شعراء المقاومة العرب، في رحلتهم النضالية، فكتب قصائد حضارية، راقية وسامية، ونقية وبريئة من دنس الاحتلال، أو التطبيع معه.

وانتقد حمندي في شعره البرنامج المعادي للأمة العربية بكل ما فيه من تعطش لابادة وإفناء وتجويع وهدم البنى التحتية، وتدمير ما تم بناؤه من مؤسسات تربوية واقتصادية واجتماعية، ولذلك تغلغل شعره في الوجع الروحي والجسدي الذي يعيشه الشعب، وتمر به الأمة، ولم يكف يوما عن تسليط سهامه النقدية للسلبيات التي تنهك الجسد العربي، وتقوِّي أعداءه ، فجلد الذوات المتخاذلة، واستنهض الهمم ، بقصائده التحريضية المقاتلة، ومن يقرأ شعره ، يُحس أنه يقيم في ساحة لمعركة حقيقية، ويشعر انه لا يكف عن توجيه شعره الحماسي ، الذي يرفع من المعنويات المنهارة، ويغلق أي ثغرة يفتحها الأعداء، في جبهة الروح العربية.

أمين سر رابطة الكتاب الاردنيين

 


مشاهدات 651
الكاتب محمد المشايخ
أضيف 2023/12/01 - 2:31 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 12:18 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 401 الشهر 11525 الكلي 9362062
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير