الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
تحليق هادئ في فضاءات مجموعة سديم الشعرية

بواسطة azzaman

تحليق هادئ في فضاءات مجموعة سديم الشعرية

احمد جبار غرب

 

السديم هو سحابة عملاقة من الغبار والغاز فى الفضاء، إذ تأتى بعضها من الغاز والغبار الناتج عن انفجار نجم محتضر، مثل سوبر نوفا، بينا تعد السدم الأخرى هى مناطق تبدأ فيها النجوم الجديدة بالتشكل، لهذا السبب، تسمى بعض السدم «حضانات النجوم»ولاننا مع مجموعة شعرية جديدة اسمها (السديم)نوهنا عن ذلك حتى تكون المعلومة متكاملة والشاعرة المتوهجة غرام الربيعي ذات مسعى جميل في الانتقال مابين محطات النجوم وتشكلها عبر جهدها المتواصل ونشاطها الدؤوب في الشعر والرسم والادارة وقد اهدتني مؤخرا  إخر مجاميعها الشعرية (سديم) الصادرة عن منشورات اتحاد الادباء والكتاب في العراق بشكل أنيق ب88 صفحة ويحتوي على 73 قصيدة نثرية في العشق والتراث  والوطن وأمور أخرى... تقول غرام في مطلع مجموعتها للتعريف والاحاطة بمجموعتها

قصائد لاتلين ،لاتقسو،لاتشيخ،لاتهدأ،تقلق كثيرا ،لاتبيع الأسئلة،هي تحلق فقط بعيدا عن هفوات الخرائط ورغم ان عن ان عنوان مجموعتها (سديم)مبهر وقد استوقفني وهو يشير الى التعالي والعظمة ناهيك عن حجمه الفيزيائي الهائل الذي نتلاشى فيه   فقد سألتها

- وجدت بعض عناوين قصائدك عناوين لاغاني كما في اغنية سمراء اول قصائد المجموعة فهل ياترى هذا تناص ام توارد ام صدفة بحتة  أجابت بهدوء

- ابدا بالنسبة للاسماء استنبطها من فكرة النص بعد الانتهاء من كتابته

لم التفت انه اسم تم استخدامه او لا

ودائما ابحث عن اسم يجمع فكرة النص وبعيد عن الاستعمال المكرر قدر الامكان .

والحقيقة ان النص كلما كان صادقا يختزل الكثير من النفاصل ويؤثر في القاريء ويدخل الاحساس بالفرح الغامر الى مشاعره وفي لغتنا العربية الزاخرة بالألفاظ والمعاني والتنوع الثر يجد البعض صعوبة في الاختيار لان ذلك يتطلب تمحيص وتشذيب في المفردة ومديات استخدامها بعيدا عن التزويق والبهرجة التي تقتل النص الشعري وكما قالت الشاعرة غرام ان المعنى والمضمون هو من يشكل العنوان ويعني ان الامر قائم على قاعدة راسخة وليس اعتباطا وعموما ان مسالة العناوين في كل المجالات تكون ذات أهمية بالغة .

كونها هي المدخل الى القصيدة او اي جنس ادبي اخر ومتى ماكان العنوان رشيقا ذا حبكة ونسق جميل كلما اقترب من ذهنية القاريء ونظره وليس شرطا ان يكون العنوان دالة على متن القصيدة او الجنس الأدبي إنما يوضع احينا لاعتبارات  تجارية وتسويقية بحتة او لتمرير اهداف ورؤى معينة. في قصيدة (رسالة مفتوحة اليه) وهي من أولى قصائد المجموعة تترنم باسم ولوعة وحنين الشاعرة بفراق الاب لاربعين عاما عندما كانت طفلة

صغيرة لازالت تحبو ..اي عشق ذاك الذي لاينتهي ولاينسى انه حب الاب ومن منا لايستذكر نبي العائلة وقلبي احتياجاتها والصبر على كل شيء حاولت الشاعرة غرام اقتفاء اثر الايام الخوالي الحاكمة بالحب والأمل والذكريات وتقول

(كفاك قبرا مفتوح الحكايات ،

أربعون سنة تماريني الضمائر

(غروشة)كما تناديني ،

أعلن الرحيل فراغا، بين اسمي وجسدي

أصوم كثيرا ولافطور بطعمك

والعيد نجف يزورني،

كلما ناديت يااا كم ابي

 هذه احدى صور الحياة في المجموعة الشعرية (سديم)انه الارتباط المقدس والمغالاة في العشق الإنساني للواهب الذي ينذر نفسه لتلبية احتياجاتنا(الاب) وليس عشقا الكيتيريا على  النمط الفرويدي والأب هو الترنيمة التي لانمل من تكرارها على مر السنين والذي لاتحتويه قصيدة او ديوان بل هو أكثر من ذلك بكثير  وقد اجادت الشاعرة في التوغل في ثنايا المفردات وانتزاع اللهفة والحنين من بطون الايام الماضية ايام الطفولة والبراءة  على هدي الذاكرة البضة التي لم تعبث بها الايام بعد.. ثم تتوالى القصائد في المجموعة الشعرية (سديم) نحيب جنوبي،،

نشيد صائم،الأول من ايار ، وكل قصيدة تعني  انفعالة وجدانية لحالة ما او انعكاس لفعل ما يتجسد بابيات شعرية وانفعالات وجدانية تلهم القاريء بحالة او صورة ما  ودأبت الشاعرة غرام الربيعي ان يكون وعي الشاعر وارهاصاته حاضرا كتجسيد افتراضي للفعل الإبداعي  يعني الغوص في مناحي الحياة والتعبير عنها باجمل الاشعار  وما تتجلى به القرائح العامرة بالمخزن الجمالي ..شكرا للشاعر غرام والتي امدتنا بحالات من المتعة والفرح والطواف بين فضائات سديمهابقصائدها  المعبرة والمنسلة من قلب شفاف عامر بالحب والجمال

 


مشاهدات 590
الكاتب احمد جبار غرب
أضيف 2023/12/15 - 3:26 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 10:26 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 322 الشهر 11446 الكلي 9361983
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير