الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مراصد ومشاهد في قراءة تحليلية

بواسطة azzaman

مراصد ومشاهد في قراءة تحليلية

 

اصيل المؤيد

يقول خبراء الخطابة ان المتحدث عليه ان يبدأ محاضرته لتحفيز الجالسين على الاستماع وجذب اهتمامهم بقصة واقعية او تجربة شخصية تكون هي المدخل لما سيتحدث عنه . وانا اخترت ان ابدا حديثي عن ( مراصد ومشاهد) بأن اتناول جانباً من حياة كاتبه شاهدته و رصدته ، وهو خالي واستاذي الذي اتعلم منه و من كل مقالٍ يكتبه ..لقد حُرمت من السيد الخال وانا ابن الثلاثة اعوام تقريباً بسبب النظام الصدامي المقبور و ظروف هجرته القسرية عن وطنه و أهله وهو المسكون بحب العراق كما يذكُر في احدى مقالاته.وبعد سقوط الصنم ولم الشمل رأيتهُ شخصيةً محبوبة مملوءةً بالعلم والثقافة و الادب و الشعر يتكلم  بلباقةٍ و كياسة تُظهرُ معرفةً وليونةً في الاخلاق و اللطافة .يعتمد في حديثهِ على الاخلاص والنية الصادقة فيشتد صوتهُ حيناً عندما يتكلم ويترقرق حيناً حتى يقطر في افئدة المستمعين اخلاصاً و صدقاً .

شخصية مؤثرة وتترك أثراً أيجابياً بمن يلتقيه وقد صرت انتهز الفرص لكي أحظى بلقائه و الجلوس امامه والسماع منه .عاد لوطنه ليكمل مسيرته السياسية ورسالته الوطنية لمست من خلالها صدق مشاعره تجاه وطنه وناسه وتمسكه بثوابت لم يتمسك بها الكثير ممن مارسوا العمل السياسي ..فالثوابت الدينية و الاخلاقية ونبذه النفاق السياسي كان عنوان عمله ، وعندما شاهد ما يحدث من كسر لهذه الثوابت التي باتت عملة نادرة وصارت الثوابت هي نقيض ما يعتقد ويؤمن به رأى أن ينأى بنفسه ولكنه لم يُرد ان يكون منزوياً يتوارى خلف جدران داره و يشيح بالنظر عن ما يحدث في وطنه الذي احبه وضحى من اجله ..

ففي فترة قياسية ملء مكتبه بالكتب المنوعه و المصادر القيمة ليبدأ مرحلةً جديده لم يكن بعيداً عنها او غريبةً عليه .

اصلاح فكري

فهو على طول مسيرته الحافلة ينظم الشعر ويكتب المقالات و يخطب في الناس و يشارك في المهرجانات والمجالس الثقافية.

فبعد رحلته الطويلة خارج العراق اختار ان يرحل رحلةً جديدة وهو في أحضان وطنه .

و مضى في هذه الرحلة وهو على بصيرةٍ من امره بأن المجتمع بحاجةٍ الى الاصلاح الفكري و الثقافي و تسليط الاضواء على البقع المظلمة و حفظ العقل وهو قوام الانسان وقوام فطرته ومناط التكليف و المسؤولية ، وهذا ما قام به الائمة الاطهار فرغُم الاقصاء و المحاربة كان لائمتنا عليهم السلام مشروع سياسي يختلف عن مشروع السلطة السياسية وهو نشر معارف الدين واصلاح ما تفسده السلطة من نفوس المسلمين .

وها نحن ذا أمام موسوعة العراق الجديد و بجزئها التاسع والثمانون ( مراصد ومشاهد)

في عطاءٍ قل نظيره وندر مثيله ونتاجٍ زاخر و مثقل بالهم الاجتماعي العراقي مصوراً فيها بدقة متناهية جزيئات واقعنا الراهن بأساليب و عبارات و مواضيع تختلف كل الاختلاف في الصورة وتتفق كل الاتفاق في الهدف .

فهو لايترك لقطةً ولا قولاً ولا خبراً ولا مناسبةً إلا وكان منها موضوعاً شيقاً غزير المادة جم الفوائد يبرع فيه في صقل الفكرة و بلورة الادب وحصاد السنين من المعرفة مستخدماً سلاح الكلمة يرفعه مجاهداً في وجه كل خلل اجتماعي وسياسي او عقائدي سلاحٌ لاتنقصه الصراحة ولا يصدأ مع الوقت ولاتهزه اعاصير الأحباط

واذكر هنا موقفاً حدث في حفل لتوقيع احد اجزاء موسوعة العراق الجديد توجه احدهم بسؤال الى سماحة السيد وهو اننا نعيش حالة من التردي في الواقع الاجتماعي والفساد الاداري المستشري فما نفع الكلام والكتابة ؟

فجاء الجواب من سماحة السيد مفحماً مقنعاً بحجته القوية وهو : ان انبياء الله قد أُرسلوا الى الناس وهم لا يملكون سلاحاً غير الكلمة والنُصح والتعاليم النبيلة التي من شأنها ان تُصحح المسار وتنهض بالمجتمع وتحارب الفساد .

وهذا الجواب هو في الحقيقة رسالة لجميع الكُتاب و المثقفين بعدم السكوت والتغاضي والشعور بالاحباط او اللامبالاة او المحاباة وان ينقدوا الاخطاء نقداً بنّاءً مثمراً .

يقول المفكر الاسلامي الجزائري مالك بن نبي ( لا تصمت عن قول الحق فعندما تضع لجاماً على فمك سيضعون سرجاً على ظهرك )

وعوداً على بدء لمراصد ومشاهد فأن الكُتب ينبغي ان تؤدي الى واحدةٍ من اربع غايات ( الحكمة ، التقوى ، المتعه ، الفائدة )

ومن يقرأ مراصد ومشاهد سيجد الغايات الاربع مجتمعه فسنجد في الحكمة مواضيع مثل ( هل اتاك حديث لقمان الحكيم ) او ( بالفطنة يتم التخلص من الاخطار ) وسنجد في التقوى مواضيع ك ( الامام الجواد والبر الاجتماعي ) او ( من هو الصابر الشاكر )وفي المتعه نجد ( الشعر قد يكون الجواب ) او ( مع الشعراء في اماديحهم ) وسنجد الفائدة في ( حين تنطق القوافي ) او ( للعلماء منطقهم السديد )

وفي الختام سوف اقتبس عنواناً لاحد المقالات في مراصد و مشاهد عنوانه ( ايضوع المبدع عندنا ام يضيع ) لاقول ان هذا النتاج الزاخر والجهد الكبير حتماً لن يضيع بل يتضوع منه النور و المسك ليفوحَ منه الخير

فدمتم استاذا وقلماً يكتُب على القلوب حبره يجري في العروق ليبث فيها غايات نبيله وآراءً سديده ترتقي بالعقل والفكر وستترك هذه الموسوعه أثراً خالداً و وهجاً مشرقاً وبريقاً ساطعاً يجذب القُرّاء ..ونسأله تعالى ان يمد في عمركم ويمَّن عليكم بالصحة والعافية

 


مشاهدات 546
أضيف 2023/09/22 - 10:50 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 10:12 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 404 الشهر 11528 الكلي 9362065
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير