النيجر..الغزو قادم إلى كنز الكنوز

 عباس الجبوري

-1النيجر اسم نهر بين انهار يخترق هذه الدولة الافريقية وسميت الدولة بإسم النهر محبة له ولأنها (دولة حبيسة)لاتمتلك اطلالة بحرية وانما حدودا بريةمع الجزائر وليبيا ونيجريا ومالي وبنين وبوركينا فاسو

فشقها النهر واحتضنته الضفتان فاستسلما لنوم عميق

-2النيجر الواقعة في غرب افريقيا والتي يقطنها شعب مسلم بنسبة 99%  ويتكلم الفرنسية رسمياً تغذيها محطات اخبارية فرنسية على مدار اليوم وبوقفات موسيقية باريسية يتأفف منها البعض لتكرارها المتعمد ولأشياء أخرى تتسلل عبر الفضاء الافتراضي المتشعب والغارق بالمقارنات

-3النيجر (كنز اليورانيوم)حيث تعتبر هذه الدولة في المرتبة الرابعة بانتاج اليورانيوم والمرتبة الاولى باحتياطييها (اليورانيوم) والذي تستخدمه فرنسا بكميات كبيرة في انتاج الكهرباء للمدن الفرنسية وابراجها ولطالما تندر النيجيري(الزائر)باريس حين يقف أمام برج إيفل المنير بأن مصابيح البرج تتنور بمداد اليورانيوم النيجري القادم من بعيد

-4حصل انقلاب عسكري في هذا البلد قبل اسبوعين وكانت قرارته الاولى تعليق الاتفاقية العسكرية مع فرنسا ومنع تصدير اليورانيوم الى فرنسا وايقاف محطاتها الاخبارية وتغييرات سريعة في القيادات العسكرية خشية من الانقلاب المضاد وصاحب ذلك نشاط جماهيري يرفع صور واعلام روسية في شوارع العاصمة مما أرسل اشارة خطيرة عما يحصل هناك تلقفته اجهزة المخابرات الغربية بكثير من القلق والتحسس والتحليل

-5الموقف الغربي بالكامل ضد الانقلاب الذي حصل وتم تبرير الموقف الرافض للانقلاب (الحفاظ على الشرعية)والحكم الديمقراطي ولكي لاتكتسح موجة الانقلابات بلداناً اخرى في غرب افريقيا  كما يقولون

-6أردوغان الذي دخل على خط النيجر وصف قرار النيجر وقف تصدير اليورانيوم والذهب الى فرنسا بأنه(رد على الظلم) الذي تعرض له الشعب النيجري من سنين ومن هنا أضاف أرسل أردوغان رسالة تأييد الى انقلاب العسكر باعتباره (رد على ظلم)وهوتبرير انساني بنظر الكثيريين

-7روسيا واليها تتجه الانظار في الموقف مما حصل هناك والتي لخصته روسيا (بأنها تراقب الموقف هناك وانها ترى ان التدخل الخارجي لايحل مشكلة بل يزيد في تعقيدها ) وهذه المواقف الروسية علقت عليها فرنسا بانها (مواقف انتهازية)تساعد على عدم الاستقرار

-8مجموعة(فاغنر)الروسية تعمل في بعض البلدان الافريقية القريبة من النيجر ومنها دولة مالي الحدودية والتي وصل اليها احد قادة الانقلاب واجتمع مع احد قادة فاغنر والتي وصفته الخارجية الفرنسية بأنها(وصفة فوضى) وذكّرت الاخرين بأوكرانيا والخشية من التمدد الروسي هناك عن طريق مخلب فاغنر الذي ينتظر هذه الفرصة الذهبية ومن ورائه روسيا التي ناغمها الانقلابيون بدون حذر

-9(صدام) كان قد أمر مسؤول شعبة المخابرات في افريقيا بالتركيز على ملف النيجر وابدى رغبته في الوصول اليها واستنشاق نسيم اليورانيوم من هناك بصفقات سرية ولكن المخابرات الفرنسية وقفت بالضد من ذلك وأرسلت عدة تحذيرات أمنية الى بغداد أنذاك فسكت وهو يتحسر على يورانيوم النيجر الوفير والزهيد بسعره

-10لدول الغربية بقيادة فرنسا تعد مخططاًعسكرياً لدخول النيجر عن طريق دولة نيجيريا وبمساندة معنوية من دول أفريقية اخرى عبر مايسمى تكتل (ايكواس)لدول غرب افريقيا ويشجعها على ذلك هشاشة الجيش النيجري وطول الحدود مع نيجيريا والتي ستشتت المتابعة والرصد لمداخل القوات الزاحفة الى العاصمة نيامي

-11قد يبدو المشهد في النيجر بسيطاً وامكانية حسم الموقف لصالح الجيوش (الديمقراطية)القادمة من الخارج لهزيمة الانقلابيين        ولكن هناك من يشير الى تسلل الكثير من عناصر ايديولوجية إقليمية ودولية تحت ليالي النيجر الشديدة السواد والتي ستفتح الافاق والشوارع والصحراء على احتمالات جديدة

-12سيتذكر الكثير من الناس غزو صدام للكويت ونتائجه الكارثية وحرب اوكرانيا وليالي افغانستان وربما الكثير من القصص

التي جرت وتجري في منازل الفقراء المتكاثرة بالاكواخ الباردة والمظلمة وتحتها النفط واليورانيوم الذي يضيء ليالي المترفين بكؤوس طافحة بالسحت ورؤوس فارغة من الرحمة والحنين

{ عضو لجنة العلاقات الخارجية