مبادرة (الشرقية) تحوّل ألم جارة القمر إلى أمل

الأميرة مريم تجتاز بنجاح عملية إستغرقت 12 ساعة

بغداد - سعدون الجابري

في احدث حلقات برنامج (الاميرة مريم) الذي تعرضه قناة (الشرقية) خضعت الشابة مريم الركابي التي تعرضت  للتشوه بمادة التيزاب من قبل شاب رفضت الزواج منه ،الى عملية جراحية تجميلية على يد أمهر أطباء العالم بمجال الجراحة التجميلية هو البروفيسور التركي تحسين أوغوز أجار تورك ، مع نخبة من الجراحين و فريق التخدير و الفريق التمريضي .ضمن 20 عملية جراحية ستخضع لها على مدى سنتين .. أجريت منها ثلاثة عمليات تكللن بالنجاح الكبير ، كل هذا جاء بمبادرة إنسانية من  رئيس مجموعة الإعلام المستقل الأستاذ سعد البزاز ، الذي أوعز بسفر الأميرة مريم مع مرافقيها والديها الى خارج العراق ، و إدخالها لأفضل المستشفيات المتخصصة بمجال الجراحة التجميلية ، و تكفله بأجور مصاريف السفر من بغداد الى مدينة مرمريس التركية ، مع دفع إيجار شقة سكنية لمريم و والديها  لمدة سنتين مع تأثيثها .وقالت مقدمة ومعدة البرنامج شيماء عماد زبير لـ ( الزمان ) عن حالة الأميرة مريم قبل العملية و بعدها : ( مريم كانت بالبداية قلقة من وقت العملية الذي يستمر 12 ساعة ، دون توقف ، لكني كنت أحفزها على إجراء العملية ، و الحمد لله أستطعت مع فريق البرنامج أن نقنعها .. حتى أبدت إستعدادها بإجراء العملية الثالثة ، و مريم لم تعارض بذلك و توكلت على الله و هي جاهزة لدخولها صالة العمليات ).

 و تحدثت الأميرة مريم قبيل العملية قائلة ( سأدخل صالة العمليات لإجراء عمليتي الثالثة ، صحيح أنا أجريت هنا عمليتين و الثانية أستغرق وقت إجراءها سبعة ساعات ، لكن عمليتي هذه الثالثة أبلغني الطبيب الخاص سيكون وقت إجراءها حوالي 12 ساعة ).مضيفة (مع العلم في بغداد أجريت خمس عمليات رفع الجلد التالف جراء مادة التيزاب الحارقة التي حرق وجهي و جسدي بها ، و وقت كل عملية كان يتراوح من ساعتين و أكثر .. لكن هنا في تركيا عمليتي الثانية كان وقتها 7 ساعات و هذه العملية ستكون طويلة جداً و الله الحافظ ، حيث العملية الثانية كانت بناء و ترميم جروح وجهي) .

من جهته قال البروفيسور أجارتوك ( بما أن مريم شابة و قادرة على تحمل البنج لوقت طويل ، كون بدنها سليم و لا تعاني من عارض يحول دون إجراء العملية ، و بالنسبة لعمليتها الحالية، الشئ المهم و الأول هو متابعة الأوردة الدموية بمنطقة الرقبة و الوجه ، و سنأخذ الأنسجة و ندرسها جيداً كي نعمل عملية نفخ البالون للمرة الثانية ، و بعدها سأقوم بتخطيط على الوجه حتى نشرع بالعملية ، و و سأرفع الجلد السليم من منطقة الرقبة و نزرعه في منطقة الوجه ، و نتائج العملية ستظهر لنا بعد يومين أو ثلاثة .. و خلال فترة ثلاثة أشهر الجلد على منطقة الوجة سيأخذ إستقراره و تظهر معالم الوجه بشكل ممتاز).

و أشارت معدة البرنامج ( في اليوم الثاني حضرنا مع مريومة للمشفى و هي بأتم الأستعداد لإجراء العملية ، تم توديعها من قبلنا و من قبل والديها .. و بقينا بالإنتظار في باب صالة العمليات ، أمها و انا أجهشنا بالبكاء في الباب و الوقت طويل كان و مؤلم .. والدتها تذرعت لله بالدعاء و قراءة القرآن لابنتها ، و أبيها تلقى مكالمة من ولده حسن شقيق مريم من بغداد .. أتصل ليطمئن على سلامة اخته، و كذلك والدتها تلقت مكالمة عبر الجوال من أهلها في بغداد .. ينتظرون نتيجة العملية ).وجاء الطبيب مساعد رئيس الفريق الطبي ليعلن لذوي مريم .. أن العملية أنتهت و تكللت بالنجاح و بعد قليل ستخرج من صالة العمليات لتوضع في غرفة العناية المركزة ، لأجل الحفاظ على سلامتها و نتيجة العملية كانت ناجحة بنسبة 100% .و أكد رئيس الفريق الطبي قائلاً (هدفنا من وضع مريم بالعناية هو أن تكون رقبتها ثابتة لا تتحرك عند نومها بالليل ، و أنا سأزورها عند صباح اليوم الثاني من العملية لأطمئن عليها ، و غداً سنسمح بدخول والدتها فقط لرؤيتها عن بعد) .و بينت مقدمة البرنامج ( بعد 12 ساعة من أجراء العملية سمحوا لفريق عمل البرنامج بالدخول لرؤيتها و تصويرها بتحفظ على معالم وجهها ، و أيضاً التقانا الطبيب المشرف على عملياتها .. و أستبشرنا خيراً منه ، أن وضع مريم يطمئن بسلامتها و تعدينا مرحلة الخطر و بقي القليل .. و سنجتازه بالساعات القليلة المقبلة ).

  تعشيق الشرايين

و أكدت أم مريم (بعد دخولي لزيارة بنتي رأيت معالم وجه بنتي في تحسن عن ما كانت عليه ، و الحمد لله على نعمه الذي سهل عملية بنتي العزيزة ).واوضح الطبيب أوغوز (اجرينا عملية تعشيق الشرايين الأصلية بعد رفع طبقة الجلد المتضررة .. و استبدلناها بطبقة أخرى منتزعة و كنا نخشى أن يكون قلب مريم غير سليم ، والحمدلل لا يوجد شئ يهدد حياتها ، و أهم شئ تغذية الأوعية الدموية تكون مضبوطة ، و سلامة بدنها و هي لا تعاني من أعراض أخرى ). و ختم رئيس الفريق الطبي قائلا(عملنا ببداية العملية بالأذن ثم بالأنف نأخذ غضاريف من منطقة الصدر و وضعناها في الأذن ، و عملنا على منطقة اليد لغرض ترقيع الأنف ، و هذه كانت مرحلة مهمة بالنسبة لنا في عملنا ).

و بعد الانتهاء من العملية بيومين قالت مريم(معنوياتي كانت جيدة قبيل العملية هذه .. لكن في العد التنازلي حدثت عندي أضطرابات نفسية ، و كان الذي يقلقني وقت العملية الطويل جداً و أنا لا أعرف ماذا سيحدث لي ، و تفكيري بوالدي و والدتي).مضيفة ( زارني الأطباء الجراحون و أطباء التخدير للنظر بحالتي و وضعي الصحي ما بعد العملية ، و أفرحوني بنجاح عمليتي بنسبة عالية جداً وصلت الى 100 بالمئة وانا أحمد الله على هذه النعمة) .

ورداً على سؤال من مقدمة البرنامج للأميرة مريم عن تواصلها مع صديقاتها الطالبات بالمعهد أجابتها(أنا على تواصل مستمر مع كافة زميلاتي الطالبات و المدرسات بالمعهد ببغداد ، أتابع أخبارهن بالدراسة واحدة تلوا الآخر .. لأني أحبهن وهن كذلك نتبادل نفس الشعور ، وجميعهن يدعون لي بالشفاء والعوده للدراسة بالمعهد).

وأكدت الاعلامية شيماء (ان المترجم وليد قال لي :في عملية مريم كان هناك تحدي لربط شرايين رقبة مريم مع وضع البنج لساعات طويلة ، رغم هناك تقنية عالمية بمجال التخدير لوقت طويل وعدم فقدانها البنج ، وهذه التقنية طبقها الفريق الطبي الجراحي والتخديري في العملية هذه).لافته (مرحلة شفاءها الآن وصلت الى مرحلة الوسط).

و اكدت الأميرة مريم انها تسعى أن يكون لديها كتاب من تأليفها تدون فيه مذكراتها يومياً ماذا حدث و يحدث معها ، من مرحلة حرقها بالتيزاب على يد شاب متهور و مجرم ، و نحن فريق البرنامج منذ العام الماضي و نحن نتابع أحوالها ، قررنا أن نساعدها بتحقيق أمنيتها بطبع كتاب خاص يجمع ما تدونه من مذكرات عن حياتها مابعد الحادث المؤلم الذي طالها .. فريق البرنامج ضم :-الأعداد والتقديم : شيماء عماد زبير،مخرج و مدير تصوير : عمر الجابري،تصوير : أحمد عجاج  وعلي ثائر،كتابة النص : مجيد السامرائي,تعليق : مارلين شكيب,تصوير المقدمة : عصام سهيل  وعلاء قيسي،المتابعة الصحفية : سعدون الجابري،مونتاج : محمد الشيخلي،إشراف : فراس السراي.