الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ثلاثون ساعة يومياً لا تكفي

بواسطة azzaman

ثلاثون ساعة يومياً لا تكفي

صلاح الدين الجنابي

 

الذي يركز على الحضور المادي لأصحاب المعرفة لا يدرك أهمية العقل الذي يوظف هذه المعرفة في تطوير العلم والمهن والمجتمع، لان ساعات العمل الفعلي تصنع فارقا ملموسا في الأعمال والأنشطة التي تتطلب تواجد وتعامل مباشر مع العمليات لضمان جريان سلس وتمنع الاختناق، ولكن ساعات البحث والتفكير والتطوير وإدارة العقل لا تشترط التواجد في مكان العمل، لانها مرنة وتتطلب بيئة تحفز على الابتكار والابداع، لذلك انتشر مفهوم الوظائف المرنة التي تكتفي بساعات تواجد محدودة ولكنها تتطلب مهارات عالية تعتمد على التوظيف المعرفي.

هنا لا بد من التذكير أن الزام التدريسي في الجامعة التواجد واكمال عدد ساعات معينة بالإضافة الى المحاضرات (ثلاثون ساعة اسبوعيا) دون توافر بنية تحتية كافية (مكاتب، مختبرات، مراكز بحوث، انترنت، وغيرها) يؤدي إلى:

- تعطيل جهود التدريسي كمعلم وباحث ومفكر.

- التشكيك مقابل التمكين الذي صار من أولويات الجامعات المرموقة لإعداد تدريسي قادر على التعامل مع متطلبات العلم وسوق العمل.

- التشجيع على الصراع السلبي فضلا عن تحويل التدريسي الى موظف له ساعة حضور وساعة انصراف.

- تشجيع بعض رؤساء الجامعات والعمداء ورؤساء الأقسام على استغلال ساعات التواجد للابتزاز والتخادم وتنفيذ اجندات لها آثار سلبية مدمرة على العملية التعليمية والبحثية والمجتمعية.

- احباط جهود الكثير من المبدعين والباحثين للاستمرار في محاولاتهم لتطوير وتحديث المناهج وطرائق التدريس والتفاعل الإيجابي مع أصحاب المصالح وتشجيعهم على الانسحاب والانعزال والتفكير بملء فراغات الدوام.

لذلك نقترح:

- تمكين التدريسي من خلال تعريفه بمسؤولياته العلمية والبحثية والمجتمعية والأخلاقية وكيفية الالتزام بها.

- تدريب وتطوير أداء التدريسي من خلال برنامج متكامل ولجميع الألقاب العلمية وفق ساعات محددة لكل لقب علمي بما يتوافق والاحتياج التدريبي (هناك برنامج متكامل تم اعداده في جامعة بغداد يمكن تطبيقه بعد التطوير والتحديث).

- تقويم الأداء العلمي والبحثي والمجتمعي للتدريسي من خلال مدى تحقق اهداف المقرر الأكاديمي الذي يدرسه ونتاجه العلمي والبحثي والمجتمعي واسهاماته في تطوير العمليات التعليمية وطرائق التدريس والأثر الإيجابي على الطلبة والمهنة والمجتمع.

- توصيف وتنظيم العلاقة بين رئيس الجامعة والعميد ورؤساء الأقسام والتدريسيين والطلبة بما يضمن انتاجيتها وسهولة تقويمها.

- تشجيع الصراع الإيجابي والمشاركة الفاعلة في تطوير وتحديث العمليات التعليمية والبحثية والمجتمعية (يمكن تقديم تفصيل لكل ما ذكر مع برامج متكاملة للتنفيذ).

# الزام التدريسي الجامعي بالحضور جسديا دون تحفيزه للحضور فكريا وتدريبه وتمكينه من تحمل المسؤولية المهنية والأخلاقية وتعريفه بمهامه وواجباته يؤدي الى خلق مشكلات كبيرة وصراع سلبي وتخادمي يشوه العمليات ويفرغ الأدوار من محتواها.

# ثلاثون ساعة اسبوعيا لا تكفي، لان التدريسي الذي يمتلك الكفايات يحتاج الى ضعف ساعات المحاضرة (النصاب) للتهيئة والاعداد والتحديث والتخطيط لإدارة العمليات داخل الصف الجامعي بطريقة (رشيقة، مرنة، مثمرة) تؤدي الى تحقيق الأهداف التعليمية للمادة العلمية، فضلا عن وقت الجهد المهاري الكبير في الاختبارات والأدوار العلمية والبحثية والمجتمعية التي تتطلب كفايات معرفية ومهارية كبيرة ومتجددة لإنجازها، لذلك فان ثلاثين ساعة في اليوم لا تكفي.

 

 


مشاهدات 607
الكاتب صلاح الدين الجنابي
أضيف 2023/12/09 - 6:49 AM
آخر تحديث 2024/09/26 - 9:28 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 1045 الشهر 39602 الكلي 10028224
الوقت الآن
الجمعة 2024/9/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير