العراق يشارك بملتقى أردني يناقش واقع الجامعات العربية

أكاديميون يدعون إلى تعزيز سياسات التعليم وبناء الإقتصاد المعرفي والرقمي 

عمّان - رند الهاشمي

احتضنت العاصمة الاردنية عمان، ملتقى اكاديمي شارك فيه العراق، لمناقشة واقع التعليم العالي في البلدان العربية وسط دعوة الى تعزيز سياسيات التعليم وبناء الاقتصاد المعرفي والرقمي .  وقال بيان تلقته (الزمان) امس انه ( بمشاركة عربية واسعة من رؤساء جامعات وأكاديميين، عقد منتدى الفكر العربي لقاءً حوارياً وجاهياً وعبر تقنية الاتصال المرئي، حاضر فيه الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية عمرو عزت سلامة ، بشأن مستقبل التعليم الجامعي في العالم العربي وأثر المستجدات الإقليمية والعالمية على التنمية البشرية).

جودة التعليم

واكد سلامة أن (هناك اختلافاً كبيراً في جودة التعليم وتنوع البرامج الأكاديمية والحداثة بين الجامعات في الدول العربية، وأن الدول العربية بعمومها تنفق أقل من واحد بالمئة من إجمالي الدخل القومي على البحث العلمي)، واشار الى ان (للجامعات العربية مساهمة واضحة في تعزيز النمو الاقتصادي والتنمية لكونها حاضنة للأفكار والحلول للمشكلات العالمية، ومُنتجة للقوى العاملة ذات المهارات العالية، مما يجعلها قادرة على إحداث أثر إيجابي في بناء المجتمعات)، مؤكدا ان (العالم يعيش عصر الثورة الصناعية الرابعة والخامسة، اللتين تعتمدان على الذكاء الصناعي وتكنولوجيا النانو وتحليل البيانات الضخمة، وأن 50  بالمئة من الوظائف التقليدية ستختفي بحلول العام الجاري، وستظهر وظائف وفرص عمل جديدة للشباب تعتمد على الريادة والابتكار والإبداع)، لافتا الى ان (عدداً من المشاريع التي يعمل عليها اتحاد الجامعات العربية، مثل معامل التأثير العربي وتطوير الدوريات العربية و الصندوق العربي لتمويل البحث العلمي).من جانبه ، قال وزير التعليم السابق نبيل كاظم عبد الصاحب أن (التعليم في الوطن العربي يحتاج إلى بنية تحتية ممتازة، وإلى تسويق البحث العلمي والمعرفة، والاستقلالية في اتخاذ القرارات، موضحاً أهمية أن تكون الجامعات جهة استشارية لأصحاب القرار، والعمل على رقمنة المناهج وفق آلية واضحة وخطط مدروسة وخصوصاً تلك المتعلقة بالاختصاص مباشرة، بحيث لا يؤثر ذلك على مخرجات العملية التعليمية وسوق العمل). بدوره ، شدد رئيس الوزراء الأسبق وعضو المنتدى عدنان بدران على (أهمية تحديث المنظومة التعليمية العربية، ووضعها على أولويات الأجندة الوطنية، وذلك للانتقال من المنظومة الجامدة غير المنتجة إلى المؤسسات العلمية والعملية التي تحول مخرجات المعرفة والبحث العلمي إلى تكنولوجيا الإبداع والريادة). فيما تطرق رئيس الجامعة الاسلامية في لبنان حسن اللقيس الى (التحديات التي تواجه التعليم الجامعي في الدول العربية، وأهمية وجود إدارة رشيدة وفعّالة قادرة على التخطيط والإدارة والتنسيق لتقديم خطط واستراتيجيات ومشاريع تنموية تتواءم مع المشاريع البحثية في الجامعات، ومنح البحث العلمي الإمكانيات المادية المطلوبة، وتوفير عدد من الباحثين والعلماء على مستوى عالٍ وبخبرة تمكنهم من مجاراة التحولات والتغيرات الإقليمية والدولية). بينما تناول رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا في جدة عبدالله صادق زحلان (تجربة المملكة العربية السعودية في قطاع التعليم العالي والجامعات)، مبيناً أن (مفهوم التعليم في المنطقة العربية لم يبنَ على أُسس تتلائم مع التغيرات السريعة والمعقدة التي يشهدها العالم حالياً).

جامعات عربية

من جهته ، اشار نائب رئيس الجامعة المصرية الروسية في مصر عصام خميس إلى أن (التصنيف العربي للجامعات الذي أطلقه اتحاد الجامعات العربية هذا العام بهدف تمكين مخرجات التعليم العالي من قيادة التطور العربي تضمن معياراً أساسياً ينص على أن تكون نسبة التعليم الإلكتروني عن بُعد في الجامعة 25 بالمئة لاعتمادها في هذا التصنيف، مبيناً تجربة الجامعات التكنولوجية في مصر، وأهمية التوجه إلى اقتصاد المعرفة والاقتصاد المبني على المعرفة). كما اوضح الوزير الأردني الأسبق ابراهيم بدران (أهمية تدريس الريادة والإبتكار والمشاريع الصغيرة للطلبة في الجامعات العربية، وإلى دور الجامعات والتعليم في مسيرة التقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في المجتمعات، مؤكداً أهمية إعادة النظر في دور الأكاديميين في الجامعات وتعليمات الترقية والبحث العلمي في تحسين وتطوير مؤسسات التعليم العالي).

واكد الرئيس الأسبق لجامعتي مؤتة واليرموك الأردنيتين علي محافظة أن (التعليم في المنطقة العربية لم يعطى الأولوية القصوى في عمليات الإصلاح والتطوير)، واشار الى (أهمية أن تُبنى القرارات الحكومية في الدول على الدراسات العلمية وبحث علمي رصين المقدم من الجامعات، وأن تتبنى الجامعات التحول إلى العلوم التقنية والتكنولوجية، والعمل على إعطاء الجامعات مساحة كافية من الاستقلال الإداري والأكاديمي والمالي).