التفكير وانواعه وماهي المعوقات ؟
رسالة الحسن
التفكير: هو مجمل الأشكال والعمليات الذهنية التي يؤديها عقل الإنسان، والتي تمكنه من نمذجة العالم الذي يعيش فيه، وبالتالي تمكنه من التعامل معه بفعالية أكبر لتحقيق أهدافه وخططه ورغباته وغاياته، وهو إعمال العقل في مشكلة للتوصل إلى حلها، وبتعبير آخر التفكير هو (إجراء عمليّة عقليّة في المعلومات الحاضرة لأجل الوصول إلى المطلوب..كما يمكن تعريف التفكير على أنه الاستجابات الرمزية للمنبهات التي تكون إما داخلية (ناشئة من الداخل) أو خارجية (ناشئة عن البيئة)، حيث يعتبر الفكر أو التفكير وسيطًا بين النشاط الداخلي والمحفزات الخارجية.أما التفكير الفلسفي في الحياة: هو التفكير في كيفية التفكير في الحياة، بمعنى أنها التفكير النقدي في آليات إنتاج «الحقيقة» التي تؤطر كلامنا عندما نتكلم عن الحياة. وكذلك القول عن التفكير في الزمان، أو الإنسان، أو الموت، أو الجسد، أو العدالة، أو غير ذلك.
وقد عرف الإسلام التفكير على أنه محور فهم التشريع الذي يتجلّى في القرآن الكريم والسنة النبوية، فهو طريقة لفهم الدين، وطريقة في التعامل مع الإنسان وفق الدين الإسلامي، كما أنه فريضة تجبُ على كل مؤمن تجاهَ العقيدة التي يؤمن بها الإنسان، ففي القرآن الكريم ذكر الله تعالى الكثير من الآيات التي يخاطب بها الإنسان بالعقل وحثّ على التفكير ...
يمنح التفكير القيمة الشخصية والإيجابية من خلال نوع الأفكار التي يحملها الأشخاص، وما يفكرون به عن أنفسهم، الفكر بفكر والفعل بفعل، لذلك فالشخص يبني حياته فكرة وفعلًا، من خلال الأفكار والأفعال، يقوم بتشكيل نفسه وتحديد تأثير حياته على الآخرين، هذه الأفكار والأفعال تحدد نوع الشخص الذي سيكون عليه ومستوى السعادة التي سيحققها ...إن للتفكير أهمية كبيرة في حياة الإنسان فهو وسيلة حل المشكلات واتخاذ القرارات وكشف الحقيقة والتخطيط للمستقبل والاكتشاف والاختراع والتطور وصنع الثروة، ولمعرفة أنواع التفكير المختلفة والتي نستخدمها في حياتنا اليومية.
أهمية التفكير
يساعدنا التفكير عن طريق تحليل الحجج واكتشاف التحيزات على اتخاذ خيارات عقلانية، وذلك عن طريق تطوير الأسباب والحجج، واستخدام منهجية الوضوح، فالوضوح في كيفية توصيل الأفكار والمعتقدات وأسبابها يساعد في الوصول إلى الحقيقة.
الدقة والعمل الجاد لوضع المسألة قيد الدراسة، تتمثل بطرح الأسئلة الآتية: ما هي المشكلة؟ ما هي الإجابات الممكنة؟ ما هي نقاط القوة والضعف؟ وذلك من أجل الوصول إلى الحقيقة أو الاقتراب منها، إذ يساعد التفكير على الحصول على معلومات دقيقة وكافية، وذلك للوصول للحقائق وتحليلها.
شخصية ايجابية
يمنح التفكير القيمة الشخصية والإيجابية من خلال نوع الأفكار التي يحملها الأشخاص، وما يفكرون به عن أنفسهم، الفكر بفكر والفعل بفعل، لذلك فالشخص يبني حياته فكرة وفعلًا، من خلال الأفكار والأفعال، يقوم بتشكيل نفسه وتحديد تأثير حياته على الآخرين، هذه الأفكار والأفعال تحدد نوع الشخص الذي سيكون عليه ومستوى السعادة التي سيحققها في النهاية، فإذا اختار الشخص أفكاره وأفعاله بحكمة، فسيستفيد من الفرصة المتاحة لعيش حياة سعيدة ومجزية.
يساعد التفكير في حل المشكلات، عن طريق مجموعة من الإجراءات الممكنة، لأجل الوصول إلى هدف محدد مسبقًا، ويتضمن حل المشكلات نوعين رئيسين من التفكير؛المتشعب، بحيث يحاول المرء أن يولد مجموعة متنوعة من الحلول البديلة لمشكلة ما، والمتقارب، حيث يتم تضييق احتمالات متعددة للعثور على أفضل إجابة واحدة لمشكلة ما، تميل اختبارات الاختيار من متعدد، إلى التفكير المتقارب، وتنطوي الاختبارات المقالية عادةً على التفكير المتشعب.
فالتفكير نشاط قائم بحد ذاته، مثل بعض الأنشطة الفردية الأخرى، إلا أن التفكير أكثر فائدة، فهو يساعد في العمليات المعرفية، مثل: استخدام التفكير في اتخاذ القرارات، فالآراء قد تكون خاطئة أو صحيحة، لذا فاستخدام المنطق يساعد في الوصول إلى القرار السليم بموضوعية، وفقًا لبعض الباحثين فإن تعليم مهارات التفكير في صنع القرار تتم عن طريق الانتقال إلى مشاكل جديدة، يعني أن يكون الشخص قادرًا على تطبيق ما تعلمه من مهام جديدة أو مواقف جديدة.
إن الطريقة التي يفكر فيها الشخص تحدد هويته التعريفية، فالتفكير بصمة تعريفية تتطور عند تطور الطرق التي يفكر بها الأشخاص، فهي تزيد الثقة بالنفس وتعزز عقلية البحث والنقد، ومع أن الأشخاص قد لا يقضون الكثير من الوقت في التفكير بهويتهم بوعي إلا أنها تؤثر على حياتهم بشكل كبير، فالهوية التعريفية هي التي تسمح للشخص بوضع أهداف وتطوير علاقات اجتماعية مع غيره، فهوية الشخص تشمل سماته وقدراته ومعتقاداته وأخلاقه وما يحب ويكره، وعادةً ما تعكس قدرة الشخص على تعريف ذاته تقديره لذاته وتحديده لما يريد من الحياة. ويساعد التفكير المنطقي على اتخاذ أهم القرارات للمؤسسات والأفراد على حد سواء. يساهم التفكير المنطقي في حل المشكلات من خلال الاعتماد على الأدلة والفرضيات والبراهين للحصول على النتائج. يساهم التفكير المنطقي في دعم الأفكار الإبداعية والوصول إلى الأهداف المنشودة بطريقة علمية
ان التفكير النقدي : وهو التفكير الذي يدور حول تحليل عدد من العوامل فهو التفكير في قيمة فكرة ما ويسمح لنا التفكير النقدي بوضع المعلومات في سياقها الصحيح.
التفكير التحليلي : في حين أن التفكير النقدي يساعد في تقييم الفكرة فإن التفكير التحليلي يدور حول فحص أجزاء الفكرةويدور حول البحث عن أمثلة متعددة والمقارنة بينها.
التفكير الإبداعي : وهو عبارة عن اكتشاف حلول غير واضحة في الظروف العادية لمساعدة الناس ويعتبر إدوارد دي بونو أحد الرواد في مجال التفكير الإبداعي وقد شبه دي بونو التفكير الإبداعي بأنه عبارة عن قيام الناس بحفر حفرة وإذا لم يجدو الحل الذي يبحثون عنه يحفرون حفرة أخرى في مكان مختلف ويشير التفكير الإبداعي إلى أنه عبارة عن استخدام الموارد المتاحة لإيجاد أفكار جديدة وكما أشارت ليزلي أوين أن التفكير الإبداعي يعتمد على المخاطرة.
أقسام مستويات التفكير :
تنقسم مستويات التفكير الى ثلاث مستويات :
1) مستويات التفكير الدنيا وتشمل (التذكر – إعادة الصياغة).
2) مستويات التفكير الوسيطة وتشمل (طرح الاسئلة - التوضيح - المقارنة - التصنيف - التطبيق – التفسير- الاستنتاج التنبأ- فرض - الفروض - التخيل - الاستدلال - التحليل )
3) مستويات التفكير العليا وتشمل (اتخاذ القرار التفكير الناقد – حل المشكلات – التفيكر الابتكاري – التفكير وراء المعرفي )
الفرق بين مهارات التفكير الدنيا والعليا
الفرق بين مهارات التفكير الدنيا والعليا لدى الأشخاص، تختلف من شخص إلى أخر على حسب عدة عوامل وأهمها قدرة كل شخص على التفكير ومستوى ذكائه بجانب طبيعة الموضوع، لذا فيعتبر هذا الأمر نسبي، فقد يحتاج الشخص إلى المهارات الدنيا في موضوع ما بينما يحتاج نفس الموضوع مهارات عليا من شخص آخر، وسوف نوضح فيما يلي الفروق بين كل منهما.
مهارات التفكير الدنيا يجب تواجدها لدى جميع الأشخاص، ويبدأ في تعلمها منذ الصغر ثم تنمو وتتطور بمرور الوقت ، بينما تحتاج مهارات ومستويات التفكير العليا إلى وجود قدرات خاصة عند كل شخص، وكل من مهارات التفكير الدنيا والعليا يؤدي إلى التفكير الناضج، وهذه المهارات تشمل الآتي:
التركيز والذي يعتبر من أهم العمليات التي يقوم بها العقل، بحيث يقوم بجمع حواسه المختلفة مثل النظر والإنصات نحو هذا الموضوع فقط، وعدم التفكير في أي موضوع أخر في ذلك الوقت.
التذكر ويقوم العقل بهذه العملية الذهنية لاسترداد المعلومات الخاصة بذلك الموضوع واسترجاع كافة البيانات عند الحاجة إليها، وتعتبر الذاكرة هي الجزء المسئول عن هذه العملية.
بيانات خاصة
التنظيم وفي هذه المرحلة يقوم العقل بتنظيم المعلومات والبيانات الخاصة بكل موضوع وإعادة ترتيبها في الذاكرة، حتى يسهل الوصول إليها عند الحاجة إليها على حسب الموضوع في ذلك الوقت.
التحليل وفي هذه المرحلة يقوم المخ بتحليل كل التركيب وهنا يقوم الشخص بتركيب الأفكار ودمج المعلومات بعضها البعض من أجل الوصول إلى أفكار جديدة، ويعتبر التركيب من مهارات التفكير التي تحتاج إلى مهارات متقدمة لدى الشخص.
الربط ويقوم العقل في هذه المرحلة بإحضار المعلومات المختلفة وربطها بعضها البعض، وذلك بهدف معرفة العلاقة بين كل فكرة والأخرى
وتحليلها إلى عدة أفكار أصغر بشكل منطقي لتسهيل عملية فهم الموضوع جيدًا، والذي يعتبر من أهم المهارات الأساسية للتفكير.
وهناك فرق كبير بين التفكير ومهارات التفكير، حيث أن مفهوم التفكير عبارة عن عملية لا إرادية وغير مفهومة يقوم المخ من خلالها باسترجاع المعلومات والمواقف من الذاكرة بناءً على المواقف التي مر بها الشخص في حياته السابقة لتكوين الأفكار المختلفة، ومن هنا تأتي الخبرة واكتسابها من خلال التعرض للمواقف المختلفة والتجارب الحياتية العملية
أهم أقسام معوقات التفكير
تنقسم معوقات التفكير إلى معوقات داخلية وخارجية
فالتفكير ليس مطلوباً فقط في عالم الأعمال ولكن أيضاً في حياتنا اليومية فهو يساعد في الوصول إلى النجاح في جميع جوانب الحياة ويساعد في اتخاذ القرار والحفاظ على العلاقات الشحصية والمهنية ويساعد في حل المشكلات والحصول على رؤية مدروسة ومفصلة للموقف ويمكن للفرد تطويرها من خلال برامج التعلم والتدريب، ومن معوقات التفكير ما يأتي:
الامتناع عن التفكير خارج الصندوق فلقد تعودنا على التفكير بطريقة معينة بسبب الظروف الاجتماعية ولا بد من الوعي الثقافي والاجتماعي للتغلب على هذا السلوك.التحيز الشخصي من أكبر معوقات التفكير فهو يمنع الفرد من اتخاذ قرارات عادلة وشفافة ويمنع التفكير المنطقي.
يعمل الخوف كحاجز ليس فقط في التفكير ولكن أيضاً لنمو الشخص وتطوره بشكل عام فالخوف يجعل الشخص غير واثقاً بنفسه وبطيئاً في التفكير خارج الصندوق، وينشأ الخوف من عدة أسباب مختلفة مثل القلق والاكتئاب وأسباب شخصية أخرى تؤثر على حياة الشخص المهنية.
الكسل حيث أن التفكير يتطلب من الشخص القيام بالكثير من البحث وتعلم أشياء جديدة للنمو والتطور.
الغرور فهو يجعل الشخص بعقلية مغلقة فهو يشعر بأنه يعرف كل شئ وليس بحاجة لتعلم أشياء جديدة فهو يجعل الشخص يفشل على المدى البعيد.
معوقات التفكيرالداخلية المتعلقة بالشخص :
التفكير الأناني وعدم فهم رغبات واحتياجات الأخرين فهو يجعل الشخص يفكر في وجهة نظره فقط ولا يهتم بأفكار الأخرين،وهو شعور طبيعي يصعب التغلب عليه فهو يجعل الشخص يفكر في نفسه وليس لديه القدرة للتعاطف مع الأخرين لفهم مشاكلهم وقضاياهم ويفتقر هؤلاء الأشخاص إلى تقييم مشاعر الأخرين والعمل معهم في فريق يكون مزعجاً
تفكير الشخص في وجود حل واحد للمشكلة ويتجاهل تعقيدات الموقف فالمنطق الخاطئ هو اعتقاد أن كل شئ في اتجاه واحد فقط.
الحكم على شئ أو شخص ما بناءً على ماضيه وهو تفكير غير عقلاني ويمنع الشخص من الفهم والبصيرة.
معوقات التفكير الخارجية المتعلقة بالمحيط الخارجي :
تشتت انتباه الفرد ثناء اجتماعات العمل والمناقشات المهمة وذلك بسبب الروتين اليومي للشخص وللتغلب على ذلك يجب على المديرين ورؤساء قسم الموارد تقديم العوامل التحفيزية للموظفين مقابل المهام الصعبة
ضغط العمل فعند تحديد موعد محدد للانتهاء من مهمة ما يؤثر على مهارات التفكير ولكن الجانب الإيجابي في ذلك أنه يمكن أن ينمي القدرة على التفكير وسط المواعيد النهائية الصعبة،
التأثر بآراء الأخرين فمن المحتمل أن تكون قد تأثرت سابقاً برأي أحد القادة السياسينالذين يقولون أن شيئاً ما صحيحاً وتكتشف لاحقاً أنه كذبة أو طريقة تفكير مضللة.
من معوقات التفكير الداخلية
عدم وجود أهداف.
الخوف من الفشل.
الخوف من النقد.
عدم القابلية للتغيير.
السلبية.
عدم وجود أهداف : من معوقات التفكير عدم تحديد الشخص لأهداف واضحة ومكتوبة ومصحوبة بخطط عملية مفصلة ولكن بنحديد الأهداف يتألق العقل بالأفكار ويزيد التحسين من مهاراتك.
معوقات القدرة على التفكير
ان معوقات التفكير هو عدم القدرة على تحويل الأفكار إلى سلوكيات عملية أو لفظية. قلّة التفاعل والنقاش الصفي ممّا يؤدّي إلى الخوف من النقد والتقييم. عدم القدرة على التركيز وتشتّت الانتباه. التركيز على حشو العقول بالمعلومات والمعارف دون اللجوء إلى أساليب واستراتيجيات تساعد على التفكير.
وتشتهر معوقات التفكير بكونها من بين الأسباب الرئيسية لعدم تحسن مهارات التفكير وعدم إمكانية التعلم ومواجهة المشكلات وإيجاد الحلول، مما يحد من فرص النجاح في الحياة العملية والشخصية، وبوسعك الإطلاع على أهم هذه المعوقات على النحو الآتي:
عدم تحديد الاهداف: يعد عدم تحديد الأهداف بطريقة واضحة والتخطيط لها بشكل متمكن من أكبر معوقات التفكير، لذلك عليك تحديد ما تريد الوصول إليه؛ لأن وضوح الهدف يطور عقلك وينتج الأفكار بنسق إبداعي أكبر.
الخوف من الفشل: يؤدي الخوف من الخسارة أو ارتكاب الأخطاء إلى إيقاف تفكيرك نحو الأمام والإقبال على القيام بأي شيء وعدم إمكانية حل المشكلات، لذلك لا تخف وتأكد أن الوقوع في الخطأ والخسارة تعلمك وتعطيك العديد من الخبرات الحياتية.
الخوف من الرفض: يتسبب الخوف من السخرية، أوالنقد، أو الرفض في حدوث إعاقة في التفكير وكبح التقدم والرغبة بعدم التجربة والمحاولة، لذلك لا تهتم لآراء الناس وركّز على تطوير أفكارك وتقدمها.
عدم التكيف مع المحيط: يعد الحفاظ على التوازن المعتاد وعدم مواكبة التطورات في المحيط من حولك والثبات به من دوافع إعاقة التفكير؛ لأنه يمنعك من تجربة أمور جديدة أو التفكير بها أو طرحها، لذلك تأقلم مع التطورات الحاصلة وواكبها لزيادة إنتاجية التفكير لديك.
التفكير السلبي: تؤدي السلبية وعدم تحفيز الذات إلى إحباطك وإبعادك عن أي طرق إبداعية في التفكير مما يوقف إنتاجك للأفكار وتحصيل المعلومات، لذلك تفاءل وانظر إلى الجوانب الإيجابية واخلق المحفزات من حولك وابتعد عن الروتين وجرّب أشياء جديدة وتحدى نفسك حتى تزداد ثقتك بذاتك.
التفكير العقلاني الزائد: يحد التفكير العقلاني من إبداعية التفكير لاتخاذ القرارات بسرعة بطريقة مناسبة اتجاه الأمور المحيطة بنا، وهذا يمنع التعمق في التفكير وبالتالي عدم الوصول لطرق إبداعية أكبر لإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات.
المصادر : عدة مواقع إلكترونية
د. رسالة الحسن