الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
التّعليم وطرق التجهيل

بواسطة azzaman

التّعليم وطرق التجهيل

مشتاق الجليحاويّ

 

يعرف العلم بانه ادراك الاشياء بحقيقتها، وبذلك فإن العلم متنوع بتنوع الأشياء،

وقد بدأ العلم بسيطاً ببساطة الإنسان وبساطة احتياجاته ومن ثمّ تطور؛ كون الإنسان فضولي بطبعه ولديه القدرة على تدوين وتسجيل الأشياء. فلقد بدأ الإنسان يزرع ويحصد ويربي الدّواجن ويرعى الحيوانات منذ 10 آلاف سنة. فتولدت لديه التّجارب واكتشف قوانين الكون والحياة. فالإنسان رغم ما بلغه من علم إلا أنه ما زال يلهث وراءه بلا نهاية. فبينما نجده توصل لمعرفة الأعداد منذ الحضارات القديمة نجده منذ نصف قرن قد اكتشف الجينات المسببة للسّرطان والكواركات التي هي أصغر بكثير من الذّرة والبروتونات. وقد اتبع التّنبؤ العلمي ليصف أشياءاً أو يتوقع أحداثاً لم تقع بعد. كما يتوقع الفلكيون ظاهرة الخسوف والكسوف.

وبذلك فإن العلم ضروري للإنسان لمعرفة احتياجاته من محيطه وكيفية التّعامل معها من خلال معرفة طبيعتها ومحاولة إيجاد تفسير مناسب لأية ظاهرة في الكون من ثمّ تحليلها ومعرفة أسبابها وبالتالي التنبؤ بما سوف يحدث عند تغير بعض مسارات البنى التّي تسير وفقها الطّبيعة الحياتية المختلفة ومن ثمّ محاولة توجيهها أو تغيير الطّرق الطّبيعية وبالتالي الحصول على نتائج مغايرة لما سبق أو كما يريدها الإنسان بمعنى تسخير العلم نحو خدمة الإنسان بالطّرق الممكنة وضمان عدم حدوث نتائج سلبية تضر به.

استخدام الكتابة

بلاد النّهرين كانت سبّاقة في هذا المجال حيث بدأت بوادر ذلك باستخدام الكتابة التّي كانت أول اكتشاف عالمي لها هو في هذه البلاد حيث اكتشفت قبل حوالي 3200 سنة أي إنها سبقت الحضارة أو الكتابة الهيروغليفيّة وقد استخدمت الكتابة المسماريّة المكتشفة في تدوين الإنجازات وما جاد به الإنسان البابليّ أو السومريّ الذّي كان مبدعاً في جوانب شتّى فقد كتب الشعر ونظمه ومن ثم دونه وبذلك فقد وجدت مكتبات مختصة في هذا المجال حيث كانت تلك الأشعار تتغنى بالانتصارات السومريّة وبتمجيد الملك والآلهة ووصف جزئي لأوضاع البلاد آنذاك. كما أنهم أولوا اهتماماً بالغاً بالعلوم الرّياضيّة فقد وجدت ألواحاً بالخط المسماريّ كشفت عن مدى العلم في ذلك العصر فقد توصلوا إلى وصف الأشكال الهندسيّة كالمثلث والمربع والدّائرة وأوجدوا جداول خاصة لعمليات الجمع والضّرب والقسمة ومعادلات جبريّة أخرى حيث أظهرت الألواح البابليّة مدى اهتمامهم بعلم الرّياضيّات حيث كانوا ملمين بالجذور التّربيعيّة والتّكعيبيّة التّي صاغوها بشكل معادلات هندسيّة، كما واستخدموا النّظام السّتينيّ في حساباتهم، وأيضاً برعوا في دراسة الفلك حيث اعتمدوا على القمر في حساباتهم وقد أنشئوا  مراصداً فلكية ومن ضمنها الأبراج العالية التّي تبدأ كبيرة ومن ثمّ تصغر هذه كلما زاد الإرتفاع وقد أهتم الملك نبوخذ نصّر بذلك والملك نبو نصر.

كذلك كان لهم اهتماماً بالغاً في الجانب الزّراعيّ فطوروا طرق الزّراعة والرّي وإنشاء السّواقي واستخدام طرق خزن متطورة للبذور ومحاولة استخدام مخلفات الحيوانات كأسمدة عضوية.تقدمت كثير من الدّول من خلال العلم وعدم التّفريط به بأية حال من الأحوال، وبعض الدّول لم تترك التعّليم في الحرب العالمية كألمانيا مثلاً وبعض الدّول توجّهت نحو العلم توجّهاً قلّ نظيره فاستفادت من تسخير العلم؛ بغية الرّقي والتّرقّي فتقدم اليابان كان قوامه العلم، والطّفرة النوعيّة في إقتصاد سنغافورة وماليزيا هو العلم أيضاً.

كل الدّول أهتمت بالعلم والمعرفة بشتّى أنواعها؛ خدمة لصالحها العام ومحاولة لتجنب أية نكسة في أي جانب واستفادت من اخطاءها السابقة وجمعت أحجار عثرتها وصنعت منها سلالم للرّقي، إلّا العراق فإنه في أية لحظة ماضيه أفضل من حاضره؛ لأن العلم فيه يواجه حملة شرسة شعواء؛ من أجل إبطاء عجلة تقدم البلد بل وإيقافها ومحاولة تخريب بناه الفكرية والعلمية من خلال استخدام طرق التّجهيل المتنوعة من قبل الأعداء والطّابور الخامس الذّين لم يدخروا جهداً في سبيل ذلك.

طرق تجهيل

كثير من حملات الاستعمار عمدت إلى طرق تجهيل ممنهجة وفق دراسات معدّة مسبقاً لذلك والتّي هدفها إنتاج مجتمع يفتقد الوعي ويرزح تحت سوط الجهل فيضيع في حقب التّيه،

المجتمع الفقير وعياً لا يمكنه معرفة ما يضره وما ينفعه وإن عرف فإنه لا يمكنه دفع ذاك أو جلب هذا؛ لأنه تدريجياً سيفقد الإرادة والإدارة ومن ثمّ يصبح قطيعاً لا يفرق بين النّاقة والجمل فيصير كحمار بوريدان فيقف بين مفترق طرق لا إلى هذا ولا إلى ذلك.كلنا أمل بأن يحصل تكاتف مجتمعيّ يمكنه أن ينتشلنا من حضيض الجهالة إلى نعيم الوعي ويمكننا من معرفة أنفسنا ومعرفة قدرنا وبذلك نتمكن بأن نعبر بالبلد إلى برّ الأمان ونتجنب سيل بحر الفتن المتلاطم والذّي لا تحمد عقباه.

 


مشاهدات 582
أضيف 2022/12/26 - 4:39 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 1:34 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 404 الشهر 11528 الكلي 9362065
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير