هل غاب  الشعراء ؟

عبد المنعم حمندي

 

غابَ الشعراءُ المعشوقون  ،  

 ولم يبقَ في السوق سوى ببغاواتٍ، 

صوت  الخردة في أيدي الباعة،

وخلا الجو لزبابرةِ الحرفِ ، 

فوضى تتناسلٌ في هرجٍ ،

لا النحاتون أجادوا فَنّ الأزميل ،

لا  الرسامون أفاقوا من سكرتهم ،

زمنٌ رجسٌ ..

و الأشواكُ الممتدةُ في ضفةِ النهر،.

زحفت نحو الورد ،

كسرت أغصانَ الزيتون  .!

....

أين  الأشواقُ ..

وأين الخفقُ النابض في وجع الروح؟

ذاك الدفق العاصف في  الحُبِ،

اسودّت أصباحُ المدنِ الثكلى

و الليل همومٌ تصحو حين تنامُ خيول الشمس  ،

فمتى تستيقظُ أشجار البهجةِ في الحزن؟

هل بعد غياب المعشوقين ؟

فصراخي مهرةُ بركانٍ تجري في الأفلاك ..

هذي الصرخةُ أفصح من ألفِ دعيٍّ أفّاك

أو زبّار يلعبُ  بالكلمات 

يتشدّقُ  في ثوب ملاك

.....

لستّ المعشوق الأوحد من يتوضأ بالأنوار

مثل نبيٍّ أحملُ قلبي وكتابي

وعصايَ أهشُّ بها من يتنمّر بين كلابي

أغوي الشعراءَ ، وأهلَ الحكمة والجنّ ،

وبها أرسمُ للعشاق

نجماً وهلالا

وأناورُ  في الفكرة،

أعرضها فلسفةً وسؤالا

أغري  كل صبايا السحر ببلاغة نايٍ أسطوريّ ،

يبهرُ حتى الملكات وراء الحُجبِ

لم أكتب عن أبراجٍ وعرائس من خشبِ

كانت أشعاري بوح  الصوفيين الأبرار ..

صوت الثوار الأحرار

وبكاء نبي

ما كنت بها مستلبًا أو برقًا يلمعُ في السحُبِ

بل كنت الدرويش الساحر في المدن المقهورةْ

يهبُ الزهر العطر ويضيء ُ الغابات المهجورةْ

ضوء النفس وضمير الأرواح المكسورةْ