هل سيقاتل السوداني أم يتفرّج ؟
ثامر مراد
وانا اتابع احد البرامج المهمة ذكر مقدم البرنامج معلومة خطيرة جدا ومفادها ان احد مستشاري الكاظمي سرق او ( خمط ) كما نقول في اللهجة العراقية الدارجة مبلغ ستون مليون دولار من ( سرقة القرن ) وطار بثلاثة ملايين دولار الى القاهرة ومسكوه هناك وبقية الحكاية لدى صاحب البرنامج على حد قوله وراح مقدم البرنامج يناشد رئيس الوزراء الجديد وكل الجهات المعنية لملاحقة هذا السارق واعادة المبالغ المسروقة الى خزينة الدولة العراقية . وانا اكتب هذه الكلمات الحزينة التي راحت تنهش بروحي كالنار في الهشيم ..... طار ذهني الى حالة ابن اخي المريض وشقيقاته وعائلته التي تناضل منذ سنوات للحصول على مبلغ زهيد لايسد رمق العيش وهو مانطلق عليه براتب الرعاية الاجتماعية لولدهم المريض جدا لابل من الممكن ان نقول عليه ( شخص ميت لكنه يتحرك جسديا فقط ) . شرعتُ اقارن بين حالة هذا الشاب المسكين وحالة هذا السارق الذي يدعى مستشار الكاظمي ونوضح الفرق بين الهدفين او لنقل الحلمين ..حلم الحصول على مبلغ زهيد لشراء الدواء واشياء بسيطة جدا وحلم ذلك المجنون الذي يحلم بتهريب تلك الاموال المسروقة من اموال الشعب ( النائم حد النخاع) . عجيبة حكايات هذا الشعب في بلد رائع بكل ماتعنيه هذه الحروف من معنى لكنه صار اي البلد في ايادي لاتعرف الخوف من الله ابداً واقول الخوف من الله لان كل الصفات الاخرى التي تخطر على ذهني في هذه اللحظة لاتفي بالشيء الذي اريد وصفه . ايها السوداني ( رئيس الوزراء العراقي الجديد) لا اعرف هل ستقرأ هذه الحروف وهذه الكلمات النابعة من صدر مواطن عراقي دب اليأس الى روحهِ بكل ما ترمز اليه هذه العبارة من معنى ..يأس لايمكن ان يزول الا بحدوث معجزة من معجزات الخالق الجبار لتغيير جزء بسيط من هذا الرعب وهذا الجنوح في حالات حكايات العراق ..هل ستقاتل من اجل البؤساء العراقيين ..هل ستعمل بكل وطنية من اجل احياء وطننا من جديد ؟ الاف الاسئلة في ذهني لكنها ترفض الخروج الى النور بسبب جدار الياس الذي يحيط بها من كل الجهات . لو كنت مكانك لعملت شيء ربما يغير تاريخ العراق ولكن هل ستقاتل انت بكل اخلاص من اجل العراق ام ستقف متفرجا كما فعل زملاؤك الرؤساء وتعود كما عادوا ودخلوا تاريخ العراق الاسود وستظل اسماؤهم في خانة الفاشلين مادامت هناك حياة على هذا الكوكب.