الغزالي في الذكرى 58 لرحيله.. مبدع أم العيون السود يشكّل ثنائياً متميّزاً مع سليمة مراد
بغداد - فائز جواد
مرت امس الاول السبت الذكرى 58 لرحيل اول سفير للاغنية العراقية المطرب ناظم الغزالي الذي كانت ومازالت اغانيه حاضرة الى يومنا هذا بين عشاق الطرب الاصيل وتهتم بها وسائل الاعلام العربية والمحلية .
(الزمان) ووفاء منها لرموز الابداع تستذكرالغزالي بهذا الملف.وفي البدء لابد من الاشارة الى ان دائرة الفنون الموسيقية اسست فرقة تحمل اسم الغزالي بمبادرة ودعم من الموسيقار حسن الشكرجي ويتراسها الفنان نجاح عبد الغفور وتتكون الفرقة من اهم العناصر الموسيقية والغنائية في الدائرة لتقدم اعماله وروائعه في مناسبات متعددة.فيما يستذكرالباحث الموسيقي والاستاذ بمعهد الدراسات الموسيقية حيدر الحيدر جوانب من حياة الغزالي فيقول ( ناظم الغزالي ولد من عائلة فقيرة اب كادح، وام كفيفة البصر، تكفله عمه وجيرانه اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة ودخل معهد الفنون الجميلة قسم المسرح باشراف الفنان الراحل حقي الشبلي، الذي احتضنه خلال دراسته في المعهد، لما رأى فيه من قدرة وطاقة في مجال التمثيل. غير ان الغزالي لم يستمر في دراسته بمعهد الفنون، وذلك لضيق ذات اليد فطرق باب الوظيفة وعين مراقبا في مشروع الطحين بأمانة العاصمة في اوائل الاربعينيات وبعدها عاد لاستكمال دراسته) ويضيف (كان الغزالي مستمعا جيدا إلى جميع فنون الغناء العربي، ولاسيما في فترة الاربعينات والخمسينات، اذ كانت هذه السنوات زاخرة بالاصوات والاغاني العربية الجميلة لكبار المطربين والمطربات امثال أم كلثوم و محمد عبدالوهاب و فريد الاطرش و اسمهان وليلى مراد و نجاة علي.. وغيرهم) .
فرقة الزبانية
موضحا انه (حين عاد ناظم الغزالي إلى معهد الفنون الجميلة لاكمال دراسته اخذ بيده ثانية عميد المسرح العراقي حقي الشبلي، الذي ضمه إلى فرقة الزبانية للتمثيل واشركه في المسرحيات الدرامية والكوميدية، ومنها مسرحية مجنون ليلى لأمير الشعراء احمد شوقي. وقد لحن له الشبلي اول اغنية، وهي عبارة عن مقطوعة يؤديها في المسرحية بعنوان هلا هلا، وهي من مقام الهزار. لم يستمر الغزالي في مسيرته المسرحية مع فرقة الزبانية طويلا، اذ سرعان ما غير شراع سفينته لترسو في ميناء الغناء وبعد اغنيته الأولى هلا هلا التي دخل بها إلى الاذاعة، اردفها باغنية ثانية لحنها له الفنان وديع خونده، كان لها الصدى الجميل كسابقتها، ويقول مطلعها: وين الكه الراح مني وأنا المضيع ذهب… راحت السله من إيدي وراح وياها العنب… ومن خلال هاتين الاغنيتين الجميلتين سلطت اضواء الشهرة على المطرب ناظم وبين عامي 1947 -1948 دخل ضمن اعضاء فرقة الموشحات التي يديرها ويشرف عليها الموسيقار الشيخ علي الدرويش. وفي صيف عام 1948 كانت أول سفرة للغزالي خارج العراق مع الوفد الفني للترفيه عن الجيش العراقي الموجود في أرض فلسطين للدفاع عنها ضد العدو الصهيوني المحتل وكان لهذا المطرب التألق في فلسطين صدى وفي دول عربية اخرى مثل سوريا ولبنان وسعت من شهرته ومكانته على الساحة العربية. وعند عودته إلى بغداد ثابر الغزالي في تعميق ثقافته الموسيقية بالدراسة تارة والاستماع تارة أخرى وهكذا فتح صفحة جديدة مشرقة في حياته الغنائية فتتلمذ على يد استاذه محمد القبنجي فيما يخص المقام العراقي واصول غنائه وتتلمذ على يد الموسيقار روحي الخماش في دراسة العود، وعلى يد جميل سليم دراسة الصولفيج وتعلم النوطة الموسيقية وتدوين ما امكن تدوينه من الاغاني التراثي).
الزوجة الصديقة
تزوج الغزالي من المطربة سليمة مراد التي كانت تكبره بسنوات و كانت تشكل بالنسبة له الصديقة والمعلمة والزوجة, وقصة زواج مراد من الغزالي كان قد مهد لها بتاريخ 8 كانون الثاني سنة 1952 في إحدى البيوت البغدادية ، عندما شاركا سوية في أحياء حفلة غنائية فخفق قلبيهما . وبعد سنة من ذلك إلقاء تم زواجهما سنة 1953 وقد علقت مراد على قصة زواجهما (طوال مدة الزواج كنا نتعاون معا بوصفنا فنانين على حفظ بعض المقامات والبستات ، وغالبا ما كنا نبقى حتى ساعة متأخرة من الليل نؤدي هذه الأغاني معا ونحفظها سوية).
ويقال ان الغزالي اجهد نفسه في عامه الاخير،فقد سافر الى بيروت واقام فيها 35 حفلاً غنائياً وسجل العديد من الاغاني للتلفزيون اللبناني، ثم سافر الى الكويت وسجل قرابة عشرين حفلة بين التلفزيون والحفلات الرسمية، وفي العام نفسه بذل جهداً كبيراً ليتمكن بسرعة ان ينتهي من تصوير دوره في فلم (مرحباً ايها الحب) مع المطربة نجاح سلام وعبد السلام النابلسي وحسن المليجي وجاكلين مونرو،من اخراج : محمد سلمان وغنى اغنية (يا ام العيون السود) بالصاية والجراوية البغدادية الجميلة،ثم قطع جولاته في البلاد العربية وعاد الى العراق ولم يمض على عودته يومان حتى وافته المنية.. وقد شارك تلفزيون بغداد يومها في مراسيم تشييعه ودفنه .وهكذا طوى سفير الاغنية العراقية وعراب المقامات حياته وهو في قمة عطائه الفني الثر لتبقى اعماله الغنائية الى يومنا هذا وراح العديد من المطربين النجوم العرب بتقليد اغنياته في مهرجانات وفعاليات عربية وعالمية وتبقى اغنيته فوك النخل اللحن الاشهر والاجمل عندما تغنى بها المطربين العراقيين والعرب وجذبت الالحان بعض الاصوات الاجنبية وهم يؤدوها بلغتهم الاجنبية وبذات اللحن والكلمات وان كانت باللغة الاجنبية.