التأثيرات النفسية والإجتماعية لوسائل الإعلام
مجاشع محمد علي
بات لوسائل الإعلام دورًا كبيرًا و تأثيرًا واضحًا في بناء أو تهديم الأسرة، أي أن وسائل الإعلام سلاح ذو حدين، فقد تؤثر بالإيجاب على الأفراد من خلال تعليمهم السلوكات السليمة المرغوب بها، وقد تؤثر عليهم سلبًا حين تساهم في جعلهم منحرفين وهذا التأثير لايمكن أن يحصل لولا وجود عوامل وسيطة. ويرى عدد من الباحثين والمهتمين بعلم النفس وعلم الاجتماع ان التأثير السلبي لوسائل الإعلام لاسيما التلفزيون والسينما يثير جدلًا كبيرًا بين المهتمين بهذا الموضوع وعلى وجه الخصوص علماء النفس والاجتماع... ويكاد يكون من المسلم به أن التأثير السلبي لوسائل الإعلام يكمن في الأشخاص الذين لديهم الاستعداد للتأثير بالجوانب السلبية التي تبثه وسائل الإعلام، بحكم تكوينهم الشخصي وتنشأتهم وظروفهم الاتصالية والحالة النفسية والاجتماعية التي يوجدون فيها أثناء تلقيهم للرسالة الإعلامية، حتى أصبحت تلك الوسائل جزء من حياة الأفراد خاصة مواقع التواصل الإجتماعي التي أصبحت من أهم مصادر معرفة الأخبار والمعلومات المختلفة والذي ادى إلى الإقبال عليها بشكل متزايد رغم الانتقادات الشديدة التي تتعرض لها بسبب تأثيراتها المباشرة والسلبية على المجتمع الأسري وتفككه.
وهنا لابد من القول أن عالمنا المعاصر شهد تطوراً مذهلاً في وسائل الإتصال التقليدية والحديثة كافة بحيث أصبح يطلق عليه عصر تكنولوجيا الاتصال نتيجة لما لحق بتلك الوسائل من تطورات مذهلة خلال العقدين الاخيرين وعلى الرغم من ذلك إلا أن الواقع المعاصر أثبت أن إدخال تلك التكنولوجيا ضمن منظومة الاتصالات وما وصلت اليه من تطورات جبارة كانت له آثاره الإيجابية والسلبية في مجالات متنوعة على المستوى الصحي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي.
وفي العراق تشير الدراسات الحديثة أن وسائل الإعلام التقليدية والحديثة باتت تسيطر على أوقات وأفكار اغلب الجمهور بشكل عام خاصة مع التقدم المذهل الذي حدث في عملية الإتصال وتطور تلك الوسائل وصولاً إلى ما هي عليه الآن فأصبح الجمهور بكل فئاته تسيطر عليه وسائل الإعلام بكافة أشكالها.
واليوم فإن تقدم وسائل الإعلام الحديثة اوصلتنا إلى التطبيقات والخدمات التفاعلية كافة التي يوفرها هذا التقدم التكنلوجي من مواقع للدردشة الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ومنتديات حوارية وغيرها، لذا بدأت الأبحاث تتوجه إلى التأثيرات النفسية والاجتماعية التي تحدثها هذه المواقع والتطبيقات على مختلـف الشرائح العمرية، وتأثيراتها على الفئات المثقفة والمتعلمة وغير المتعلمة.
إن تأثير التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يحقق نتائج أفضل لعلاج مختلف قضايا الصحة النفسية ومنها القلق والاكتئاب والانتحار والاضــــــــطرابات الأخرى، لكن في مقابل هذا جاءت دراسات تؤكد على أنه يمكن لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ومتابعي القنوات الفضائية المختـــــــلفة أن يكونوا ضحية للشجارات والتفكير في الانتحار وبـــعض الحالات السلبية.
وبهذا يكون في استخدام وسائل الإعلام عامة موضوعا تصطدم فيه أطروحتان أطروحة التأثير السلبي وأطروحة التأثير الإيجابي لوسائل الإعلام لكن بكل الاحوال يجب ان لا نحمل الإعلام التأثيرات كافة لان الكثير من المشاكل التي يتهم فيها الإعلام هي تتعلق بعوامل اخرى مرتبطة بمؤسسات تربوية ودينية واجتماعية وغيرها.