السكينة النفسية
حسين الصدر
-1-
قال الامام الحسين ( عليه السلام ) وهو يخاطب ربَّ العزة :
( ماذا فَقَدَ مَنْ وَجدَكَ )
لم تستطع الحضارة المادية المعاصرة – مع كُلّ ما حققتْه من انجازات باهرة في ميدان الاختراعات والمكتشفات وتصنيع وسائل الراحة للانسانية أنْ تضمن لأبنائها عنصر السكينة والاطمئنان النفسي وهو أهم العناصر التي ينشدها الانسان لكي يصل الى مرافئ الاستقرار .
-2-
ومع كل التحديات الحياتية الصعبة التي يواجهها الانسان وفي طليعتها قلة ذات اليد .
فانّ الانسان المؤمن يملك ثروةً كبيرة تجعله يعيش في بحبوحة من الطمأمنينة والاستقرار النفسي لما يزرعهُ الايمان في نفسه من عناصر الثقة بالله، والتعويل على لطفه وكرمه ورعايته ورحمته بعباده، ولن تنطفئ شعلة الأمل في نفوسهم أبداً ،ولسان حالهم يقول :
كما أَحْسَنَ اللهُ فيما مضى
كذلكَ يُحسن فيما بَقِي
ومن هنا :
فلن تجد مؤمنا واحد يفكرّ في أنْ يُنهي حياته بالانتحار أو العزلة الكاملة عمن يحيط به مِنَ الناس، لايمانه بالدور الرائد المرسوم للانسان المؤمن في إعمار الحياة، والاسهام الفاعل في تحريك عجلات التقدم والازدهار والنفع العام للناس ، مِنْ موقع الايمان بأنَّ خيرَ الناس مَنْ نَفَع الناس.
وجميل في هذا السياق استذكار قول الشاعر :
انّ رَبَّاً كفاكَ بالأمس ما كانَ
سيكفيكَ في غَدٍ ما يكونُ
وهكذا يطرد الايمان نزعة التشاؤم والخوف من المستقبل المُظْلم ، ويفتح بوابات الأمل على مصاريعها دون وَجَلَ أو اضطراب .
وهكذا يتجلى بأنّ الايمان هو سرَّ السعادة والاطمئنان .
اللهّم إنا نسألك أن تديم علينا نعماءك وآلاءك وان توفقنا لطاعتك ومراضيك
انك أنت السميع المجيب .
Husseinalsadr2011@yahoo.com