الطاقه النفسية قد لا ندرك أحياناً كثيرة من يستنزفها ؟
حقي الراوي
الوقت هو اثمن سلعة في الحياة . وقد يتمثل ذلك الوقت تمثيلاً حقيقياً في ادراكنا لساعات اليوم بدءاً من الصباح وحتى اطلالة النور لليوم الثاني على التوالي.
او قد يكون تصوراً لحقيقة تتمحور في (( الآن )) .
او هو بمثابة ملك وحيد يتميز بتقديم الفرص المتساوية في التوزيع العادل على الافراد كافه في المجتمع الواحد ولكن الوقت كذلك لا يمكننا شراءه او بيعه او تعديله او خزنه او ايقافه او تاجيله ولكن يمكننا استثماره عن طريق تكوين حاله مسبقة لانموذج التوازن بين العمل والفراغ وبين النشاط الفاعل والخمول وكذلك الحال بين المهام الاولوية وغير الاولوية . وفي ضوء ماتقدم من مدخلات تمهيديه لمدركات واقعية ذات علاقه بالطاقة النفسيه للفرد فان التصور الاستثماري المسبق للوقت ينبغي ان يتمثل بوضع الاهداف موضع ينظم تطبيقها لنقلل من العبء الواقع على الذاكرة الانسانية لا سيما عند تدوينها على ورقة مخصصة لاجراءات التنفيذ فضلا عن تنظيم العمل طبقا لاحتياجاته. وفي كل ما تقدم من تصورات منطقية علميه ينبغي ان نسأل انفسنا السؤال المنطقي الاتي .ما المتغيرات الحياتية التي يمكن ان تكون سبباً في تبدد الطاقات النفسية لاسيما بعد استدراكنا للتصورات المنطقية المسبقة ؟
وللاجابة على هذا السؤال يرى صاحب المقال ان مستنزفات الطاقة النفسية للفرد كثيرة من حولنا لايسع المجال في ان نحصيها كافه ولكننا ينبغي ان ناخذ بنظر الاعتبار اقربها بل اكثرها تاثيرا ودلالة وارتباطا مستمرا ضمن المجال النفسي للفرد وفي حدود مؤشرات فاعله . فقد تتمثل احياناً كثيرة في ضعف الاهتمام او عدم القدرة على الانجاز للاعمال والواجبات الاولوية المرتبطة بشخصية الفرد ومتطلباته الحياتية وتاجيلها بمبرر توافر الوقت وكذلك الحال الاشياء والمستلزمات المبعثرة غير المنظمة من حولنا سواءً كانت في البيت او العمل لاسيما المستلزمات والمواد الزائدة عن الحاجة والتي مضى على عدم الاكتراث بها وتركها ايام وشهور وسنين متعدده واحتلت مكاناً نحن في امس الحاجة اليه (السكراب). ومسبب هو الاخر يشكل في طياته استنزافاً لطاقة نفسية جمالية تعكر من مزاجنا في قبول الواقع الحياتي البيتي او المؤسسي الا وهي الاتربة المتراكمة والتي غيرت من مظهر الاشياء وجمالها . وكذلك الحال الرتابة او الروتين المتبع طبقا للحالة الحياتية الضاغطة ، وفي اشارة لسبب هو الاخر التغيير السريع الحاصل في عدم القدرة على اللقاء المتكامل لافراد العائلة في البيت الواحد او المؤسسة على مائدة الطعام او لاغراض الحوار الودي فضلاً عن ان الصيانة المهملة للاجهزة والمستلزمات الضرورية وازدياد المستلزمات والاجهزة البديلة كنتيجة للتسوق المفرط وازدحام تواجدها في مكان واحد رغم بقاء ذلك المكان على سعته من قبل (مستلزمات المطبخ ). وكذلك الحال ابتعادنا عن القيام بالنشاطات اليومية (العمل ،تنظيم البيت وترتيبه ونظافته ، اكلة اليوم ،تنظيم الحديقة المنزلية ،زيارة الاصدقاء وتأدية الواجبات ، تلبية الدعوات المختلفة ، صلة الرحم ) وفي ضوء ما تقدم من اسباب استنزفت من خلالها الطاقة النفسية ينبغي ان ندرك جيداً ان اعادة الطاقة النفسية وتجددها تتكون من خلال كم الاعمال او الاهداف المتحققة التي جئنا من اجلها فضلاً عن اعادة تصحيح تصوراتنا على وفق ما تقدم من اسباب وذلك لاعتقادنا العلمي الجازم ان العمل هو الديمومة المطلقة للمعنى الحقيقي للحياة الانسانية.
{ استاذ دكتور