إنخفض الدولار ولم تنخفض الأسعار
حسين الصدر
-1-
في بلد يضم الملايين من الفقراء والمستضعفين كالعراق – صاحب الثروة الوطنية الهائلة – لا يحق للتُجّار وباعةِ المواد الضرورية استغلالَ الظروفِ المالية الصعبة التي يمر بها المواطنون العراقيون، وانهم يواصلون دون هوادة الزيادة الفاحشة في أسعار المواد الغذائية فضلاً عن سائر المواد الاخرى..!!
والسؤال الآن :
بماذا تُسمون أنفسكم يا مَنْ تنكرتُم لنداء الشريعة الاسلامية حين دعتكم الى ان يكون ( البيع سمحا ) ؟
والى نداء القيم الاخلاقية التي تأبى الجشع ، وترفض الطمع، وتحث على البرّ والاحسان لا على الاجحاف والارهاق، فضربتم بها عرض الجدار ؟
أين غاب الضمير ؟
وكيف غفت المشاعر والأحاسيس الانسانية ؟؟؟
لماذا تدفعون بالضعفاء للتوجه الى أكياس النفايات للبحث عما يفيدهم منها ؟
أليس ذلك عاراً عليكم .
-2-
اننا نكبر ونثمنِ ما يقوم به بعض الأبرار مِنَ الباعة الذين يُقدّمون ما يستطيعون تقديمه من بضائعهم الى الضعفاء دون مقابل، ليثبتوا أنَّ مكارمَ الاخلاق لن تموت .
يفعل بعضهم ذلك متقربا الى الله سبحانه ، ومستبشرا بما يقوم به من عبادة اجتماعية .
وليس ببعيد على الاطلاق أنْ يكونَ حُنوهُم على الفقراء، واغاثتهم للضعفاء، سببا لامتلاكهم مفاتيح الجنان .
-3-
إنّ رُقيَّ الأُمة لن يكون الا حينَ تَشيعُ في أوساطها روحُ المحبة والتآخي والتلاحم والتكافل والتراحم بين أبنائها، والاّ فلن يكون الحصاد الاّ الفواجع والكوارث والفظيع من الجرائم والانتهاكات للخطوط الحمراء .
ان المأمول منكم أنْ تؤوبوا الى رشدكم ، والى التزام الانصاف في تعاملاتكم مع أهلكم واخوانكم ، وفي هذا خير الدنيا والآخرة .
Husseinalsadr2011@yahoo.com