الضغوط النفسية ومدى تأثيرها على الفرد
نُهى العبدلي
في ظل الضغوط وأزماتها ومدى تأثيرها على الفرد في المجتمع وجب علينا ان نخوض في هذا المضمار الذي لايتجزأ من حياتنا اليومية علينا ان نعي تماماً إن الظروف ليست هي من تمنحنا السعادة أو تسلبنا إياها وإنما كيفية إستجابتنا لشدة هذه الظروف هي التي تُقرر وتُحدد مصيرنا .. ياترى ماهو الضغط النفسي وماهي أسباب تفشيه ومامدى إستجابة الفرد لهُ وماهي تأثيراته على السلوك والمخ البشري؟
ان مصطلح الضغط النفسي حسب المفهوم العام والدارج هو : عدم مقدرة الشخص على السيطرة على وضعٍ ما كأن يكون عملا أو دراسة أو موقفا أو حتى شعورا ، نتيجة لظروف معينة لايقوى فيها الفرد على التحمل اي تكون فوق طاقته .
اما حسب تفسير وتعريف بعض العلماء لهُ :
هو عدم حدوث التوازن بين المتطلبات البدنية او النفسية لدى الفرد بحيث تكون القدرة على الإستجابة خاضعة لظروف معينة خاصة عندما يكون الفشل في الإستجابة لتلك المتطلبات يمثل نتائج هامة للفرد ومن ناحية أخرى إن الضغوط النفسية التي تشمل حالة اللاشعور التي يمر بها الفرد حيث تتطلب فيه إستنزاف وإستنفار كافة أشكال الطاقة الطبيعية في جسم الإنسان لتهيئته لمواجهة الظروف الصعبة.
هناك عدة اسباب لتفشي الضغط النفسي ومنها:
1- الإفراط في العمل حيث إدمان الفرد يسبب له الإجهاد مما يؤثر سلباً على النفس والقلق والتفكير بالعواقب والخوف من المشكلات التي قد تواجهنا .
2- نفاد الصبر او الإضطراب هو أحد الأسباب المهمة للتغيير النفسي للفرد الذي ينتج عنه حدة في التعامل وعدم المرونة لإستقبال اي طرح او فكرة وإن كانت صحيحة .
3- عدم الإهتمام بإمور الحياة مما ينتج عنه إكتئاب داخلي بالتالي ينعكس سلباً على قدرة الشخص في التعامل مع ضغوط الحياة اللامستقرة حيث إن لم تكن النفس مستقرة لم ينتج منها أي عمل متكامل من جميع الجوانب هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هناك العكس فأحياناً الأشخاص الذين يعانون من نزعة حياتية تفتقر لبعض مقومات إرتكاز النفس ، أولئك تُفرز لديهم رغبة بالإنتاج بمقدار أكبر من الشحة التي يعانون منها داخلياً لإثبات حقيقة للذات أن شدة الظرف ممكن ان تصنع وتنجح في العمل وإتخاذ القرار الصائب وإن كانت لم تتمتع بحياة سوية من جميع الجوانب غراراً على مقولة فاقد الشيء لايعطيه فأحياناً يعطيه بجدارة كونه أكثر الأشخاص معرفة بمرارة فقده ..
عوامل استجابة
أما مدى إستجابة الفرد لأي ضغط فهي تعتمد على العوامل التالية :
1- القدرة على التعامل مع المواقف فكلما كان الشخص يملك القدرة على تهدئة نفسه عند شعوره بالقلق والإضطراب والحزن والغضب عندها يكون أقل عرضة للضغط النفسي .
2- الدعم المعنوي احد العوامل الكفيلة بالتصدي للضغوطات الحياتية بكافة أنواعها حيث لها التأثير الأقوى لمواجهة الصعاب وتذليلها من خلال زيادة الثقة بالنفس وتقليل شدة الضغط من حيث الشعور بالمقدرة على التحمل وإجتياز المهام بنجاح وثبات وإصرار، وعلى العكس فكلما يشعر الفرد بالوحدة تزداد إحتمالية تعرضه للضغط بسبب الضعف الذي يجتاحه دون أن يهون عليه أحد ويشد على قوة ذاته وإنه يستطيع المضي قدماً .
3- تنظيم الوقت حيث يعد أحد العوامل المهمة لتجنب أي ضغط كان فإدارة الوقت الجيدة والمدروسة كفيلة بإجتياز الكثير من المَهمات وأن تعددت في الوقت ذاته ومنح الجسد قسط من الراحة هو من المحفزات للنهوض بالعمل بمسؤولية وشغف دون التذمر من شدته .
4- اما العامل الذي يشكل نسبة ليست بالقليلة للإبتعاد عن الضغوط هو موقف الشخص وتوقعاته بشأن العمل او الدراسة او أي موقف فَـ زاوية الرؤيا تختلف من شخص لآخر من حيث نظرة الشخص للحياة وتحدياتها وخبرته وخوضه في المجال المُناط إليه تنعكس إيجاباً على إجتياز جميع الأمور بجدارة كونه يمتاز بالمعرفة والإدراك لطبيعة الظروف مما يجعل من السهل التعامل معها .
وبالتالي فإن الضغوطات بكافة انواعها وحدتها لها تأثير على الذاكرة حيث تؤدي الى إرسال إشارات خاطئة للمخ بسبب تشتت التركيز نتيجة الجهد والإجهاد للدماغ والتوتر، كما تودي هذه الضغوطات الى حدوث إضطرابات في النوم كلما زاد الشعور بالخوف والقلق والتوتر من شدة مسببات تلك الضغوط وهنا يجدر الإشارة الى قوله تعالى في محكم كتابه في سورة البلد آية(4)بسم الله الرحمن الرحيم
(وقد خلقنا الإنسان في كبد)
صدق الله العظيم
أي خُلق الإنسان لتحمل الكد والتعب في جميع شؤون حياته فلا يوجد هناء دون منغصات ولايوجد نجاح في أي مجال من مجالات الحياة يأتي ويُقدم على طبق من ذهب دون الشعور بمرارة العناء للوصول الى المُبتغى بنجاح .