الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
النتيجة لنفس الأسباب

بواسطة azzaman

النتيجة لنفس الأسباب

جاسم مراد

 

إذا كان شعب كردستان العراق ، انتفض نتيجة استحقاقات الرواتب والإهمال والجوع وتردي الخدمات العامة ، فأن الأسباب تكمن في صعود طبقات موالية للسلطة ، ونزول عامة الجماهير الشعبية الى حالة من التردي ، هو ذاته الذي جرى ويجري في عموم محافظات العراق ، ويخطأ من يضن أو يتصور بأن الذي حدث في كردستان سببه تأخر الرواتب من المركز حسب ،وإنما في واقع الحال هو نتيجة سياسات خاطئة يقودها  اشخاص تلذذت للسلطة ونسيت حقوق الناس .

 المتابعون يدركون إن ماتحقق من منجزات خدمية وبنيوية واقتصادية تحسب لإقليم كردستان على اختلاف منابرها السياسية ، ومثل هذا المنجز لم يتحقق في عموم مناطق ومحافظات العراق خاصة الوسط والجنوب ولم يتعرف الناس على الأسباب ولم تتم محاسبة المفسدين، وكثير من الزائرين العراقيين من المحافظات الجنوبية والوسطى والغربية لشمال العراق يشعرون بالزهو لتلك المحافظات في كردستان العراق والخيبة والحسرة على محافظالتهم ومناطقهم رغم الذي يقود رئاسة الدولة والبرلمان هم من قادة تلك المناطق ، هذا الوضع لايمنعنا من الإشارة الى إن ماجرى في كردستان العراق من تظاهرات ومصادمات ودماء واتهامات جزافية وسجناء وتقييد للحريات هو ذاته الذي جرى في بغداد والوسط والجنوب والمناطق الغربية ، مما يؤكد بان النتيجة لنفس الأسباب .

سلطات تتحدث باسم الديمقراطيات ، وعندما يثور الشعب بسبب الفساد والجوع وسيطرة الاقطاعيات السياسية على الموارد والأجهزة والسلطات ، وعندما يصبح للمافيات السياسية والمالية والاقتصادية حكم الأغلبية في البلاد ، يتهم الثائرون من إنهم ادواة تخريب ومندسين وعملاء لدول خارجية ، هو بالضبط ماكان يجري قبل الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ..

الإنتفاضة أو حركة الاحتجاج والرفض في الإقليم هي ذاتها في بغداد والناصرية والنجف وبقية المحافظات، ، احتجاجات وثورات ضد أنظمة فاسدة وسياسات غلبت المرتشين والانتهازيين والاصحاب على مصالح الجماهير والشعب ، وتحولت البلاد إذكان ذلك في كردستان العراق أو في محافظات الناصرية ونينوى والحلة  الى الجماعات المستفيدة من اقطاعيات السلطة .

ليس مقبولا قطعيا اتهام الشباب والحماهير الثائرة من إنها تتحرك على وفق اجندات محلية وخارجية ، لماذا لم يقال إن من يحركها هو الظلم السياسي للاحزاب والكيانات والجوع والحاجة للحياة السلمية  ، لماذا لم يقال أين ذهبت موارد النفط ومنافذ الحدود والمطارات ومجالات النفع العام الاخرى ، كانت الناس في كردستان أو العراق عموما تنتظر بعد الغزو وإقامة حكم الأحزاب والكيانات السياسية أن تنعم بخيرات البلاد ، ولكن النتيجة عبرت عن ذات الأسباب .

لايسعنا كمواطنين عراقيين إلا التظامن مع شعب كردستان الثائر مثلما عبرنا عن تظامننا مع شعب بغداد والناصرية والنجف وتكريت والموصل والحلة والديوانية وباقي محافظات ومدن العراق ، فالانتفاضة واحدة بتعبيراتها وأهدافها ومشروعها الوطني .

وإذاهدأت  بقوة الرصاص أو بمنع التجوال ، فهي عنوان لحركة شعبية مطالبة بالحقوق والخبز والحياة في بلد يمتلك الكثير مما تمتلكه البلدان الأخرى، وهي قابلة للتجدد ، فلتتذكر تلك الأحزاب عندما كانت تخوض نضالا من اجل الحرية ويطلق عليها الرصاص أو تضرب بالهراوات وتزج بالسجون كانت توصف ذلك النظام بالارهابي والدكتاتوري والجائر ، فماذا تقول إذن جماهير السليمانية ودهوك واربيل وبغداد والناصرية عن هذا النظام  .

 إن الحديث والتصريحات عن أسباب ذلك الذي حدث في مناطق كردستان هو تأخير الرواتب من بغداد ، فيه الكثير من التجني والمغالطات، فإين تذهب موارد النفط والمنافع الحدودية والمجالات الأخرى ، وإذا كان الامر كذلك لماذا لم تصبح موارد النفط في كردستان مثلها مثل البصرة وتتحمل الدولة الاتحادية مسؤولية نفقات الرواتب ، ثم اليس من حق شعب كردستان المجيد أن يعرف حقوقه اين تذهب ، مثلما يجب أن يعرف شعب العراق كله اين حقوقه. إن الواقع الراهن يثبت بأن ما يحدث لشعب كردستان هو ذاته ما حدث ويحدث لعموم الشعب العراقي ، إن لغة الاتهام لشعب ثائر من أجل الحقوق والحرية والتقدم والرخاء الاجتماعي والدولة الوطنية لم توقفه، بل إن ذلك يوسع من دائرة الافتراق الى حد التناقض .

ومن يتصور إن ديمقراطية الاقطاعيات السياسية في بغداد وكردستان العراق يمكنها أن تفرض شروطها على الشعب فهم واهمون ..

 

 


مشاهدات 649
أضيف 2020/12/16 - 4:50 PM
آخر تحديث 2024/07/18 - 10:33 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 370 الشهر 7938 الكلي 9370010
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير