هل يعزي نصرالله بوفاة نصر الله؟
شامل حمد الله بردان
توفي الاحد الماضي الكاردينال نصرالله بطرس صفير، ابرز زعامة روحية معارضة لسوريا ومغطي اتفاق الطائف بثياب مارونية.
مئة سنة الا سنة، كانت عمر الرجل الفيلسوف العنيد، منها خمس و عشرون على رأس بكركي اسما مقلدا لموارنة انطاكيا و باقي المشرق، شاغلا لحافظ الاسد ومالئا لبنان بالمواقف، فصاحب النيافة صالح الدروز، الذين” خذلوه” لما زار وليد جنبلاط دمشق بعدها بأعوام، في تحرك سياسي اسرع وبتأثير اقل من تحركات صفير الابطأ و الاكثر تأثيرا لضمان هوية للبنان لا يدرك سرها الا صفير نفسه، الذي كان يدرك و يديم و يترجم معنى ان تكون مارونيا في “العشرة الاف واربعمائة و اثنين و خمسين، هيدي حدود اللبنانيي من فجر التكوين” كما كان يردد الكتائبيون الذين له ولبعضهم تصادمات وصلت سابقا حد اقتحام مقره وان بصبغة القوات اللبنانية و الجيش تصاعدت دراميا حد محاولة اذلاله بتقبيل صورة ميشال عون!
صفير كان يحرك عينه يسار لبنان الابعد الى ايران وجنــــــــوبه لينتقد حزب الله، ربما لانه وان قـــــــبل بالتعدد الدينــــــــي في الســـــياسة، فقد صعب عليه ان ينزل بالرضى لتفرعات مذهبية عسكرية، تراهن بالاستقرار متى اصبح الوجود اللبناني على حافة الخطر.
للتدين السياسي مظهر و مضمون يثير شك السياسيين من غير المجاهرين بالتدين، ويولد جو منافسة من شبيهين له ولكن من عنوان ديني اخر، ولبنان شهد ثقافة صراع اشبعت تطاحنا دخلت فيه كل الاذرع الداخلية و الاقليمية وتشابكت مثل تشابك البرادة اذا اقترب منها مغناطيس.
الكاردينال الذي استــــــــقال قبل سنوات، يحمل في نفــــــــسه مرارة الصـــــــــوفي الذي اختار ان يتكلم بما يرى هو وليفــــــــهم الناس لاحقا، فالعمل في الخدمة الكــــــنسية توفر للقائم بها درب قناعة لحمل الالم، وقد كان، فلقد اوشك صفير ان يصلب على يد اكثر من مستفيد، فلـــــــــبنان الصغير حجما العــــــــميق تاريخا المزعج صـــــــراعا، العصبي مزاجا، المختار ساحة استعــــــرض فيــــــــها العرب قسوتهم و الاقوياء حروبهم بالنــــــــيابة، عذب كــــثرا ومنـــهم صفـــــــير، الذي عزى بوفـــــــاته قــــــــسماً من اعدائه بالامــــــس ذوي المصالح، والوقـــــــت الحالي يتطلب ان يــــــــجتمع خصومه لايصــــال صـــورة ان تاريخ الرجل اختصر في دفاعه عن مقدساته مثله مثل اخرين يقولون بأنهم يدافعون عن مقدسات.
سيكون ذكيا من امين عام حزب الله حسن نصرالله ان يعزي بقوة برحيل نصرالله صفير، قوة تعادل انتقاده لسلاح الحزب سابقا، وتعادل قوة الموارنة وقوة شيعة الحزب، فليس كل يوم سيشهد وفاة من هو بمثل مكانة صفير.