الاسترخاء الامني والوضع الكرستالي
سعد جهاد عجاج
منذ عدة سنوات كنت في ندوة اقيمت في كليتنا حول الامن المصطنع واهمية التعامل مع المتغيرات وكان المتحدث العميد في وزارة الداخلية آنذاك يوجه بضرورة الحذر من وضع الامن الوهمي او ما اسماه بالمصطنع كونه ياتي بعد فترة من التوتر الامني فيوهم القوات الامنية والمواطن ويستدرجهم للميل للاسترخاء لوجود بحبوحة من الامن. بالعودة لما شاهدناه اليوم في جامعة الاسراء فهو تطبيق فعلي للاسترخاء الامني والدليل ان المجرم قد دخل الى الحرم الجامعي بكل اريحية لانه يعلم ان بوابة الجامعة ليس فيها من يوقفه او يفتشه او يعتقله او يتصدى له لان الدخول سيح كما يقال بسبب بحبوحة الامن والاستقرار الذي شهدناه في الفترة الماضية مع العلم اننا لم نشهد هكذا فعل اجرامي في الوسط الجامعي في اسوء الظروف الامنية. لابد من تحمل القيادات الجامعية مسؤولية امن الطلبة وامن المؤسسات والتي هي ضمن امن البلد. عدا هذا فان الامن الجامعي في اغلب الجامعات الاهلية لا ينسجم مع حجم واعداد الطلبة ولا يتناسب وحجم التحديات والاستعداد لهكذا مفاجأت مثل ما رأينا اليوم مع علمنا ان الكثافة العددية في الجامعات والكليات تفوق الكثافة البشرية في الاسواق ولهذا لا بد من تدابير احترازية لحماية هذا الكم الهائل من الطلبة في الحرم الجامعي. من جانب اخر فان التهديد يبقى قائما ما دام هناك سوق للمخدرات والمؤثرات والكرستال ولا نستبعد ان يكون المجرم متعاطيا او مكبسلا اومنتشيا او كرستاليا او ارهابيا تقف خلفه خلية تريد العبث بأمن المواطن من خلال زعزعة وارباك الجو الجامعي.