الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
النوم‭ ‬تحت‭ ‬ظلال‭ ‬الوهم

بواسطة azzaman

النوم‭ ‬تحت‭ ‬ظلال‭ ‬الوهم

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام

تلقيت‭ ‬رسائل‭ ‬عتب‭ ‬واستفسار‭ ‬من‭ ‬أصدقاء‭ ‬من‭ ‬متابعي‭ ‬ما‭ ‬أكتب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمود‭ ‬،‭ ‬بشأن‭ ‬كلامي‭ ‬أمس‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬علامات‭ ‬لتغيير‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬الطرف‭ ‬الأمريكي‭ ‬بوصفه‭ ‬هو‭ ‬مؤسسُه‭ ‬الأول‭ ‬منذ‭ ‬العام2003،‭ ‬ولمست‭ ‬من‭ ‬رسائلهم‭ ‬لوماً‭ ‬يشبه‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬اننّي‭ ‬كنت‭ ‬قد‭ ‬قلت‭ ‬انّ‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬غير‭ ‬فاشلة‭ ‬أو‭ ‬انّ‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬برمته‭ ‬غير‭ ‬فاسد‭. ‬لكن‭ ‬يبدو‭ ‬انّ‭ ‬سقف‭ ‬الأماني‭ ‬بهبوب‭ ‬رياح‭ ‬التغيير‭ ‬وبناء‭ ‬دولة‭ ‬المواطنة‭ ‬بشكل‭ ‬حقيقي‭ ‬ارتفع‭ ‬لدى‭ ‬العراقيين‭ ‬بشكل‭ ‬مفاجئ‭ ‬بعد‭ ‬النهاية‭ ‬المأساوية‭ ‬التي‭ ‬صار‭ ‬عليها‭ ‬محور‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬والتغيير‭ ‬الجوهري‭ ‬في‭ ‬سوريا‭.‬

في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال،‭ ‬هناك‭ ‬سؤال‭ ‬عالق‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إجابات،‭ ‬بل‭ ‬انّه‭ ‬يبدو‭ ‬خارج‭ ‬اهتمامات‭ ‬الطبقات‭ ‬السياسية‭ ‬المتكلسة،‭ ‬يخص‭ ‬مستقبل‭ ‬الهوية‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬استناداً‭ ‬الى‭ ‬هذا‭ ‬الموروث‭ ‬الثقيل‭ ‬في‭ ‬خلال‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬التخبط‭ ‬والفساد‭ ‬والحفر‭ ‬عميقاً‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الجزيئات‭ ‬التقسيمية‭ ‬ليس‭ ‬للتراب‭ ‬الوطني‭ ‬وانما‭ ‬لمفاهيم‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬النمو‭ ‬فوق‭ ‬وحدة‭ ‬هذا‭ ‬التراب‭. ‬

استغرق‭ ‬أقطاب‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬المضي‭ ‬داخل‭ ‬دهاليز‭ ‬منغلقة‭ ‬من‭ ‬التطمينات‭ ‬الوهمية‭ ‬في‭ ‬انّ‭ ‬الأحوال‭ ‬العراقية‭ ‬الصحيحة‭ ‬بلغت‭ ‬نصابها‭ ‬الفعلي‭ ‬الملبي‭ ‬للطموحات،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬انّ‭ ‬كلّ‭ ‬شيء‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬توافقات‭ ‬داخلية‭ ‬مصالحية‭ ‬ينخرها‭ ‬الفساد‭ ‬والضغائن،‭ ‬ولا‭ ‬يربطها‭ ‬ذلك‭ ‬الدستور‭ ‬المركون‭ ‬أو‭ ‬عقد‭ ‬اجتماعي‭ ‬ناظم‭.‬

لقد‭ ‬راهنوا‭ ‬على‭ ‬الزمن‭ ‬طويلاً‭ ‬واسترخوا‭ ‬في‭ ‬فيء‭ ‬المناصب‭ ‬والمغانم‭ ‬والمكاسب،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬انّ‭ ‬هناك‭ ‬جانباً‭ ‬مأساوياً‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬منه‭ ‬ملف‭ ‬المعتقلين‭ ‬والمغيبين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬محاكمات‭ ‬أو‭ ‬ضحايا‭ ‬المخبر‭ ‬السريّ‭ ‬الذي‭ ‬تحكم‭ ‬بمصائر‭ ‬عشرات‭ ‬الألوف‭ ‬من‭ ‬العراقيين‭ ‬طوال‭ ‬عشرين‭ ‬سنة‭. ‬لعلّ‭ ‬من‭ ‬الوجه‭ ‬المظلم‭ ‬والأسود‭ ‬تلك‭ ‬الوعود‭ ‬الانتخابية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يطلقها‭ ‬الزعماء‭ ‬السياسيون‭ ‬بطريقة‭  ‬دعائية‭ ‬فجة‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬تطبيق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشاريع‭ ‬أو‭ ‬التشريعات،‭ ‬وسرقت‭ ‬من‭ ‬سياق‭ ‬الزمن‭ ‬اعمار‭ ‬جيل‭ ‬او‭ ‬جيلين‭.‬

العملية‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬التعريفاتهي‭ ‬حالة‭ ‬ظرفية‭ ‬توافقية‭ ‬عابرة،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تؤسس‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬قارّ‭ ‬وثابت‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬السياسي‭ ‬للبلد‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬بالتبدد‭ ‬المأساوي،‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬على‭ ‬أنقاض‭ ‬مرحلة‭ ‬سابقة‭ ‬منهارة‭.‬

 

fatihabdulsalam@hotmail.com

 


مشاهدات 88
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام
أضيف 2024/12/25 - 10:38 PM
آخر تحديث 2025/01/03 - 2:50 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 98 الشهر 1033 الكلي 10070998
الوقت الآن
الجمعة 2025/1/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير