أوضاع الناس الحياتية لاتتحمل مسوغات
شاكر كريم عبد
مجلس النواب الذي يدعي انه منتخب من الشعب ويمثله ، لم يقدم أي شيئ للمواطن غير طرح القوانين الخلافية واختلاق ازمات فيما بينهم، ولم يقدم أي حل للازمات التي يعاني منها المواطن، والتي تخص اوضاعه الحياتية والمعيشية، تردي الخدمات ،وسوء التشريعات، وضعف الرقابة الى جانب افتقاد رؤية واضحة لادارة الدولة وتقدمها. معتقدين ان هذه هي الديمقراطية ،التي تعني قبول اختلاف الراي والابتعاد عن استبداد الراي الاحادي واعطاء كل ذي حق حقه، بغض النظر عن انتمائه الادييولوجي ، ولكن ليس بفرض الراي بزعم الأغلبية والأقلية.
لازال سعر صرف الدولار أمام سعر العملة المحلية يرتفع باستمرار، وعلى ضوء هذا الارتفاع ، ترتفع أسعار المواد الغذائية والتموينية والاستهلاكية والأدوية، وأجور المواصلات وكل متطلبات العيش والحياة الأخرى .
خدمة الكهرباء أكثر من متردية ، انقطاعات لفترات طويلة تحمل المواطن حرارة الصيف، تظاهر الناس في اغلب المحافظات، وتبعًا لها انقطاعات المياه، لارتباط ضخ المياه من مشاريع التصفية، بتشغيل الكهرباء بسبب ذلك، مدن كثيرة يعيش أبناؤها هذه الماساة، واليوم ونحن في فصل الشتاء والحالة تتكرر، بالإضافة لما سلف ظلام دامس، ويعانون أزمة مياه الشرب! وبصورة عامة أحوال الناس لا تحتمل الصبر، جحيم لا يطاق لا يحس ويشعر به غير أهلها الواقعين تحت وطأة المعاناة، دون غيرهم، ما يسهر الليل إلا من به ألم ... والنار ما تحرق إلا رجل واطيها .
نقلت وسائل الاعلام ،وكتبت الأقلام ونشرت الصحافة الإلكترونية والمقروءة، ومواقع التواصل وبحَّت اصوات الناس ولا مجيب.
اجتماعات المسؤولين وتصريحاتهم وبياناتهم، لاتشبع جائعا ولا تروي عاطشًا، ولا تكسو عاريًا ولا تضيء ظلامًا. وللاسف الشديد لايوجد في المشهد السياسي اليوم احد يرى ان شيئ قابل للتحقيق ، في أي مفصل من مفاصل الحياة بسبب انشغال الساسة ، بكل ماليس له علاقة بنهضة البلد ومستقبله ، مهتمين بالتمتع بهوس الحصول على المكاسب والمال ، باي طريقة كانت ، خاصة بعد ان اصبح الفساد والتجهيل مؤدلج.
الفاسدون جيش يتغلغل في مفاصل الدولة، ولهم غطاء سياسي وحكومي مؤثر ، وهنا تكمن الصعوبة في محاربته والكشف عن رؤوسه، والمتعاملين والعاملين به، السراق يهربون خارج البلاد، بطرق ملتوية تحت شعار ( اسرق واهرب). والمواطن يمني النفس، بمشاهدة فاسدين وسراق كبار، من سياسيين ومسؤولين ، خلف القضبان ، ممن سرقوا اموال الشعب وثروات الوطن . والخيبة انه نسمع بان عدد من هؤلاء مشمولين بقانون العفو العام.
ان كان هناك أهل حل وعقد ،وحكم وشراكة، فالناس يريدون منهم مواقف عملية، وإجراءات ملموسة على الأرض، تنتشلهم من جور الضيق، والمعاناة، والتاريخ لا يرحم..
وقال تعالى :( لاخَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا). النساء: 114