خطاب الهزيمة
جواد العطار
خطاب وقف إطلاق النار الذي القاه نتنياهو مساء يوم امس لم يكن كما يشتهي... فلم يكن خطاب النصر الحاسم على حزب الله الذي انتظره والذي سعى اليه منذ عام 2006 ، فقد أقر فيه من جملة ما أقر بان المخزون من الأسلحة ليس جيدا وان الإمدادات لم تكن بالمستوى وهو الذي تقف خلفه امريكا والغرب وامدوه طيلة السنة الماضية بجسور جوية لم تنقطع ، واقر أيضا بان الجيش الاسرائيلي يحتاج للتفرغ إلى جبهة غزة وإغلاق جبهة الشمال مع لبنان التي ارهقته ، وبأن حزب الله عاد سنوات إلى الوراء؛ لكنه لم ينتهي مثلما اراد له ... لذلك كان لا بد من إيقاف إطلاق النار بعد ان ارهقت الصواريخ والحرب كاهل المجتمع والاقتصاد الإسرائيلي.
باختصار لم يحقق العدوان الصهيوني أهدافه لا في غزة ولا في لبنان ولا في اي مكان ، لأنه ببساطة عاد إلى نقطة البداية رغم ما خلفه من دمار وتدمير لغزة ولبنان واماكن أخرى.
ومع الإقرار بان هذه الحرب افرزت مفاهيم جديدة في التكتيك الاستخباري والعمل النوعي والتفوق التكنلوجي الذي يحتم خروج التصورات العسكرية التقليدية من بوتقة الكم إلى التركيز في النوع ، ذلك النوع الذي استطاعت فيه قوة الرضوان غير النظامية الوقوف بوجه 4 فرق عسكرية مع تفوقها التام بريا وجويا لمدة شهرين دون أن تستطيع حسم المعركة في الجنوب اللبناني او التقدم بسرعة.
هل نقول انها العقيدة والمعنويات في مواجهة آلة الحرب ، ام نقول انه الإيمان بالنصر رغم كل التحديات... فالعبرة اليوم بعد ان وضعت الحرب اوزارها في دراسة النتائج وتقوية مكامن الوحدة في الجسد اللبناني للوقوف بوجه هذا المارد الشيطاني الذي يتربص بلبنان وفلسطين والأمة العربية والإسلامية كل التربص هو ومن يدعمه.
انتهت الحرب في لبنان ام هي قيد المراجعة؛ بهدنة لمدة ستين يوما سيعد فيها كل طرف نفسه لاستئناف المواجهة وستفشل آلية المراقبة الخماسية ، خصوصا وان الكيان الإسرائيلي لم يحقق مبتغاه في تحقيق الانتصار الحاسم لا على حماس ولا على حزب الله ولا على الحوثيين ولا على أي محور وضعه في حساباته.