قطر ومصر ترحّبان وبريطانيا تعد الإفراج عن الأسرى خطوة نحو التهدئة
مفاوضات غزة تدخل مرحلة جديدة بعد موافقة حماس على مبادرة ترامب
بغداد - قصي منذر
حققت مفاوضات إنهاء الحرب في غزة انفراجة جزئية، بعد إعلان حركة حماس موافقتها على مبادرة الرئيس الأمركي دونالد ترامب للإفراج عن جميع الاسرى المحتجزين، فيما أبقت على حقها في الاحتفاظ بالسلاح، ما يضع تفاصيل وقف إطلاق النار ومستقبل القطاع على طاولة مفاوضات جديدة وسط ترقب دولي شديد. وأكدت الحركة في بيان أمس (موافقتها على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال، أحياء وجثامين وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح الرئيس ترامب ومع توفير الظروف الميدانية لعملية التبادل)، مؤكدة (استعدادها للدخول فوراً من خلال الوسطاء في مفاوضات لمناقشة تفاصيل ذلك)، وجددت الحركة (موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين التكنوقراط، بناء على التوافق الوطني الفلسطيني واستنادا للدعم العربي والإسلامي)، ومضت إلى القول إنه (بشأن ما ورد في مقترح ترامب من قضايا أخرى تتعلق بمستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب الفلسطيني الأصيلة، فإنَ هذا مرتبط بموقف وطني جامع واستناداً إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة، ويتم مناقشتها من خلال إطار وطني فلسطيني جامع ستكون حماس من ضمنه وستسهم فيه بكل مسؤولية). الى ذلك، قال القيادي في حماس محمود مرداوي في تصريح أمس إن (مقترح ترامب، مبهم وغامض ونحتاج بعض بنوده لتفاوض إضافي)، وتابع إنه (من حيث المبدأ هذا المقترح سنعمل ونبذل كل جهد من أجل انجاحه وسنكون عمليين ونقدم مرونة عالية أثناء المفاوضات فيما يتعلق بجوانب غامضة)، مشيرا الى إن (الخطوة القادمة هي على من اقترح، ونحن أبدينا موقفنا وننتظر الآن كيف سيتم تنفيذ وتحديد تفاصيل البنود التي ستسهل عملية التنفيذ عندما تتضح وتكون واضحة من قبل الجميع). ورحّبت قطر، بإعلان حركة حماس، موافقتها على مقترح ترامب لإنهاء الحرب في غزة. وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الانصاري أمس إن (قطر ترحب بإعلان حركة حماس موافقتها على مقترح ترامب لإنهاء الحرب في غزة)، معربا عن (دعمه لتصريحات ترامب الداعية لوقف فوري لإطلاق النار)، وتابع (بدأنا العمل مع شركائنا في الوساطة بمصر بالتنسيق مع أمريكا لاستكمال نقاش الخطة). كما رحّبت مصر، برد حركة حماس على خطة ترامب بشأن غزة، واصفة اياه بأنه تطور إيجابي. وعد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إن موافقة حماس على خطة مدعومة من الولايات المتحدة لتحقيق السلام في غزة يعد خطوة هامة إلى الأمام في الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في القطاع. وقال ستارمر في بيان أمس إن (مقترح ترامب، قرّبنا من السلام أكثر من أي وقت مضى)، داعياً (جميع الأطراف إلى تنفيذ الاتفاق دون تأخير). وأتى بيان حماس بعد ساعات من إمهال ترامب الحركة، حتى ليل اليوم الأحد، للرد على خطته المؤلفة من 20 بندا، وتهدف الى وضع حد للحرب المتواصلة منذ قرابة عامين في القطاع المدمّر والمحاصر. وتنص الخطة التي أيدها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو على وقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الاسرى المحتجزين في القطاع خلال 72 ساعة ونزع سلاح حماس وانسحاب إسرائيلي تدريجي من غزة، على أن يعقب ذلك تشكيل سلطة انتقالية برئاسة ترامب.وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية كارولاين ليفيت على منصة إكس إنه (في أروقة المكتب البيضوي، يرد الرئيس ترامب على قبول حركة حماس بخطته للسلام، مرفقة ذلك بصورة للرئيس الأمريكي جالسا الى مكتبه، محاطا بأجهزة تصوير وصوت). وكان ترامب، قد أمهل حماس، حتى ليل الأحد، للقبول بخطته، محذّرا من الجحيم في حال رفضتها. في تطور، أكد قيادي اخر في حماس أمس إن (مصر ستستضيف مؤتمرا للفصائل الفلسطينية لتحديد مستقبل قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، بعد موافقة الحركة على الإفراج عن جميع الاسرى الإسرائيليين، بموجب خطة دونالد ترامب لوقف إطلاق النار). إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، إنه يواصل عملياته في مدينة غزة، محذرا السكان من العودة إليها، برغم دعوة ترامب إلى وقف القصف. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي امس إن (المنطقة الواقعة شمال وادي غزة ما زالت تعتبر منطقة قتال خطيرة، والبقاء فيها يشكّل خطرا كبيرا)، وأضاف إن (قوات الجيش الإسرائيلي لا تزال تُطوّق مدينة غزة، من أجل سلامتكم، تجنّبوا العودة شمالا أو الاقتراب من مناطق عمل قوات جيش الدفاع في أي مكان في القطاع حتى في جنوبه).