ديالى تستنفر لإنقاذ دار الأيتام وسط مخاوف من إفراغها وإغلاقها

النزاهة تتقصّى الحقائق في أعقاب تفاعل ملف إختفاء تريليوني دينار

بغداد - قصي منذر

ديالى - سلام الشمري

تفاعلت قضية اختفاء مبالغ صندوق الرعاية الاجتماعية، بحيث أعلنت هيئة النزاهة مباشرتها باعمال التقصي، وسط مطالبات برلمانية بفتح تحقيق موسّع وكشف حقيقة الأموال المسحوبة، في ظل قلق متصاعد عن مصير المبالغ المخصّصة لشريحة الفقراء.

وقال بيان للنزاهة تلقته (الزمان) أمس إن (فرقها المؤلفة باشرت أعمال التحري والتقصي والتدقيق بشأن معلومات سحب تريليونين ونصف التريليون دينار من صندوق الرعاية الاجتماعية التي تناولتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي)، مؤكدة إن (الفرق بدأت إجراءاتها للوصول إلى تفاصيل دقيقة عن هذه المعلومات، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات الأصولية وفق القانون).

 فيما طالبت النائب سوزان منصور، بفتح تحقيق موسّع بشأن تصريح وزير العمل احمد الاسدي بشأن سحب مبالغ طائلة من صندوق الرعاية الاجتماعية من دون معرفة مصيرها. وقالت منصور في تصريح أمس إن (تصريح الاسدي عن سحب أكثر من تريليون دينار من الصندوق من دون معرفة أين ذهبت هذه الأموال، يستدعي فتح تحقيق عاجل من الحكومة لبيان حقيقة الملف وطرح نتائجه للرأي العام).

مؤكدة إن (هذه الأموال مخصصة للفقراء والأسر المتعففة وذوي الاحتياجات الخاصة، ولا يجوز المساس بها بأي شكل)، وأضافت إن (المبالغ التي تحدث عنها الوزير تثير القلق لدى شرائح واسعة، ولاسيما مع غياب توضيحات رسمية بشأن مصيرها وآليات صرفها)، مشددة على إن (أموال صندوق الرعاية خط أحمر بالنسبة لنا، ويجب معرفة أين تم إنفاقها وما الجهات التي استلمتها)، وأشارت إلى إن (الكرة الآن في ملعب الحكومة، سواء وزارة المالية أو المصارف الحكومية المرتبطة بها، لتقديم كشف واضح عن مصير تلك الأموال)، وطالبت بـ (حسم هذا الملف وطرح نتائجه للرأي العام بكل شفافية).

ورحب الأسدي، في وقت سابق، بأي تدقيق ومراجعة في وزارتي العمل والمالية ومصرف الرافدين بشأن المبالغ المفقودة. وقال الاسدي في تدونية أمس (عرضنا الوقائع أمام هيئة النزاهة وسنعرضعها على ديوان الرقابة المالية وفق الأصول)، وأضاف (نواصل عملنا لخدمة الفئات الضعيفة ومستفيدي خدمات الوزارة دون توقف). وكان الاسدي قد أكد في مقابلة متلفزة إنه (تفاجأنا بسحب 2.5 تريليون دينار من أموال صندوق الرعاية الاجتماعـــــية).

ولفت إلى إن (المعلومات التي لديه تشير إلى السحب تم بين المالية ومصرف الرافدين، وقاما بشراء سندات).

 مؤكداً إنه (حتى يتم إكمال رواتب الموظفين، تقوم الحكومة ببيع سندات)، مرجحاً إن (تكون الأموال مسحوبة للرواتب). وفي ديالى، وجّه رئيس مجلس المحافظة عمر الكروي، كتاباً رسمياً إلى وزارة العمل، يطالب فيه بالإبقاء على دار الأيتام في موقعها الحالي نظراً للحاجة الإنسانية الملحّة والخدمات التي تقدّمها الدار لأبناء المحافظة. وأكد الكروي في تصريح أمس إن (الدار تُعدّ الوحيدة في ديالى وتقدّم خدمات أساسية لشريحة تحتاج إلى رعاية متواصلة)، محذراً من إن (غلقها سيخلّف تداعيات إنسانية واجتماعية خطرة). وكانت مفوضية حقوق الإنسان في ديالى، قد كشفت في وقت سابق، عن وجود تحركات تهدف إلى تقليص أو غلق دار الأيتام في المحافظة، نتيجة استغلال أجزاء من بناية الدار لأغراض حكومية أخرى.