الى الغارقين في وحل الفتن
خالد ألسلامي
منذ احتلال العراق من قبل الغزاة الأمريكان وحلفاؤهم وما تلاه مما سمي زورا بالربيع العربي ، الذي تقترب ذكره الخامسة عشر بداية العام القادم بعد أكثر من شهر تقريبا ، انتشرت بشكل مدروس ومبرمج ظاهرة الفتن بكل انواعها وخصوصا منها العرقية والطائفية في العراق واغلب الاقطار العربية مما جعلها تعيش حالات من الفوضى لا نهاية لها إلا إن يشاء الله ثم من خططوا لها ونفذوها .
لكن مما يثير التساؤل والاستغراب ان هذه الفتن الطائفية الدينية انحسرت بين العرب فقط فراحت كل طائفة تحارب الاخرى باسمها الطائفي فقط لتظهر لأتباعها انها محاربة دينيا من قبل الطوائف الدينية الاخرى ، بينما الغاية الحقيقية منها هي انهاء العرب واشغالهم بأنفسهم ، فنرى المحللين من هذه الطائفة يهاجمون اتباع الطائفة الاخرى والعكس بالعكس مع ان كل تلك الطوائف هي تنتمي الى عرق ونسب واحد ففي العراق مثلا نجد ان السني المؤدلج يهاجم الشيعة باسمهم وهو يقصد الشيعة العرب لان في العراق قوميات اخرى فيها نسبة كبيرة من الشيعة متعايشين بدون اي تناحر بينما يهام الشيعي المؤدلج السنة بعنوانهم المذهبي وهو يقصد السنة العرب متناسيا ان ٩٠% من الاكراد والتركمان هم سنة وربما قسم لا بأس به من الشبك وعلى هذا الأساس تم تقسيم المجتمع العراقي مكوناتيا على ثلاث او اربع عناوين او يزيد قليلا وهي المكون الشيعي العربي والمكون السني العربي والمكون الكردي ( السني والشيعي) وكذلك التركماني ( السني والشيعي) ثم المسيحي والصابئي والايزيدي فيما دارت كل الفتن فقط بين العرب المسلمين بشقيهم السني والشيعي وكلاهما حبايب مع المكونات المسلمة الاخرى من الكرد والتركمان اضافة الى مكونات الديانات التي تعيش في البلد من غير المسلمين .
فيا اخي الغارق في وحل الطائفية عندما تتحدث بهذه الفتنة اللعينة وتستهدف جهة محددة مقصودة من أهلك واخوتك وأبناء عمومتك العرب ( فقد نجد في العائلة الواحد عدة مذاهب ) سمها باسمها الصحيح الذي تستهدفه انت كأن تقول السنة العرب او الشيعة العرب لأنك تستهدف العرب وحدهم دون المكونات الاخرى التي تتكون من نفس مذاهبك وتتعامل معهم دون تمييز مذهبي او طائفي هذا عدا تعاملك مع كل الدول الاسلامية الاخرى من غير العرب المتكونة من نفس المذاهب او اكثر دون اي تنافس ديني او مذهبي لانهم غير مستهدفين كما استهدف العرب .
ولأنك ارتضيت ان تكون النهر الذي يرتوي منه أعداء العرب من كل الاتجاهات الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية ، الذين لا يهمهم سوى انهاك العرب وإلغاء وجودهم بقصد التوسع على حسابهم والسيطرة على ثرواتهم التي تشكل النسبة الاكبر من الثروات التي تتحكم في اقتصاديات العالم ، فيُفْرغوا حقدهم فيك وفي اهلك في نفس الوقت التي يحققون فيه اهدافهم .