السليمانية – كلاويز

أحمد عبد المجيد

اذا جاز لمدينة ان تفخر بانجازاتها، فحق للسليمانية وهي تحتفل بتأسيسها 241، ان تفخر بمهرجان كلاويز الثقافي الدولي. فهذا الحدث الذي تحرص الجهات المعنية على اقامته سنوياً، يجمع المفكرين والمبدعين ومحبي الجمال والسلام من جميع ارجاء المعمورة.ان مجرد لقاء هذه النخب تحت سماء مدينة التسامح والجبال الشامخة، هو عمل مبدع بحد ذاته ينطوي على أهداف سامية ومساع اخلاقية. وقد رأينا خلال الدورات السابقة كيف بذلت الجهود وتعالت الاصوات من أجل ترجمة شعاره المعتاد وتتويج المبدعين عن جهودهم ورؤاهم والعلامات الفارقة التي تركوها على درب وخطى مسيراتهم الثقافية.

فالمهرجان أيضاً، ينطوي على خصوصية وطنية، بوصفه جامعاً للهوية العربية الكردية، ومترجماً للحس العراقي الممتد عبر الحقب والازمان، ما يجعل كلاويز المستوحى من اسم مجلة ثقافية صدرت في بغداد عام 1939 – 1945 فعلاً ابداعياً متقدماً، وحدثاً نحن بأمس الحاجة اليه اليوم وفي المستقبل. وبرغم وجود مهرجانات تنطوي على الهدف ذاته، الا ان كلاويز يتميز عنها بروحه ومنطلقاته الفكرية والانسانية. ربما يكون حلقة في سلسلة ثقافية وطنية، لكنه يشد تلك الحلقات بقوة نوعية، من المفيد جداً الحفاظ على اواصرها.واذ شاركنا القادمين من بغداد أو من بقية مدن العراق ومن دول عربية كمصر ولبنان والاردن وقطر، فانما نتعلم من كلاويز (النجمة) ، الحكمة ونأخذ من فعالياته التي انطلقت في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، الالهام والدلالات. ولم أر سوى الألق يرتسم في المخيلة، ولم أجد سوى التوق مكاناً في قلبي للقاء الاخوة المبدعين الكرد والعرب وبقية المكونات، الذين يتواصلون بهمة استثنائية، مؤكدين وحدة المواقف وصفاء النوايا لبناء صروح المعرفة ازاء تحولات حادة يشهدها عالمنا، ومن هذه التحولات التي استشعرها القائمون على المهرجان، استخدامات الذكاء الاصطناعي ، في الثقافة والاعلام والترجمة، والتحديات التي تمخضت عنها، ولا سيما تهديد الأمن الدولي.

ولا يسعني الا ان ابارك للقائمين على كلاويز هذا الانجاز الثقافي والحدث الابداعي الفريد.

وكل دورة كلاويز، والسليمانية ترفل بالتطور والسلام ،وينعم اهلها ومثقفوها بالخير والعيش الرغيد. يقول الفيلسوف سقراط (الدولة تشبه ابناءها، فلا نطمح بترقية الدولة ألا بترقية ابنائها).