الاعتراض على هدية قاسم
ماجد الخطيب
في سنواتٍ خلتْ ، كُنتُ أُقلِّبُ في صفحاتٍ من تاريخِ معلمي العراق ونقابتهم العتيدة ، إستوقفتني واقعةٌ كان قد شهدها افتتاحُ المؤتمر التحضيري لنقابة المعلمين المنعقد عام 1959 ، يومَ قدمتْ اللجنة التحضيرية للمؤتمر هديةً لراعي الافتتاح ، رئيس وزراء العراق آنذاك ، عبد الكريم قاسم، و كانت عبارةً عن طقم أقلام باركر مذهبة قيمتها سبعة دنانير.
وخلال جلساتِ المؤتمر وعند مناقشة التقرير المالي للنقابة، اشتدّ الجدلٍ والاعتراض على صرفِ مبلغ الهديةِ من قبل عددٍ كبيرٍ من أعضاء اللجنة المالية، والذي بسببه تأخـَر اختتام المؤتمر لساعاتٍ عدة ، باعتبار أن ذلكَ المبلغ مُقتَطعٌ من اشتراكات المعلمين المتواضعة ، وعُدَّ ذلك هدراً للأموال العامة ، وانتهى الأمرُ بتثبيتِ اعتراضاتِ المعترضين في أصلِ التقرير المالي لكي ينهي المؤتمرُ أعمالَه، وما تزال تواقيع وأسماء أولئك المعلمين من أصحابِ المواقف المسؤولةِ والمخلصةِ محفوظةً في وثائق ذلك المؤتمر . تُرى، لو قُدِّرَ لبعضِ أولئك أن يبقى حياً إلى زماننا هذا وهم يشاهدون ما هُدِرَ من أموالِ العبادِ والبلادِ، ماذا كانوا سيفعلون؟