فاتح عبد السلام
حتى الان، ليست هناك سوى ملاحقة يومية للمراقبين من الدول والزعامات والاعلام للإشارات التي تصدر عن الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب لمعرفة توجهاته الحقيقية في التعامل مع الملفات الأكثر خطورة، في خلال ولايته الجديدة.
الأجواء العامة وما حملته من عواصف طوال حكم الديمقراطيين ضد ترامب توحي بأنّه قادم معتلياً قطار التغيير في المسارات بما يعزز فكرة ترسم ملامح رئاسته وهي انّ أمريكا ستكون الأقوى والاعظم والدولة التي لا تهزم . أوضح الإشارات ذات الدلالة الغنية وردت حين رشّح ترامب قبل يومين، المذيع بيت هيغسيث، وهو أيضا ضابط سابق في الحرس الوطني الأمريكي ومقدم البرامج حاليا في شبكة «فوكس نيوز»، لتولي منصب وزير الدفاع في إدارته المقبلة.
وقال ترامب في بيان الترشيح «مع وجود بيت على رأس القيادة، سيكون أعداء أمريكا قد أُنذروا (…) قواتنا العسكرية ستكون عظيمة مجددا، وامريكا لن تتراجع أبدا”.
هذا النص القصير يؤكد انّ ترامب قادم لمواجهة كل الذين يحملون صفة» عدو» للولايات المتحدة. وانه في صدد إعادة لقب يراه غير متحقق حاليا في عادة صفة العظمة للقوات العسكرية الامريكية.
خيار استخدام القوة لإثبات هذه “العظمة” التي يجيء بها ترامب سيكون في متناول يديه، ولن يوقفه اي رادع، لاسيما بعد سيادة الغلبة للجمهوريين في الكونغرس.
لكن التصرف بمفهوم القوة هو الذي سيحكم قراراته ومواقفه، فالتفاهمات الاستراتيجية الجديدة، لو حدثت، مع روسيا والصين وكوريا الشمالية ستدخل مباشرة في صلب ميزان القوة الامريكية.
لعلّ المذيع التلفزيوني المنتظر اذا تسلم قيادة البنتاغون يضيف الى المشهد المحتدم والساخن روح الاستعراضات عبر مفاجآت في الشرق الأوسط، ومع ايران تحديداً في زمن تذهب فيه الأوضاع الى تصعيد خطير مع استمرار بقاء قرار الحرب والسلام بيد إسرائيل وحدها، ومع استمرار ايران بقيادة المحور « الاشكالي» ذاته المرجح انّ العالم سيرى ترامب في ولايته الثانية من خلال نافذة القوة المتفاقمة، وربما الاستعراضية ايضاً.
أمّا العرب فنصيبهم هو المزيد من بذل وسائل الطاعة وتلقي ردود الافعال.