التهاني تنهال على الرئيس الأمريكي المنتخب

دول العالم تأمل في ترامب العمل من أجل الإزدهار والحرية

واشنطن - مرسي ابو طوق

انهالت برقيات التهاني على الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بعد فوز وصفه بالتاريخي في الانتخابات التي ظلت الى ساعاتها الأخيرة غير محسومة.

فقد هنّا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الأربعاء ترامب الذي أعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، معربا عن تطلعه للعمل «سويا» على إحلال «السلام والحفاظ على السلم والاستقرار» في الشرق الأوسط.وقال السيسي على حسابه على منصة اكس «أتقدم بخالص التهنئة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وأتمنى له كل التوفيق والنجاح في تحقيق مصالح الشعب الأميركي»، وأضاف «نتطلع لأن نصل سوياً لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وشعبيهما الصديقين».

شراكة طويلة

كما هنأ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ترامب وقال الملك عبد االله عبر منصة إكس «أتطلع إلى العمل معك مجددا لتعزيز الشراكة الطويلة الأمد بين الأردن والولايات المتحدة، في خدمة السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي للجميع».

وفي برلين هنأ المستشار الألماني أولاف شولتس ترامب مؤكدا أنه يريد العمل مع الولايات المتحدة «من أجل تشجيع الازدهار والحرية».وقال المستشار الألماني على منصة اكس «تتعاون ألمانيا والولايات المتحدة معا منذ فترة طويلة بنجاح من أجل تشجيع الازدهار والحرية على جانبي الأطلسي. سنواصل القيام بذلك من أجل مصلحة مواطنينا».

وأعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن برلين ستبقى «حليفا موثوقا» للولايات المتحدة، مهنّئة ترامب. وقالت بيربوك إن الأميركيين «صوتوا، دونالد ترامب فاز في الانتخابات، نهنئه» مذكرة بالعلاقات الوثيقة بين بلادها والولايات المتحدة ومؤكدة أن برلين ستبقى «حليفا قريبا وموثوقا للإدارة الأميركية المقبلة».

مستقبل اكثر اشراقا

وهنأ رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول ترامب، مبديا أمله في أن يتمكن الحليفان في مجال الأمن من العمل بشكل أوثق في المستقبل.وكتب يون على منصة إكس «تحت قيادتكم القوية، سيكون مستقبل التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة ومستقبل أميركا أكثر إشراقا. نتطلع إلى العمل بشكل أوثق معكم».

وهنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حليفه ترامب، معتبرا أنها «أعظم عودة في التاريخ» وبداية جديدة للتحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل.وتعتبر الولايات المتحدة الحليف العسكري الرئيسي لإسرائيل وجرت الانتخابات في وقت حرج في الشرق الأوسط مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع وبين الدولة العبرية وحزب الله في لبنان.وفي بيان صادر عن مكتبه، قال نتانياهو «تهانينا على أعظم عودة في التاريخ، عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض تمنح أميركا بداية جديدة وتعتبر تجديدا قويا لالتزامها بالتحالف العظيم بين إسرائيل وأميركا» مؤكدا «هذا انتصار كبير».كما هنأ مسؤولون آخرون ترامب بينهم يسرائيل كاتز الذي تم تعيينه مساء الثلاثاء وزيرا للدفاع.وقال كاتز عبر حسابه على منصة إكس «تهانينا للرئيس المنتخب دونالد ترامب على فوزه التاريخي، معا سنعزز التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل ونعيد الرهائن ونقف بثبات لالحاق الهزيمة بمحور الشر الذي تقوده إيران».من جانبه، تعهد الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ تعزيز «الروابط الحديدية» بين بلاده والولايات المتحدة مهنئا دونالد ترامب.وقال هرتسوغ في بيان «تهانينا للرئيس دونالد ترامب على عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض ... أتطلع إلى العمل معك على تعزيز الروابط الحديدية بين شعبينا وبناء مستقبل من السلام والأمن في الشرق الأوسط والحفاظ على قيمنا المشتركة».وجاءت هذه التهاني غداة إقالة نتانياهو لوزير الدفاع يوآف غالانت بعد خلافات علنية بشأن الحرب مع حماس في قطاع غزة.ولطالما اختلف نتانياهو وغالانت بشان الحرب في قطاع غزة التي اندلعت بعد هجوم مباغت شنته حركة حماس الإسلامية على إسرائيل في السابع من تشرين الأول 2023.وبعد إقالة غالانت، نزل آلاف الأشخاص إلى شوارع الوسط التجاري في تل أبيب مطلقين هتافات ضد نتانياهو ومطالبين باستعادة 97 رهينة محتجزين في قطاع غزة.بدوره، رحب جدعون ساعر الذي تم تعيينه مساء الثلاثاء وزيرا للخارجية خلفا لكاتز، بفوز ترامب.وقال عبر حسابه على منصة إكس «نرحب بقيادتك القوية والمخلصة بينما نعمل على بناء مستقبل أفضل للأمن والتعاون في الشرق الأوسط».

انتصار مذهل

وفي كييف هنّأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ترامب على «انتصاره المذهل» بعدما أعلن المرشح الجمهوري الأربعاء فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، مبديا أمله أن يساعد انتخابه أوكرانيا في تحقيق «سلام عادل».وقال زيلينسكي «أقدّر التزام الرئيس ترامب نهج +السلام من خلال القوة+ في الشؤون العالمية. وهذا بالضبط المبدأ الذي يمكن أن يجعل أوكرانيا أقرب إلى السلام العادل».وفي أكثر من مناسبة، قال ترامب إن في مقدوره إحلال سلام في أوكرانيا «خلال 24 ساعة»، من دون أن يفسّر كيفية قيامه بذلك، لكن مع التنديد بقيمة المساعدات المقدّمة لكييف في مواجهة الغزو الروسي. وأدلى أيضا بتصريحات تنطوي على إطراء للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.من هنا الخشية السائدة في أوروبا عموما وأوكرانيا خصوصا أن يجبر دونالد ترامب أوكرانيا على التفاوض مع روسيا بشروط تكون مناسبة لموسكو.ودعا زيلينسكي الديموقراطيين والجمهوريين الأميركيين إلى توفير «دعم قوّي من كلا الحزبين لأوكرانيا».واستذكر في هذه المناسبة اللقاء «الرائع» الذي جمعه بدونالد ترامب في نيويورك في أيلول/سبتمبر.وكتب على حسابه على اكس «أستذكر لقاءنا الرائع مع الرئيس ترامب في أيلول/سبتمبر الذي ناقشنا خلاله بالتفصيل الشراكة الاستراتيجية بين أوكرانيا والولايات المتحدة وخطّة النصر وسبل إنهاء العدوان الروسي على أوكرانيا».والعلاقة بين ترامب وزيلينسكي معقّدة لا سيّما بسبب فضيحة في السياسة الأميركية تعود الى العام 2019.فإثر الكشف عن مضمون مكالمة هاتفية بين ترامب الذي كان يومها رئيسا للولايات المتحدة ونظيره الأوكراني، اتُّهم الأول بالضغط على أوكرانيا لتفتح تحقيقا بتهم فساد بحق نجل جو بايدن الذي كان يتنافس معه ترامب على ولاية انتخابية جديدة.وأفضت تلك القضية إلى محاكمة بهدف إطاحة ترامب، لكن مجلس الشيوخ الأميركي برأه في نهاية المطاف.

وفي بروكسل هنّأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ترامب، وأكدت مجددا أهمية «الشراكة بين الشعبين» الأوروبي والأميركي.وكتبت فون دير لايين على منصة «إكس»: «أهنئ دونالد جاي ترامب»، مضيفة «لنعمل معا على أجندة قوية عبر الأطلسي تبقى مفيدة لهم».وحذا حذوها رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال قائلا إن «الاتحاد الأوروبي يتطلّع إلى مواصلة تعاونه البناء» مع الولايات المتحدة مذكّرا بالعلاقة «التاريخية» بين واشنطن وبروكسل.وأكد أن الاتحاد الأوروبي سيكون «شريكا قويا وموحدا وتنافسيا وسياديا فيما يدافع عن النظام المتعدد الأطراف القائم على قواعد».

كما هنّأ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته ترامب، مؤكّدا أن عودته إلى السلطة ستساعد في إبقاء الحلف «قويا».وقال روته في بيان «قيادته ستكون مجددا أساسية لإبقاء تحالفنا قويا» مضيفا «أتطلع إلى العمل معه مجددا لنشر السلام (...) عبر تعزيز حلف شمال الأطلسي».وأكد المسؤول الهولندي الذي تولى منصبه على رأس الحلف الشهر الماضي أن «العمل معا داخل الحلف الأطلسي سيساهم في ردع الاعتداءات وحماية أمننا الجماعي ودعم اقتصاداتنا».كما تطرق روته إلى مسألة توزيع عبء النفقات العسكرية بصورة أفضل بين الدول الحليفة، والتي كانت من أسباب التوتر بين واشنطن والأوروبيين خلال ولاية ترامب السابقة.وأشار إلى أن «ثلثي الحلفاء يخصصون حاليا ما لا يقل عن 2% من ناتجهم المحلي الإجمالي لنفقات الدفاع التي تتبع مسارا تصاعديا في كل مكان داخل الحلف».وأكد أنه «عندما يتولى الرئيس المنتخب ترامب مهامه في 20 كانون الثاني/يناير، سيستقبله حلف أقوى وأوسع وأكثر وحدة».

وأشادت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني بالتحالف «الراسخ» بين إيطاليا والولايات المتحدة، مهنئة «الرئيس المنتخب دونالد ترامب». وقالت «باسمي وباسم الحكومة الإيطالية، أقدم أصدق التهاني للرئيس المنتخب للولايات المتحدة دونالد ترامب. إيطاليا والولايات المتحدة دولتان +شقيقتان+ ترتبطان بتحالف راسخ، وقيم مشتركة وصداقة تاريخية».وانتُخبت ميلوني، زعيمة حزب «فراتيلي ديتاليا» اليميني المتطرف في العام 2022 بناء على برنامج قومي وشعبوي ومناهض للهجرة، لكنها لا تزال مؤيدة بشدة لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.بدوره، هنأ نائب رئيسة الحكومة ماتيو سالفيني، من حزب الرابطة اليميني المتطرف المناهض للهجرة، ترامب.وكتب سالفيني بالإيطالية والإنكليزية على وسائل الواصل الاجتماعي «الوطنية ومراقبة الحدود وخفض الضرائب والجذور المسيحية وحرية التعبير والتزام السلام العالمي. الحس السليم والشغف والأمل تنتصر في الولايات المتحدة! يا له من يوم تاريخي!».

ودعت وزيرة الخارجية الالمانية أنالينا بيربوك أمس الأربعاء الأوروبيين إلى تحمل مزيد من المسؤوليات على الصعيد الأمني، بعد إعلان ترامب فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية.وقالت بيربوك متحدثة إلى الصحافيين «من الواضح أنه سيتحتم علينا نحن الأوروبيين تحمل مزيد من المسؤوليات على صعيد السياسة الأمنية، اليوم وغدا وبعد غد، من أجلنا، من أجل أطفالنا».

الكرملين يقول إنه سيحكم على رئاسة ترامب على أساس أفعاله

فيما قال الكرملين الأربعاء إنه سيحكم على دونالد ترامب الذي أعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، على أساس أفعاله.وأوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين «سنستخلص استنتاجات مبنية على خطوات ملموسة وكلمات ملموسة»، مضيفا أنه «ليس على علم باعتزام الرئيس (فلاديمير بوتين) تهنئة ترامب» نظرا إلى أن الولايات المتحدة «دولة غير صديقة (...) نحن نتحدث عن دولة معادية تشارك بشكل مباشر وغير مباشر في حرب ضد دولتنا».

الصين تأمل في «تعايش سلمي» مع واشنطن مع إعلان ترامب فوزه

و أبدت الصين الأربعاء أملها في «تعايش سلمي» مع الولايات المتحدة، مع إعلان الجمهوري ترامب فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية متفوقا على منافسته الديموقراطية كامالا هاريس.وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ خلال المؤتمر الصحافي الدوري «سنواصل مقاربة العلاقات الصينية الأميركية وإدارتها على أساس مبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون للمنفعة المتبادلة».ولم تعلق ماو بشكل مباشر على إعلان ترامب فوزه، وقالت «نحترم خيار الشعب الأميركي».كان انتخاب ترامب المحتمل من المواضيع الأكثر تداولا على شبكة التواصل الاجتماعي الصينية «ويبو».وقطع المرشحان في حملتيهما الانتخابيتين وعودا باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه بكين، وتعهد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 60% على جميع البضائع الصينية التي تدخل البلاد.ويتوقع المحللون أن تكون حزمة تحفيز رئيسية من المتوقع أن يُكشف عنها في اجتماع برلماني تشهده بكين هذا الأسبوع، أكبر في حال فوز ترامب.وفيما لا تعلق بكين على الانتخابات في بلدان أخرى، فإنها تعارض تصنيف الصين خصما في موضوعات الحملة الانتخابية.خلال ولايته الأولى، أطلق دونالد ترامب حربا تجارية شرسة مع الصين، وفرض رسوما جمركية باهظة على البضائع الصينية ردا على ما اعتبره ممارسات غير عادلة من جانب بكين، بينها على سبيل المثال سرقة التقنيات الأميركية والتلاعب بالعملة الصينية.وفي عهد خلفه جو بايدن، وصلت العلاقات إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، بعد أن فرضت واشنطن رسوما جمركية جديدة باهظة على السيارات الكهربائية الصينية وبطاريات السيارات الكهربائية والخلايا الكهروضوئية.