راشد يزرع
سعد محسن خليل
رحم الله الشاعر المتنبي عندما قال عيد باي حال عدت ياعيد بما مضى ام بامر فيك تجديد اما الاحبة فالبداءة دونهم فليت دونك يبدا دونها بيدو واقول انا العراقي ابن هذه الارض السمراء عيدنا اليوم ليس عيدو فهو لايشبه كل الاعياد بعد ان ابتعدت عن هذا الشعب لغة المسرات وحلت محلها لغة الاهات والحسرات وسقوط الاموات لاعيد لدينا بعد ان ذهبت عنا الاعياد واصبح الموت ينتشر في مقتربات الشوارع وانا اتذكر عيدنا كم استهواني النداء العراقي المميز الذي انتشر خلال فترة الحملة الوطنية لمكافحة الامية « راشد يزرع « ولا اعرف من هو راشد الذي اشتهر هذه الشهرة في الاعلام العراقي حتى اني تمنيت ان يكون اسمي راشد لاسترشد طريق الحق والفضيلة الذي بات لايحتمله حتى راشد ولو علم هذا الراشد المسترشد بالله ما وصل اليه التعليم في العراق اليوم من تردي وتدهور لترك راشد زراعته ولعن الساعة التي ولدته امه في العراق وامسك منجله وفأسه ليقطع بها رؤوس الفساد اينما كانت ويدفع اتاوات للهجرة خارج العراق ليس بحثا عن عمل بل تعلقا بحبل نجاة والبحث عن ارض جديدة يزرعها زهورا ورياحين في ارض تتوفر فيها وسائل الراحة والحياة الكريمة من كهرباء وماء وخدمات ارض لاتصل فيها حرارة الجو متقاربة مع حرارة نار جهنم ارض انتشر فيها الامان ارض غير مزروعة فيها الغام ارض يعيش شعبها بلا انسجام ارض لايهواها ابن اوى ولا الثعالب ولا الشيطان ارض تموت فيها العقارب اقول قولي هذا وانا ابتهل من الباري عز وجل ان ينجينا من هذا العذاب وان يرسل من بيننا راشد ليزرع المحبة ولغة السلام والوئام بين ابنائه نريد راشد يزرع بذور المحبة بذور السلام بين الشباب وان يترك لغة الذئاب نريد راشد يزرع ولايدفع الاتاوات وسط الاهات نريد راشد يعزف لنا نشيد الوطن نريد راشد يستقبل جموع العراقيين بالطبل والمزمار لانريد راشد يستقبل الجموع بالعويل والاستحمار لانريد راشد يستقبل الجموع بالسيف والمال المال ينفع ولا السيف يدفع والكل يخضع نريد راشد يسترشد الحق لمحاربة الباطل نريد راشد يسترشد نريد ونريد بلا اجابة فالوقت قد نفذ وما زال راشد يسترشد الدنيا حول وضعه وهو يسمع من الغرباء وذوي القربيى راشد يزرع والمسؤول يدفع وكلنا سوا سوا على رنين المدفع والمدفع نائم بعد ان قادته البهائم.