الـله بالخير رياضة
مازال الحلم قائماً
اكرام زين العابدين
انتهت الجولة الثالثة والرابعة من التصفيات المونديالية لقارة آسيا بفوز ضعيف لمنتخبا على الفدائي الفلسطيني وخسارة متوقعة امام الشمشون الكوري والمحافظة على المركز الثالث بفارق الاهداف عن الاردن التي اجتاز عمان برباعية.
رصيدنا الحالي 7 نقاط من اربع مباريات (فوزان وتعادل وخسارة) ، وهناك على الورق (18) نقطة يتنافس عليها الجميع من اجل الوصول للمونديال ، وتنتظرنا مباراة صعبة امام الاردن في الـ15 من الشهر المقبل بالجولة الخامسة على ملعب البصرة الدولي ، وبعدها نغادر لخوض مباراة اصعب امام عمان في ملعب مسقط ضمن الجولة السادسة .
البعض كان يتوقع سهولة مباراة فلسطين وغزارة تهديفية تنتظر لاعبينا استناداً للعناصر المتواجدة وتاريخ لقاءات الفريقان ، لكن الفلسطيني لم يرضى ان يكون صيداً سهلا ويسلم مقاليد المباراة للعراق ، بل انه كان نداً لاسود الرافدين الذي حقق فوزاً صعباً حمل امضاء الهداف ايمن حسين.
اما المباراة الصعبة الاخيرة امام كوريا الجنوبية فانها كانت مغامرة جميلة من مدربنا الاسباني كاساس ، الذي نجح بالتحكم بسير المباراة لاربعين دقيقة باللعب باسلوب الدفاع الضاغط ومزاحمة اللاعبين الكوريين في ملعبهم، لكن خطأً دفاعياً كلفنا الخروج خاسرين بالشوط الاول ، وسرعان ما اعاد النتيجة للتعادل بعد هدف ايمن حسين الملعوب وبمساهمة فعالية من علي جاسم وامجد عطوان في الدقيقة 50.
الدلائل كانت تشير الى امكانية تحقيق نتيجة تأريخية للمنتخب الوطني على ارض كوريا حتى وان كانت تعادلاً بطعم الفوز ، لكن خط دفاع فريقنا وبالاخص مصطفى سعدون وعلي فائز وحسين علي واحمد يحيى وربين سولاقة كان لهم رأي آخر بعد اهداء الفريق الكوري هدفين باخطاء اقل ما يقال عنا بانها بدائية ولا تحدث بمباريات مهمة .
وضاع تأثير هجومنا بعد التبديل الذي اجراه كاساس باشراك مهند علي (ميمي) بدلا من ايمن حسين ، ولم ينجح لاعبينا من تقليل الفارق الا بالدقائق الاخيرة من المباراة ، ونجح بعدها المستضيف بالاحتفال بالفوز على منافسه العراق ، وتصدر المجموعة بعشر نقاط والاقتراب اكثر من التاهل للمونديال .
ما هي الدروس التي خرجنا بها من مباراتا فلسطين وكوريا الجنوبية؟ وهل سينجح كاساس في تصحيح الاخطاء استعداداً للجولات المهمة من التصفيات؟.
اسئلة الاجابة عليها صعب جداً في ظل عودة المحترفين الى انديتهم وبالمقابل استمرار مباريات دوري نجوم العراق ، وعدم امكانية انسجام اللاعبين الجدد والذين من المفترض ان يتم استدعائهم لارتداء فانيلة الوطني في المرحلة المقبلة. ان مهمة مدرب المنتخب الوطني ليست تعليم اللاعب الدولي كيف يتصرف في حالة الدفاع والهجوم او متى يحول الكرة الى زميله او يحتفظ بها ، لانه من المفترض ان لاعب المنتخب الوطني يحضر للتدريبات وهو متعلم ابجديات كرة القدم وان يعمل لانجاح مهمة مدربه الذي يسعى للفوز وتسجيل حدث تاريخي متمثل بالوصول الى المونديال من جديد بعد غياب 40 عاماً عنها ، حيث سبق وان شارك العراق في مونديال المكسيك 1986 ، بقيادة الملاك البرازيلي وبعدها ايفرستو المعار من الاتحاد القطري في حينها.
ذلك نتمنى ان ينجح الملاك التدريبي في تصويب الامور او بالعثور على لاعبين جاهزين لتمثيل الاسود وامكانية تطبيق افكار المدرب بسهولة من اجل الوصول للاهداف المرسومه. انا على يقين ان كاساس سيجري تغيرات جديدة على مراكز لعب الفريق بعد العثور على مبتغاه ، لان المهمة المقبلة غير سهلة ولا تقبل القسمة على اثنين في ظل تواصل المنافسة بشكل قوي لتحقيق حلم الجماهير العراقية بالفوز بمقعد المونديال الثاني عن مجموعتنا السهلة على الورق والصعبة على ارض الواقع .