مشروع الحلم
سامر الياس سعيد
ابرزت احدى الصحف وعبر صفحتها الرياضية خبرا مقتضبا يشير لانهاء الاتحاد العراقي بكرة القدم لاخر الاجتماعات الخاصة بمشروع الحلم الذي ياتي بدعم مباشر من رئيس الوزراء العراقي وبشراكة مع رابطة الدوري الاسباني لاليغا حيث وفروا جميع مقومات نجاح التجربة التي تعمل على استقطاب المواهب الكروية منذ الصغر والعمل على صقلها والاهتمام بها لاجل تهيئتها لاشراكها وفق التدرج العمري في الاستحقاقات المحلية والدولية .
لايختلف اثنان على واقع ومقومات الكرة العراقية وما تبرزه من كونها ولادة بالمواهب والامكانيات الرياضية وكيف ابتدات تلك المواهب في الافصاح عن امكانياتها وفق اجواء اجتماعية كان انطلقت من ملاعب ترابية او من خلال فرق شعبية او اسهمت الرياضة المدرسية ممثلة بمديريات النشاط الرياضي في مختلف تربيات العراق بالاسهام بالكشف عن تلك الامكانيات لياتي مشروع الحلم ليكون مكملا لكل تلك الصور الزمنية ممن اسهمت باكتشاف مواهب عديد اللاعبين ممن توالوا على تمثيل الاندية ومن ثم المنتخبات الوطنية حيث ان لكل من هولاء اللاعبين قصة بداية تمثيله التي انطلقت من الملاعب الشعبية او من فرق المناطق التي سكنها هولاء اللاعبين مرورا بفرق المدرسة ممن تنافست على البطولات المدرسية حتى وصلت موهبة هولاء اللاعبين لان تسلك مسار التدرج العمري بتمثيل منتخب الناشئين والاشبال وصولا للشباب والوطني والاولمبي . لقد بين الاتحاد في بيان حول الاجتماع الاخير الذي خصصه لمشروع الحلم في اضاءة دور الاهالي وموقعهم المهم في دعم ابنائهم خلال اشراكهم بذلك المشروع حيث التفت الاتحاد لمناقشة دور الاهالي بتوفير المناخ المناسب للتدريبات وضمان الالتزام بمواعيد الغذاء والنوم دون التاثير على الدراسة وكان بالاولى ان تسهم ادارة المشروع بالتنسيق مع ذوي اللاعبين في ابراز كل تلك المحاور التي من شانها ليس اعداد لاعب مناسب ذو مستوى مهم في ادراك تقديم ما يمتلكه من مواهب على صعيد اللعبة اضافة لاقران كل تلك المؤهلات بالقدرة على التفوق العلمي وهذا ما تنتهجه المدارس الكروية التي يديرها اكاديميين تربويون يملكون اضافة الى ما اسلفنا في تقديمهم الخطوط العريضة لابراز المواهب والامكانيات القدرة على ان يكون قدوة في الشان التربوي ولنا في انموذج ما اسهمت به مدرسة المدرب عموبابا في التاثير واتخاذ القدوة المطلوبة في هذا الشان فاغلب لاعبينا ممن تلمذوا على يد شيخ المدربين ادركوا اهتمام المدرب عموبابا بالجانب العلمي حاثا لهم بمواصلة الدراسة وحيازة الشهادات المؤهلة لان يكونوا على قدر المسؤولية بعد الاعتزال في الاتجاه الى السلك التدريبي ومواصلة شغف اللعبة لكن من خلال كرسي التدريب .
وفيما يبدو مشروع الحلم الاكثر تكاملا بالمقارنة مع المدارس الكروية التي باتت تعتمد على اسماء الاندية ودعمها سواء من خارج البلد او من داخله لكن مشروع الحلم ووفق الخبر المقتضب الذي تداولته وسائل الاعلام اعتنى باهمية التوثيق الخاص ببيانات اللاعبين وتحديثها بشكل متكامل لتكون لمثل تلك المشاريع صلة بما تقوم به المدارس على اختلاف عائدياتها سواء الحكومة او الاهلية من خلال ارشفة وتوثيق بيانات منتسبيها من التلاميذ واعتبار مثل تلك المعلومات كبيانات مهمة توظف في سبيل التعرف على البنية السليمة للاعبين وطرق نموهم البدني وقدرتهم على مواجهة المناخات والبيئات على اختلاف اشكالها مثلما تعمل بيانات تلاميذ المدارس على اعطاء صورة جلية للقائمين على تلك المدارس بايلاء الاهتمام المطلوب لذوي الاحتياجات النفسية والبدنية .