الذئب أكل يوسف
فيان القبطان
(1)
توزع مؤرخو الفلسفة بين أبي حامد الغزالي، وإبن خلدون، في نسبة الحكمة الشهيرة “العدل أساس الملك” وهو قول يرقى الى مستوى حكمة بإمتياز؛ لبلاغة معناه.
لكنه.. سواء أقاله الغزالي أم إبن خلدون، لا ينطبق على العراق؛ لأن العراق دولة لا قياسية.. لا ملك فيها.
الدولة أرض وحكومة وشعب، فأرض العراق وسماؤه مستباحتان وحومته ينخرها الفساد والشعب.. وياهم وياهم.. عليهم عليهم، لا يعرف هل هو مع مصلحته أم مع مصلحة عدوه!
وبهذا يتأكد أن العراق دولة لا قياسية، أما أنا فـ... مع الحقيقة مهما كان من يقولها، ومع العدل سواء أكانت الدولة قياسية أم مبعثرة؛ فالعدل هو إعطاء كل ذي حق حقه، ومتى ما إستوفى الجميع ما لهم وأدوا ما عليهم، من شمالي العراق الى جنوبيه.. أعالي قمم جبال كردستان وإنسراح سهول الجنوب، كلها تشعر بالرضا، حينها نقر بالعدل أساساً للملك.
(2)
من مبلغ الأقوام أن مهلهلا.. أمسى طريحاً في الفلاة مُجندلا.. لله درُكما ودر أبيكما.. لا يبرح العبدان حتى يُقتلا.
(3)
السر يكمن في اللا دولة التي تسحق نفسها، مفرطة بحدودها.. يستولي عليها الجيران بوضع اليد
(4)
-أنه الذيب وآكلهم
-...
لا أم لنا فتحمينا.
(5)
و... بإنتفاء الحلول الخارقة للمشاكل الموارة التي ينوء بها العراق.. معتقلات كيفية وأحكام عرفية وميليشيات تهمش الدولة وفساد وإرهاب وإحتلالات مركبة، نجد أن لا أم للعراقيين تحميهم؛ فيأكل الذئبُ يوسفَ، ولا يجد السيارة غلاماً في البئر:
-لا بشرى
إنما صدق إخوته فالذئب أكله والسيارة إرتشفوا ماءً وغادروا البئر التي لم يجدوا فيها غلاماً، وظل العراق بدداً، وخليتهم وإجيت.