إستكردوني..شكراً يوسف زيدان

نوزاد حسن

يهتم المفكر والكاتب المصري يوسف زيدان بتحديد معاني المفاهيم,وضبطها كي لا يساء استخدام المفردات ثم يؤدي هذا الاستخدام غير الدقيق الى مشاكل اجتماعية.فاللغة ان لم تضبط تتحول الى اسلحة جارحة تقتل الناس.وهذا ما حدث ويحدث في عالمنا اليوم.  اذن هي مهمة تنويرية وحس فلسفي ان يقوم مثقف بتقييد معنى مصطلح ما.ولو ان هذا المسعى التنويري انتشر بيننا لتغيرت مفاهيم كثيرة عندنا,ولتغيرت وجهات نظر بعضنا عن بعض.   وفي واحدة من اشاراته المضيئة اعطانا يوسف زيدان توضيحا عن كلمة تستخدم في مصر كنت اسمعها في بعض الافلام دون ان تثير انتباهي.هذه المفردة هي:استكردني ومشتقاتها طبعا.يتوقف زيدان لتوضيح انه انتبه الى المعنى الحقيقي لهذه الكلمة.فحين يقول مصري لاخر انه استكرده فهذا يعني انه ظلمه واخذ حقه.وكأن مفردة استكرده تحولت في حديث المصريين الى ما يشبه الحالة المعروفة وهي ان الكورد يتعرضون دائما للظلم,وسرقة حقوقهم. في الحقيقة كان حديث يوسف زيدان عن هذه المفردة  لماحا جدا.ومن المؤسف ان نعتقد ان المفردات والنصوص تخضع دائما لمعنى متفق عليه اجتماعيا او دينيا,ولا حاجة للتنقيب,واكتشاف اعماق اخرى للكلمة او للنص.ومن خلال حديثه عن ابعاد دلالة مفردة «استكردني»تساءلت كيف لم ينتشر هذا المعنى عندنا هنا في العراق,لكنه شاع في مصر.ألم يكن من الاولى ان ان يشاع تداول مفردة استكردني بيننا والجميع يعرف ما تعرض له الكورد من عمليات انفال وقتل بالسلاح الكيمياوي.ومع ذلك فان الشعب المصري بعاميته المحببة رسخ لغويا ما تعرض له الشعب الكوردي طوال تاريخه.  مثل هذا الوعي مهم,ويشكل صدمة عقلية ثم تتبعها صدمة ذوقية.وحياتنا مليئة بحوادث السيارات والقطارات والانجارات وتخلو من رجة تجعلنا ننتبه,ونفكر بصورة جديدة ونتذوق نتائج تفكيرنا الجديد..   شكرا دكتور يوسف زيدان لانك قلت كلمتك.