في البدء قالوا إنّ حركة المقاومة ضد الغزاة بفلسطين العربية المحتلة، هي ذيل إيراني أو تركي وفق توصيف وهوى القوم المعترضة ، لذلك نعتبرها ليست منا ولسنا منها .
ثم شعروا ببعض الخجل والحرج مع حركة نسبية في العقل وفي الضمير ، فطلبوا من المقاومين الثوار الكرماء أن يردوا بقوة ويفتحوا الجبهات ضد كيان اللقطاء ، ولما ردت فصائل الأبطال ووسعت جغرافيا ضرب الوحوش ومن والاهم ، وأجابتهم إسرائيل المجرمة بعمليات إبادة جماعية خسيسة وجبانة تامة الأوصاف ، رفع هؤلاء المنافقون المغفلون المضللون أكفهم إلى سماء الله وبيبانه الواسعة ، ورتلوا أفراداً وجماعات، دعاء بغيضاً مجنوناً باطلاً مضحكاً مبكياً لا ينطبق أبداً على هذه الحال المعجزة ، فقالوا بلا خجل أيضاً :
أللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين !!!
بمعنى أنهم وضعوا المقاوم الذي حمل روحه ودمه وحتى عياله وخرج فدائياً مقاتلاً يبتغي رضا الله وجنته ، بنفس سلة وميزان الحثالة البشرية الهمجية التي تستعمر وتستوطن أرض فلسطين العربية الثابتة البائنة ، وتجتث شعبها الصابر المقاوم الإستثنائي الجميل ، وتذيقه كل صنوف العذاب والموت والتهجير والتجويع والإهانة ونكران الحق المبين !!!
أيها الناس العقلاء منكم ومن مسه بعض جنون :
أجّلوا خلافاتكم وثاراتكم السياسية والدينية والطائفية الغبية المريضة المغفلة الضارة حتى تنتهي معركة الطوفان العظيم بحسن الخاتمة .
توحدوا الآن ضد عدو بلغ درجة من التوحش لم يسبقه إليها كل حثالة الأرض وهمجها ، وبعدها ارجعوا ثانيةً إلى النطاح أو الجدل بالتي هي أجمل وأحسن .
كيان الحثالة والتوحش المفرط يستهدفكم كلكم ، فلا تتفرجوا عليه وهو يفترس أولكم ، لأنه سيتلمظ ويمسح الدماء السائلة على جانبي فمه الذي يشبه قبراً عملاقاً ، ثم يتوجه إلى ثانيكم وثالثكم حتى يأتي على أخيركم الذي قد يجده بائلاً في سرواله الفضفاض .
أمة كبيرة وقوية وعندها أعظم وأحدث الأسلحة الفتاكة ، وبمقدورها إيقاف المحرقة غداً إن توكلت ونوت وأرادت .