لمن نقرع الأجراس؟

الإعلام التافه

هاشم حسن التميمي

اول الدروس التي تلقيناها في الجامعة  ونحن تلاميذ صغار في الصف الاول في الاعلام تركزت عن  المحتوى الاخلاقي للاعلام والتزامه بقضايا الوطن والانسان.

 وتحدث لنا اول استاذ نلتقيه رحمه الله د سنان سعيد بان جوهر الصحافة هو السبق الصحفي شرط ان لايحرف الحقيقة ويخدش الحياء العام ويروج لما هو شخصي من اجل المنفعة فذلك خيانة للمهنة والضمير. ولاندري ماذا سيقول استاذنا لو امد الله في عمره لهذه الساعة ويرصد الحوارات السخيفة والتافهة حيث تتسابق البرامج في التقاط اية عبارات جارحة او مخالفة للاداب العامة   واختيار الضيوف الاكثر اثارة في نقدهم وكذبهم وجرأتهم في قول الكلام البذيء والعبارات الفاضحة والشتائم المحرمة والتنمر على الاخرين وتاجيج الصراعات الطائفية والاجتماعية وتتحول الحلقة التلفزيونية لحلبة رقص في سرك او منتدى ليلي لان المقدم المحترم او المقدمات الصاعدات  ولاسباب متعددة يفهمون ان النجاح يقاس بحجم الاثارة  والخروج عن المالوف القيمي الاعلامي والمجتمعي وحصد اعلى عدد من المشاهدات ويتفاقم الامر حين تكون منفعة شخصية لهذا  الاعلامي وتتحدث الارقام عن ملايين الدولارات واحدث السيارات والامتيازات الاخرى التي جعلت من هذه النكرات مشاهير لهم ثمن تتلاقفهم المنابر الاعلامية الرخيصة ذات الاهداف والاجندات المشبوهة في تسميم الراي العام…ماذا سيقول استاذنا سنان سعيد او الداقوقي والتهامي وصابات وسميسم عن هذا السرك الاعلامي الذي يمثل الوجه الحقيق للمال السياسي الفاسد الذي يتنافس مع سخافات البلوكرات في التواصل الاجتماعي  في تخريب الذوق العام واشاعة الرذيلة ومحاربة الفضيلة… والتغطية على الجرائم الكبيرة في نهب المال العام وانتهاكات الحريات وتخريب الحياة العامة في المجالات كافة واشغال الناس بما قالت فلانة او ماصرح فيه علان وكلاهما ينتميان لعصر التفاهة ولو نهض استاذنا سنان وشاهد ما يحدث لفضل ان يعود لرقدته ولا يكون شاهدا على هذه المهانة التي لم تجد من يوقفها او يردعها وقديما

 قالوا (إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص!)..

وقبل الختام نوجه تحية والف سلام  لكل الزملاء والزميلات الذين مازالوا متمسكين بقواعد المهنية واخلاقياتها ولم ينزلقوا لهذا المستنقع النتن يحميهم ضميرهم وخبرتهم وشرف الانتماء للوطن وللاعلام الاصيل الملتزم بقضايا الانسان والمجتمع.