خبراء ونخب وطنية تناقش مساري التنمية والتعداد السكاني
جوهان يكشف المقومات و العلاق يحدد مهمات الباحثين الميدانيين
بغداد - الزمان
كشفت ندوة أقامها ملتقى بحر العلوم للحوار، عن مشاركة 120 ألف باحث ميداني في اجراءات التعداد العام للسكان والمساكن الذي سينطلق في 20-21 تشرين الثاني المقبل.
وقال المستشار الوطني للتعداد العام للسكان مهدي العلاق في الندوة التي حاضر فيها وكيل وزارة التخطيط ماهر حمادي جوهان و رئيس هيئة الاحصاء والنظم الجغرافية ضياء عواد كاظم، بعنوان (خطة التنمية الوطنية 2024-2025 والتعداد السكاني مساران متكاملان ). ان الباحثين الذين سيشاركون في التعداد يمتلكون مهارات تقنية تعمل على المساعدة في ملء استمارة التعداد الالكترونية التي تتضمن 11 سؤالاً وذلك خلال يومي التعداد الذي أقره مجلس الوزراء، فيما سيقوم الخبراء بمقابلة العوائل بعد ذلك ولمدة 15 يوماً.
وقدم جوهان شرحاً مفصلاً لمراحل اعداد خطة التنمية وأبرز خصائصها التي تتسق مع التحولات العامة التي شهدها العراق، حيث بدأت أولى محاولات اقرار احصاء رسمي عام 1927 .
واشار الى آخر عملية احصاء حكومية تمت عام 1997 ، ثم توقفت هذه العملية المهمة التي تعتمد عليها خطط التنمية الوطنية وتشمل جميع مفاصل الحياة، بالنظر لما تقدمه من بيانات مفيدة ومؤشرات واقعية تضبط ايقاع الاستثمار والاعمار وتقديم الخدمات ومعالجة نواحي التراجع والقصور في التنمية المستدامة . وأكد جوهان ان اهمية التعداد السكاني تكمن في البيانات التي يقدمها من اجل النهوض بالمناطق الريفية وغير المخدومة، داعياً النخب العراقية الى دعم هذه العملية والتثقيف بأهمية تقديم المعلومات الصحيحة بشأنها.
من جانبه أكد كاظم، العزم على تحقيق حلم نجاح التعداد السكاني للاهمية التي ينطوي عليها في معرفة خصائص الافراد والجماعات وتشكيل الخصائص المتميزة للبلاد. وتوقع كاظم ان يبلغ عدد نفوس العراق في ضوء هذا التعداد 43 مليوناً، فيما أشار الى احتمال ان يبلغ العدد 48 مليوناً عام 2028 . واكد ايضاً بلوغ العملية مراحلها الميدانية الاكثر أهمية وهي الترقيم والحصر.
هيئة مستلزمات
وقال العلاق الذي أدار الندوة بحضور نخبوي من خبراء الاحصاء والاقتصاديين ورجال الاعمال والمستشاريين الحكوميين ان (وزارة التخطيط هيأت المستلزمات الاحصائية المكملة لهذا الاحصاء منذ 12 عاماً، حيث تمت ممارسة واسعة لجمع البيانات في جميع المجالات وتحليل بعض معطياتها).
وكان جوهان قد رسم في حديثة المسهب عن خطة التنمية للسنوات الاربع المقبلة، بعض سمات ومعالم الخطة ومن بينها ان القطاعات الخدمية ستكون داعمة والبحث عن فرص عمل واختيار مشاريع كبرى وربط اقتصاديات العراق باقتصاديات المحيط الاقليمي والدولي، والتحوط من تداعيات التغير المناخي ومستقبل النفط، لكن جوهان استدرك بعد ذلك في تعقيب على المداخلات، فأكد اعتقاده بأن العالم سيستمر بالاعتماد على النفط باعتباره عصب الاقتصاد لخمسين سنة مقبلة، وان التحول الرقمي سيقضي على الفساد المستشري حالياً. وتوقع ان تكون خطة التنمية 2024-2025 الخطة الأفضل في تاريخ العراق، مشيراً الى ان (العراق يحتفظ بتاريخ عريق في وضع خطط التنمية، وكان مقرراً وضع خطة تنمية عشرية للمدة 2020-2030 ، لكن تحدياتها كانت قوية وصعبة ما صادفها من مستجدات سياسية على الساحتين المحلية والدولية).
وتعد هذه الندوة أول نشاط معرفي بارز يقام بعد اقرار خطة التنمية التي أطلقها رئيس الوزراء محمد الشياع السوداني الشهر الماضي. ثم وزع راعي الندوة الدكتور ابراهيم بحر العلوم الدروع بين المحاضرين وسط اشادة ببرنامج ندوات الملتقى والموضوعات المهمة التي يناقشها.