الرئيس الإيراني ينهي زيارة إلى العراق إستمرت 3 أيام

بزشكيان يدعو كردستان إلى توسيع التعاون الإقتصادي والتجاري

بغداد-  قصي منذر

أربيل - زيد حسن

أنهى الرئيس الايراني مسعود بزشكيان أمس زيارته الى العراق التي استمرت ثلاثة ايام وشملت بغداد والنجف وكربلاء والبصرة فضلاً عن أربيل والسليمانية . والتقى بزشكيان الخميس مسؤولين أكرادا في إقليم كردستان حيث دعا إلى (توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري)، وذلك في اليوم الثاني من زيارته الهادفة بشكل أساسي إلى تعزيز العلاقات الثنائية والأمنية. وبزشكيان هو أول رئيس إيراني يزور كردستان، وذلك في انعكاس لتحسّن العلاقات بين طهران وأربيل بعد سنوات من التوترات والضربات الإيرانية. وبعدما حطت طائرته في مطار أربيل الدولي صباح الخميس، اجتمع بزشكيان برئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني ورئيس وزراء الإقليم مسرور البارزاني ومسؤولين آخرين. وأعرب خلال الاجتماع، وفق ما ذكر موقع الرئاسة الإيرانية، عن عزم طهران على «توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري مع إقليم كردستان العراق». ويأتي ذلك غداة لقائه مسؤولين في بغداد حيث وقع 14 مذكرة تفاهم وبحث مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في (تعاون أكبر بين البلدين). وذكّر بزشكيان في أربيل بأن طهران وبغداد توصلتا إلى (اتفاق على صياغة آفاق تطوير التعاون المشترك في شكل وثيقة استراتيجية شاملة طويلة الأجل). من جهته، قال البارزاني (لطالما اعتبرنا جمهورية إيران الإسلامية سندا لنا في الأوقات الصعبة ونتمنى تطوير علاقاتنا أكثر بعد هذه الزيارة التاريخية وفي كل المجالات). في السنوات الأخيرة، تعثرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب نقطة خلاف رئيسية تتمثل بالمجموعات المسلحة للمعارضة الكردية الإيرانية التي تتمركز في كردستان منذ ثمانينات القرن المنصرم. واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة التي غالبا ما تكون يسارية الميول وتندد بالتمييز الذي يعانيه الأكراد في إيران. وكان لهذه المجموعات مقاتلون يرتدون زيا عسكريا مشابها لزي جنود الاحتياط الذين يتدربون على استخدام السلاح. وتتّهم طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة الى أراضيها انطلاقا من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 أيلول 2022 . لكن في آذار 2023، وقّع العراق وإيران اتفاقا أمنيا بعد أشهر قليلة على تنفيذ طهران ضربات ضد مجموعات كردية معارِضة في شمال العراق. وفي نهاية العام، تعهدت السلطات العراقية نزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات. وأكّد اقليم كردستان أنه (لن يشكل أبدا تهديدا لإيران والدول المجاورة ويلتزم تماما بالاتفاقية الأمنية بين العراق وإيران)، حسبما جاء في بيان صدر عن رئاسة الإقليم في ختام اجتماع الخميس.(التفاصيل ص 4)

 وكان السوداني قال الأربعاء خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بزشكيان إن بغداد أكّدت (موقفها المبدئي والدستوري والقانوني بعدم السماح لأي جهة بارتكاب عدوان أو عمل مسلح أو تهديد عابر للحدود ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية يتخذ منطلقا من الأراضي العراقية). وأضاف (نجحنا في الاتفاق على ضبط الأوضاع الأمنية عند المناطق الحدودية). والتقى بزشكيان الخميس كذلك مسعود البارزاني زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني، وأكّدا (التنسيق وتعزيز العلاقات في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية) وفق ما جاء في بيان صدر عن مكتب البارزاني. وأشار البيان إلى أن (بزشكيان وجّه دعوة رسمية إلى الزعيم الكردي لزيارة ايران). ثم توجه الرئيس الإيراني إلى السليمانية ثاني أكبر مدن الإقليم حيث استقبله رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل الطالباني. ووصل بعد ظهر الخميس إلى مدينة النجف. وانتهت الزيارة التي تتخللها كذلك محطتان في مدينة كربلاء و البصرة أمس الجمعة. ووصف محافظ البصرة اسعد العيداني، ان زيارة بزشكيان بالتاريخية وأكد انها ستبقى عالقة في اذهان الأجيال.وقال العيداني خلال كلمة له في احتفالية استقبال بزشكيان إن (هذه الزيارة التاريخية ستبقى عالقة في اذهان الأجيال)، لافتا (سنكون على قدر عالٍ من المسؤولية بالنهوض لمصلحة البلدين والشعبين).وأضاف (نعمل بالتكامل مع الجمهورية الإسلامية لتحقيق مصلحة البلدين) ، مشيراً الى أن (مواقف العراق والجمهورية الإسلامية واحدة في خدمة الامة الإسلامية والتصدي للعدوان الصهيوني على قطاع غزة).