حقيبة بزشكيان

مجاشع التميمي

مبكرأً.. حزم الرئيس الإيراني، أمتعته لبدء أول زيارة خارجية له، والتي اختار ان تكون العراق، فزيارة الرئيس مسعود بزشكيان تكتسب أهمية كبيرة، لما تحمله من ملفات تعود بالعديد من المكاسب على طهران، في مقدمتها الملف الاقتصادي، أكثر من مما تعنيه –الزيارة- بالنسبة للعراق.

المعلومات تفيد بأن الملفات التي يحملها الرئيس بزشكيان، تنطوي على سعي ايران الى الحصول على جزء من المبالغ المجمدة المستحقة بذمة العراق عن توريد الغاز  والكهرباء، بما يخفف عنها وطأة الأزمة المالية التي تعيشها، وكبح التضخم الناتج عن تراجع الواقع الاقتصادي لهذا البلد، الذي يعاني عجزاً كبيراً في العملة الصعبة، ورغم ان هذا الملف تتحكم به الولايات المتحدة دون غيرها، الا ان الرئيس الإيراني يعول على دور العراق في الضغط على واشنطن لاستحصال استثناءات جديدة من العقوبات الامريكية المفروضة على طهران في هذا الصدد.

الملف الثاني، الذي لا يقل أهمية عن ملف الاقتصاد، يتمثل بالسعي لاقناع العراق بالتوقيع على ما تبقى من النقاط العالقة من بنود اتفاقية الجزائر 1975، رغبة منها بحسم هذه النقاط المتمثلة بخط التالوك وتثبيت الحدود في شط العرب إضافة الى الحدود البرية، والتي من شأنها إيجاد حل لموضوع استثمار الحقول النفطية المشتركة بين البلدين.

وقبل هذين الملفين، يسعى الرئيس الإيراني خلال الزيارة، الى لقاء المرجع الديني السيد علي السيستاني، في النجف الاشرف، بعدما فشل الرئيس السابق ابراهيم رئيسي بمقابلته في زيارته الأخيرة إلى العراق قبل سنوات، لما يحمله هذا اللقاء المفترض، من دلالات ويشكل دعما لبزشكيان، لاسيما ان المرجع الاعلى لم يلتق أي رئيس إيراني، منذ خمس سنوات، وإذا ما تحقق اللقاء، فأنه سيكون الأهم بالنسبة لطهران من أجل تحسين صورتها أمام المكون الشيعي الأكبر في العراق..

هذه الأهداف كافية للإجابة على التساؤل عن توقيت الزيارة، والأولوية التي تحتلها ضمن أجندة الرئيس الإيراني، لا سيما انها أول زيارة له منذ تسنمه مقاليد الحكم الرئاسي في تموز الماضي.