آه يا من فقت صبر الأنبياء
مناشدة إلى سيدي الإمام الحسين (ع)
حيدر عبد الرحمن الربيعي- بغداد
استحلفك بطهارة دمك المسفوح غدرا
أن تنظر إلى حال العراق
استحلفك يا ابن الهواشم
يا من نزلت في بيوتكم سور الكتاب
يا من تركت فينا إمام الزمان
كيف ترتضون اندثارنا
كيف ترتضون خذلاننا
كيف ترتضون ظلمنا
قد ضاق علينا عنق الزجاجة
رسمت الأيام أقدارها على أجسادنا وأحلامنا
ذكرى طيف
أحمال رسالتك أحنت ظهورنا
وخيولنا أرهقها طول الانتظار
لا شغل لنا سوى ترميم أضرارنا
فمنذ كربلاء والأسى منقوش على دهرنا وعصورنا
مصطبرين آملين مددك
فمنا من التبس فكره
ومنا من افترق
ومنا من اتقد غيرة وعطاء
ومنا من تمر عليه الذكرى طيفا
فكل شئ يا سيدي في هذا الزمان مزور
مشاعرنا , أرحامنا , غاياتنا ونوايانا , فقهنا , حتى فسوقنا ...
أرواحنا مبعثرة , مدمرة
ضمائرنا أعياها الوعي
وها هي اربعينيتك تكاد تنقضي
وأنا أتحرى عنك في قلوب الملايين
طائفة الإنسانية الواحدة
جلية في ذكراك
سهم رسالتك اخترق كل الحجب
فلا دين أو مذهب أو طائفة تغلو أو تعلو
كل على ديدن واحد
منادين
لبيك يا حسين
أصاب السهم القلب فاتعظوا
يا انقياء , يا شراذم
ها انتم تذوبون في بودقة الرحمة المهداة
بودقة المصاب الأوحد
فهل في ذلك مغفرة ؟ أم عبرة ؟
ولماذا العود إلى التدني بعدهما ؟
ها أنت الحاضر الناظر على حال أمتك
عقوق , غدر , تشرذم , انحلال , سحت والقائمة تطول
آه كم هي التركة ثقيلة
اعلم بيقين أن رسالتك كانت الأعلى والأعم
تبصر أعيننا قلوب الانقياء
قلوب استو عبتك وعشقتك
سرى نورك منحدرا ليطفئ انكساري
ويلهب تمردي على واقع متعاكس
فيه يرتدون التدين , مبتذلين مناسكه
يسوّقون القيم بسوق الخردة
يتسلقون الأنساب مكرا وتباهيا
يقدمون القرابين لإلهتهم
أين هم منك يا سيدي !؟
هاهي عمرانهم تتطاول
على جماجم الأطفال
توسعت استثماراتهم في بطون الجياع
وكم من أشعث اغبر مثلي يتعطر بفوحك المعطاء
المندرس في هذا الزمان
إنها الحكاية ذاتها
نقرئها بتلاوات مرتلة
يطل علينا الهادي المبشر كل حين مذكرا
هذا أنا ! يدي بيد جدي
أطيعوا و لاتعصوا
ادنوا و اقتربوا مني
فاني المنتقى
و أذاني مرفوع
حي على الإنسانية
أنا منارة الخلاص
أحب صهيل خيولكم على عتباتي
تدنوا وتلثم ترابي
فانا ابن العترة المطهرة
الملتحف بغيرتها
المسدد بمسراي
لا دين , لا مذهب , ولا طائفة ولا و لا
فانا الفعل الناطق
والدرس البالغ